الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبغض الحلال

31 يوليو 2008 22:01
لا يخلو أي منزل من المشاحنات والخلافات التي تعتبر ملح الحياة، ولكن هناك بعض الأزواج الذين لا يستطيعون التفاهم ورد المياه إلى مجاريها فيكون الانفصال هو الحلَّ الأمثل، لكنه بالطبع لا يأتي فجأة، بل يمر بمراحل عديدة، وهي كالتالي: زيادة المشكلات والتوترات بين أفراد الأسرة، اجترار موضوعات الصراع داخل النفس، التعبير الخارجي عن الصراعات، محاولات متقطعة لحل المشكلات الزوجية، النوم في حجرات أو مخادع مختلفة، الإشارة إلى الطلاق كاحتمال من الزوج أو الزوجة، الانفصال والمعيشة في أماكن مختلفة، الوصول إلى صلح مؤقت، التقدم بطلب للحصول على الطلاق، وبعد المناقشات والمطالبات والرفض وفتح الموضوع مرة أخرى يحصل الطلاق أخيراً، محاولة لتحقيق التحرر من الحياة الزوجية، ثم التكيف مع الوضع الجديد· وللأسف قد يرتاح الزوجان من الخلافات المستمرة بالطلاق، لكن يكون وقعه على الأطفال كبيراً، فقد تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية نتيجةً لانهيار الحياة الأسرية، فيحمل هذا الطفل دوافع عدوانية تجاه الأبوين وباقي أفراد المجتمع· وفي كثير من الحالات ينتقل الطفل من مقر الأسرة المفككة ليعيش غريباً مع أبيه أو أمه، فيواجه بذلك صعوباتٍ كبيرةً في التكيف مع زوجة الأب أو زوج الأم، وقد يقوم الطفل بعقد عدة مقارنات بين والديه وبين الوالدين الجدد، مما يجعله في حالة اضطراب نفسي مستمر· ويتحتم على الطفل وفقاً لهذا الوضع الجديد أن يتكيف مع بيئات منزلية مختلفة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمستوى الثقافي، مما يؤثر على شخصية الطفل بدرجة كبيرة، فيخلق منها شخصية مهزوزة غير مستقرة ومتأرجحة، ويتحمل الطفل كالآباء تماماً عبء التفكير الدائم في مشكلة الانفصال· ويعقد الطفل مقارنات مستمرة بين أسرته المتفككة والحياة الأسرية التي يعيشها باقي الأطفال، مما يولد لديه الشعور بالإحباط، أو قد يكسبه اتجاهاً عدوانياً تجاه الجميع، وبالأخص أطفال الأسر السليمة، يتعرض الطفل للاضطراب والقلق نتيجة عدم إدراكه للأهداف الكامنة وراء الصراع بين الوالدين أو أسباب محاولة استخدامه- من قبل والديه- في شن الهجوم على بعضهما البعض واستخدامه كأداة لتحقيق النصر على الطرف الآخر، ويؤدي هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة إلى اضطراب النمو الانفعالي والعقلي للطفل، فيبرز للمجتمع فرد بشخصية مهزوزة أو معتلة يعود بالضرر على المجتمع بأكمله· لذا أتمنى أن يفكر الزوجان كثيراً قبل اتخاذ هذا القرار المصيري، والمحاولة قدر الإمكان حل المشكلات الناتجة بينهما بالتنازل حيناً والمسامحة حيناً آخر· خولة محمد- أخصائية اجتماعية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©