الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الساعة».. تأتي بغتة وعلمها عند الله

3 يونيو 2017 12:00
محمد أحمد (القاهرة) الساعة.. تقال لما يقع فيه الأمر العظيم الشديد الشاق، ووردت في القرآن الكريم في مواضع عدة دالة على يوم القيامة، فجاءت رداً على إنكار الكفار لحدوثها، ومقرونة بالزلزلة، ولتأكيد أن عِلم موعدها عند الله، ووصفت بأنها تأتي بغتة، ولا شك فيها. وبيّن سبحانه أن الساعة آتية لا محالة، كقوله: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا...)، «سورة طه: الآية 15»، أي قائمة لا محالة وكائنة لا بد منها، وقوله: (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)، «سورة الحج: الآية 7»، وقوله: (... إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا...)، «سورة الحج: الآيات 1 - 2»، وقوله: (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ...)، «سورة الجاثية: الآية 32»، وقوله: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ)، «سورة الروم: الآية 12»، وقوله: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ...)، «سورة الروم: الآية 55»، وقوله سبحانه: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ...)، «سورة الحجر: الآية 85»، يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي: الحقُّ هو الشيء الثابت الذي لا تعتريه الأغيار، والمثَل هو نظام المجرَّات وحركة الشمس والقمر، تجدها منضبطة، ذلك أن الإنسان لا يتدخل فيها، ويُذكِّرنا الحق سبحانه ألا نقع في خطأ الوهم بأننا سنأخذ نِعَم الدنيا دون ضابط أو رابط، فالحساب قادم لا محالة، وفي قوله سبحانه: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا...) الساعة هنا هي عمر الكون كله، أما أعمار الإنسان في الكون فمتفاوتة، فمَنْ مات فقد قامت قيامته، والساعة نوعان، ساعة لكُلٍّ منا، وهي عمره وأجَله الذي لا يعلم متى سيكون، وساعة للكون كله، وهي القيامة الكبرى، وكذلك بيَّن سبحانه إنكار الكفار لحدوث الساعة في قوله: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ...)، «سورة سبأ: الآية 3». لما جاء جبريل، عليه السلام، في صورة أعرابي، يعلم الناس أمر دينهم، فجلس من رسول الله مجلس السائل المسترشد، وسأله عن الإسلام، ثم عن الإيمان، ثم عن الإحسان، ثم قال: فمتى الساعة؟ قال له النبي: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل»، أي لست أعلم بها منك، ثم قرأ النبي: «إن الله عنده علم الساعة»، مصداقاً لقوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا)، «سورة النازعات: الآية 42»، أي ليس علمها إليك ولا إلى أحد من الخلق، بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©