هيومان رايتس تتهم حماس و فتح بانتهاكات متبادلة

اتهم تقرير لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) أمس قوات الأمن الفلسطينية التابعة لحركتي ''حماس'' و''فتح'' بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان على مدى العام المنصرم منها الاعتقال التعسفي والتعذيب· وتحدث التقرير عن اعتقالات نمطية ذات دوافع سياسية وعمليات ايحاء للمعتقلين بأنهم على وشك أن يعدموا وضرب مبرح للمحتجزين في مراكز يديرها متشددون من ''حماس'' في غزة و''فتح'' التي يتزعمها الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية· وحمل على الولايات المتحدة والجهات المانحة الأخرى التي تمول السلطة الفلسطينية وقوات الأمن التي تهيمن عليها ''فتح'' لعدم اعطائها الاهتمام الكافي للانتهاكات النمطية التي ترتكبها تلك القوات· وكانت التوترات تصاعدت من جديد بين ''حماس'' و''فتح'' بعد انفجار وقع الجمعة الماضي ادى الى مقتل خمسة من ناشطي حماس وفتاة· ومنذ ذلك الحين اعتقل المئات من انصار الجانبين في حملات اعتقال متبادلة في الضفة وغزة· ورفضت وزارة الداخلية التي تديرها ''حماس'' في غزة التعليق على تقرير المنظمة، واكتفت بالقول إن من يرتكب انتهاكات يعاقب· فيما قال المسؤول البارز في ''فتح'' حسين الشيخ إن قوات الحركة في الضفة تعمل في إطار القانون واتهم ''حماس'' بالقيام بممارسات بربرية ووحشية· وقال جو ستورك نائب مدير منظمة مراقبة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن القوى الغربية يجب أن تجعل دعم قوات الأمن التابعة لعباس مشروطا بمنع التعذيب والانتهاكات الأخرى الخطيرة· وأضاف أن الأموال والتدريب يجب الا يذهبا الى قوات تتجاهل القانون الفلسطيني لحقوق الإنسان والقانون الدولي كما أن مؤيدي ''حماس'' عليهم بالمثل جعل مساندتهم مشروطة لتجنب المشاركة في انتهاك حقوق الإنسان· وطبقا لتقرير ''هيومان رايتس ووتش'' الذي جاء في 113 صفحة، اعتقل رجال أمن ملثمون تابعون لـ''فتح'' في الضفة مئات من أعضاء ''حماس'' ومؤيديها دون امر اعتقال· وجاء في التقرير أن قوات ''فتح'' تلجأ كثيرا لتعذيب المحتجزين خلال الاستجواب وتسبب ذلك فيما يبدو الى موت أحدهم· وأضاف ''أن قوات حماس في غزة ارتكبت الإساءات البدنية ضد بعض الأشخاص الذين قبضت عليهم وأغلقت ما يقدر بـ 100 منظمة تعتبرها موالية لفتح''· واشار الى أن وسائل التعذيب تضمنت الايهام بأن المحتجز على وشك أن يعدم والركل واللكم والضرب بالعصي والمواسير البلاستيكية والخراطيم· وخصت أغلب الحالات التي وثقتها ''هيومان رايتس ووتش'' ومنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية جهازي الاستخبارات العامة والأمن الوقائي وان الجهتين تتوليان مسؤولية مراقبة الفصائل الفلسطينية والجماعات المسلحة· ويعمل رئيس الأمن الوقائي في الضفة الغربية زياد حب الريح تحت إشراف وزير الداخلية في حكومة تسيير الأعمال عبد الرزاق اليحيى، ومن بعده رئيس الحكومة سلام فياض· كما يعمل رئيس الاستخبارات العامة توفيق الطيراوي، تحت الإشراف المباشر للرئيس الفلسطيني محمود عباس· أما في غزة فإن أغلب وقائع الانتهاكات تورط فيها جهاز الأمن الداخلي الذي تديره حركة حماس، وهو يعالج الجرائم السياسية والأمنية· وعلى امتداد أغلب الفترات التي غطاها هذا ، كان رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية يشغل أيضا منصب وزير الداخلية، لكن المسؤول الأمني الأبرز في غزة هو سعيد صيام القيادي في حماس· الى ذلك، هددت ''حماس'' أمس حركة ''فتح'' برد انتقامي في الضفة الغربية على حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الأمن التابعة لعباس· وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة ''تحذر حماس من التداعيات المترتبة على استمرار الاعتقالات وتصاعدها في الضفة وتؤكد أن استمرار ذلك لن يؤدي الا الى انتفاضة جديدة ضد الاحتلال ووكلائه الأمنيين''· واتهمت ''حماس'' الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة باعتقال 11 من عناصرها في الضفة· وقالت إن الاعتقالات جرت في نابلس وطولكرم وسلفيت ورام الله وأن من بين المعتقلين شقيق النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة حماس البرلمانية حامد البيتاوي بجانب صحفي· وفي المقابل، قال مسؤول أمني في الضفة طلب عدم نشر اسمه عن تهديدات حماس ''اذا كانوا يستطيعون السيطرة على المقار فماذا ينتظرون· ولماذا مسموح لهم بقتل واعتقال الناس في غزة'' وذكر أن الحملة الأمنية استهدفت الأسلحة غير المرخصة ومن يخالفون القانون لا حماس· واتهم زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لـ''فتح'' حركة حماس بالتعامل مع حركته كتنظيم محظور من خلال شن حملة شرسة''على عناصرها في قطاع غزة، إلا أنه أكد أن فتح لازالت تؤيد حوارا وطنيا فلسطينيا لإنهاء الأزمة الداخلية· وقال ''إن حماس على أرض الواقع تفرض إجراءات قمعية غير مسبوقة لغرض حظر حركة فتح والقضاء على أي وجود تبقى لها في غزة بغرض الهيمنة التامة على مقاليد الأمور فيه''· الى ذلك تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس دعوة رسمية من القيادة المصرية لإجراء مشاورات من أجل الحوار الفلسطيني الفلسطيني المرتقب في القاهرة· وقال سفير فلسطين في القاهرة نبيل عمرو إنه من المقرر أن تتلقى الفصائل الفلسطينية اليوم الدعوات الرسمية للمشاركة في الحوار· ورجح أن يقوم عباس بزيارة إلى القاهرة لعقد مشاورات مع القيادة المصرية بشأن الحوار· وأعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أمس أن وفداً من قيادتها توجه إلى القاهرة لبحث الجهود المبذولة لبدء الحوار الفلسطيني الشامل وإنهاء الانقسام الداخلي· وذكر عضو اللجنة المركزية للجبهة طلال أبوظريفة أن وفد الجبهة سيلتقي القيادة المصرية في إطار الجهود المبذولة لاحتواء حالة الاحتقان وإزالة العقبات وتهيئة الأجواء للبدء بحوار وطني شامل لتجاوز الانقسام السياسي ومخاطره واستعادة الوحدة الوطنية· ودعا أبوظريفة إلى وقف الاعتقالات السياسية وإنهاء سيطرة قوى ''حماس'' الأمنية على المؤسسات الوطنية والمقرات ومكاتب المحافظات في قطاع غزة وإعادة محتوياتها والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين· كما طالب بتشكيل لجنة تحقيق محايدة للتحقيق في الأعمال التفجيرية التي استهدفت عدداً من كوادر من كتائب القسام وحركة حماس.