الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء يستعرضن تجربة المرأة الإماراتية في الحراك الحضاري

نساء يستعرضن تجربة المرأة الإماراتية في الحراك الحضاري
1 يونيو 2010 21:54
تجربة المرأة الإماراتية في العلم والعمل والحياة، كانت موضوعاً للندوة التي أقيمت أمس الأول في المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، واستضاف فيها الطبيبة النفسية الدكتورة رفيعة غباش والفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي. وقدم للندوة الإعلامي علي خليفة الرميثي، مستهلاً إياها بالترحيب بالضيوف والحضور الذين ملأوا جنبات القاعة وهو ما ينم عن الاهتمام الكبير الذي حصلت عليه المرأة الإماراتية وما حققته من إنجازات سواء من جانب أولى الأمر أو من الأفراد الذين توافدوا من أجل حضور الندوة والاستفادة من التجربة المميزة لاثنتين من نساء الإمارات اللتين حققتا نجاحات مشهودة كلاً في مجالها. وجه إماراتي أعربت غباش في الندوة عن سعادتها لوجودها للمرة الرابعة في أبوظبي للمساهمة في الحراك الثقافي الحادث فيها، من أجل تحقيق هدفها في أن تكون عاصمة للثقافة العربية. وبينت دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية في دعم الحركة النسائية، في دعم المرأة والحركة النسائية عبر مختلف السبل، حتى أصبحت المرأة الإماراتية حاضرة وبقوة في الحراك الاجتماعي والحضاري الدائم في الدولة. وتالياً استعرضت غباش رحلتها مع العلم والعمل، مشيرة إلى أنها قضت نحو 28 عاماً منها في التنقل بين كثير من بلدان العالم من أجل تحقيق النجاح وإثبات ذاتها كوجه إماراتي مميز، وتحدثت عن أهم الشخصيات التي أثرت تجربتها وأعطتها زخماً، ومنهم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال إدارته لجامعة الإمارات. وتحدثت باستفاضة عن تجربتها في رئاسة جامعة الخليج والتي استمرت ثماني سنوات واعتبرتها من أهم المراحل في حياتها العملية، والتي أكسبتها خبرة كبيرة وحققت خلالها نجاحاً ملموساً مع الجامعة، وأثنت في هذا الإطار على حكومة البحرين وملكها اللذين لم يردا طلباً للجامعة أثناء فترة رئاستها، حتى أن الجامعة صارت صرحاً علمياً مميزاً في منطقة الخليج، واستطاعت أن تنتشلها من دائرة الأزمات المادية، بحيث زادت ميزانية الجامعة بمقدار 60% عن الفترة التي استلمتها فيها، وزاد عدد الطلبة بنسبة 100%. وبينت أن هذا النجاح تم بالتركيز على الموارد الذاتية، من خلال إعادة تقييم الإدارة وفتح المجال أمام الشباب، ولفتت إلى أن ذلك لم يكن على حساب جودة التعليم، أو البيئة العلمية المناسبة للطلبة. العقل العربي أشارت غباش إلى أن جامعة الخليج كانت صاحبة السبق بين الجامعات العربية التي احتفت بأهل الفكر من خلال الندوات التي حملت أسماء بعض المفكرين، وأيضاً إطلاق اسم المفكر محمد جابر الأنصاري على منتداها السنوي، وهو واحد من أهم المفكرين الذين اهتموا بالعقل العربي في العصر الحديث. ولفتت إلى معهد دراسة الأمراض التابع للجامعة والذي أنشئ بعد تبرع الأميرة الجوهرة أرملة الملك فهد بن عبد العزيز بقيمة المباني، وملك البحرين بأرض فاقت مساحتها أرض جامعة الخليج. ثم عادت غباش إلى طفولتها، مشيرة إلى أنها نشأت بين 4 أخوات و4 إخوة، ولكل منهم توجهه الفكري والسياسي، واحتوى المنزل على مكتبة تضم مجموعة هائلة من الكتب المتنوعة الاتجاهات والرؤى والتي مثّلت نبراساً لهم. ومن الإمارات إلى مصر حيث استكملت دراستها الجامعية في الطب النفسي وهناك وجدت زخما سياسيا وفكريا كبيرا كان له أكبر الأثر في المرحلة الثانية لتكوين الوعي عندها. وتطرقت إلى تجربة الاعتصام أمام سفارة جنوب أفريقيا في لندن إبان دراسة الدكتوراه، من أجل مساندة الزعيم نيلسون مانديلا، وحين خروجه من سجنه إلى رئاسة جنوب أفريقيا، شعرت وأنها شاركت بفاعلية في جهود الإفراج عنه، وكان ذلك في معرض حديثها عن تجربة زايد وعبد الناصر ومانديلا كزعماء مؤثرين في تاريخ شعوبهم في القرن العشرين. ودلفت إلى العقبات التي واجهتها في تجربتها المثيرة والغنية، فأوضحت أن مسيرتها العلمية والعملية تمت في إطار من ترحيب الأهل والمسؤولين، وإن شابها بعض التحدي كونها امرأة، غير أنها لفتت أنها تعاملت مع الأمر بشكل مغاير؛ وبصفها امرأة جعل الكثيرين يمدون أياديهم بالمساندة تجاه أي مبادرة تطرحها أو مجهود تقوم به. الصحة النفسية تحدثت تفصيلاً عن بعض أبحاثها العلمية ومنها تلك التجربة التي قامت بها في دبي حين زارت 500 منزل لدراسة الصحة النفسية هناك، وخلصت عبر الدراسة إلى العديد من النتائج الهامة، وأشارت أيضاً إلى أنه تم نشر حوالي 40 بحثاً علمياً في الدورات والمجلات العلمية المتخصصة في أوروبا شاركت في إنجازها. وكشفت أيضاً عن دور الشيخة شمة بنت محمد بن خالد آل نهيان الذي كان يعبر عن احتواء للفريق العامل في جامعة الإمارات، وهو ما ساهم في نجاح المجهودات المبذولة في الجامعة من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية هناك. أما محطتها الأخيرة والتي أنهت بها كلمتها فكانت عن الوالدة التي مثلت النموذج الذي نشأت عليه، وما تميزت به من صرامة في التربية وانفتاح في العقل بالشكل الذي أثر كثيراً في شخصية رفيعة غباش. وانتقلت الكلمة بعد ذلك إلى الدكتورة نجاة مكي التي قامت بسرد لتجربتها الثرية في عالم الفن التشكيلي، بيّنت فيها العوامل التي شكلت تجربتها الفنية، حيث كانت منذ الصغر مولعة بالفن وتبحث عن متعة اللون أينما كان، خاصة عبر أنواع الفنون المختلفة الموجودة في البيئة المحيطة، والتي بلورت فيها شخصية فنية أخذت تعبر عنها بالرسم على جدران المنازل باستخدام الفحم الموجود في بيت الأهل، وهو ما سبب لها العقاب في أكثر الأحوال من الوالدة، التي تعلمت منها الدقة في ترتيب أمور المنزل، وهذه الدقة كانت تدفعها إلى إعادة ضبط ما قد سبق وأن رسمته بالشكل الذي يجعله أكثر جمالا واكتمالاً. كما أشارت إلى مطالعتها إلى ِأخواتها حين كن يشغلن المفارش اليدوية، وحديث النسوة لدى زيارتهن للوالدة في المساء وأحاديثهن الشيقة عن رحلات الغوص والجن والعفاريت، وكانت تسمع لهذه الحكايات وبعد ذلك تقوم بسردها على أسطح الجدران، فتكون أحياناً شخصية من تلك الشخصيات المرسومة أو كانت تحاورها، بحيث مثلت هذه الشخصيات عالماً خاصاً تعيش فيه. تناولت مكي بالحديث محل الأدوية الشعبية المملوك لوالدها، حيث يأخذها جمال ألوان الأعشاب وأشكالها المختلفة، وما تسببه من دهشة التمازج اللوني بينها، وكيف كانت تدقق في تفاصيل أوراق الأعشاب المختلفة، فكان جلوسها في محال الوالد أشبه بالتواجد في صندوق عجائبي مليء بعوالم من الجمال، وحين العودة إلى المنزل تسعى إلى رسمها بشكل آخر يتواءم مع رؤيتها لهذه الأشكال المدهشة. وتطرقت أيضاً إلى الزخارف الجبسية الموجودة في واجهات المباني، وكذا الطرق الضيقة واتساعها شيئاً فشيئاً وما يمثلانه من عالم بالأبعاد والزوايا المختلفة وهو ما يخلق فضاءات من الإبداع في تكوين وتشكيل العمل الفني. دراسة الفن وأبرزت مكي دور مدرسة التربية الفنية التي شجعتها على دراسة الفن بشكل أكاديمي من أجل تطوير تجربتها الفنية، خاصة بعد حصولها على جائزة عن أحد أعمالها الفنية في المرحلة الإعدادية. كما تحدثت عن المرحلة التي أعقبت دراستها الجامعية في مصر وحلمها بالمشاركة في معارض فنية داخل الإمارات وخارجها والذي بدأ يتحقق بعد ظهور جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، والتي ساهمت في تأسيسها مع الرعيل الأول من فناني الإمارات، حيث شاركت في أول بينالي في إمارة الشارقة، والذي مثل انطلاقة للفنان الإماراتي، ومن خلاله أصبح لكل فنان أسلوبه الخاص وطريقه ومنهجه الفني. وتناولت مكي تجربة عملها كمصممة في قسم الوسائل الفنية في وزارة التربية والتعليم، وكيف كانت ثرية إلى حد كبير بحيث شعرت وأنها ورشة عمل مارست فيها تجاربها الفنية المختلفة إلى حد أنها قامت بتصميم بعض العرائس التي عرضت في برامج الأطفال. وتعرضت أيضا لعملها كعضو لجنة تحكيم في معارض وفعاليات فنية عديدة، وبينت كيف استفادت من وجودها في معية فنانين ذوي خبرة أضافوا الكثير إليها عبر المناقشات وتبادل الخبرات معهم. بعد ذلك فتح باب النقاش والأسئلة أمام الحضور دارت أغلبها حول مسيرة كل من رفيعة غباش وأهم المراحل في حياة كل منهما والتحديات والعقبات التي جابهتهما وكيف تم التغلب عليها ليصبحا من أبرز نساء الإمارات اللواتي حققن تميزاً وحضوراً فاعلاً في المجتمع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©