السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلى الرواس: الحوجري والنجدي أجود أنواع اللبان

ليلى الرواس: الحوجري والنجدي أجود أنواع اللبان
5 أكتوبر 2009 23:41
تحمل ليلى الرواس لقب «سفيرة أرض اللبان» نتيجة حبها لشجرة اللبان الشهيرة، ومعرفتها الكثير عن هذه الشجرة التي ارتبطت بأرض ظفار العمانية وأصبحت سمة أساسية وشعارا لها، لدرجة أنها طرقت بمعلوماتها وطموحها بوابة العمل التجاري الذي لم يكن في أجندة حياتها لولا ظهور شجرة اللبان في طريقها وتعلقها بها. الصدفة الجميلة عن نشأة الرواس وتعلقها بشجرة اللبان ورائحته الزكية التي تشبعت بها تقول: «عبقت رائحة اللبان في بيوتنا وعلقت بأجسادنا فلا يمكن لمن يطأ أرض ظفار إلا أن يستنشق رائحة اللبان التي تضوع بين ثنايا هذه المحافظة التي اشتهرت منذ أمد بعيد لدى الحضارات القديمة باسم: أرض اللبان». كان للصدفة دور كبير في توقف الرواس عن مشوار البحث عن عمل، فخلال وجودها في «الهيئة العامة للحرفيين» تناولت كوبا من الشاي وتلذذت به وأعجبت به كثيرا، ودبّ فيها الفضول لمعرفة مكونات ما شربته خلال هذه الجلسة القصيرة، فأخبرتها إحدى المسؤولات أن ما تناولته هو شاي باللبان. أما ما حدث بعد ذلك فتقول الرواس: «ذهلت من ذاك المذاق الشهي وتعلقت به فأنا أعيش في أرض اللبان وهذا المنتج في متناول أيدينا، وتساءلت لماذا لا أسعى إلى هذا اللبان؟ ووجدت نفسي أندفع لمعرفة كيفية صنع منتج من خلال اللبان وتقطيره! فقلت فورا للمسؤولة «لا أريد عملا إنما أريد تعلم عملية تقطير ماء اللبان». الرغبة والإصرار تم للرواس من خلال «الهيئة العامة للحرفيين» ما أرادته، تقول موضحة: «وفرت لي الهيئة مجموعة المقومات الأساسية في عمل مشروع تجاري من خلال دراسة الجدوى، واستخراج رخصة تجارية، فوجدت نفسي اقتحم عالم اللبان التاريخي الذي نشأ في بيئتنا وأصبح جزءا لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية، فانخرطت في دراسة المشروع عمليا عبر مختبر في «جبل الأخضر» لاستخلاص ماء اللبان، وبعد أن انتهيت من عمل المنتج وأصبح جاهزا، جاء دور عملية تسويق المنتج». تضيف الرواس: «بدأت مشوار البحث عن مكان لعرض وتسويق هذا المنتج ليستفيد منه أكبر قدر من الناس، فوجدت أن أنسب مكان هو «متحف البليد» أرض اللبان الذي يعد بوابة عمان نظرا لكون المنتج عمانياً 100%. وبعد خلاصي من بعض المعوقات التي تحول دون إتمام الأمر -(متحف البليد محطة رئيسة يطرقها أي سائح للتعرف على بيئة عمان وما تضمه، وكثيرون ممن حاولوا أن يعرضوا منتجاتهم في هذا المكان لم يجدوا القبول والاقتناع من إدارة المتحف)- حيث رغبتي وإصراري على أن يكون هذا المنتج جزءاً من هذا المكان، جعلني أخوض تجربة عرض هذا المشروع على الإدارة، فاستجابوا لطلبي بعد أن تم عرض المشروع على الهيئة المسؤولة، إذ أعلمتهم أنني سأقف على هذا المنتج لعرضه في المتحف وليس مستخدما آخر». سفيرة اللبان عزمت الرواس على أن تكون سفيرة لأرض وشجرة اللبان التي عشقتها، وترى أنه من مسؤوليتها كعمانية أن تعرّف الآخرين بهذه الشجرة وأهميتها وذلك من خلال عرضها مجسم للشجرة توضح مراحل استخراج ثمار اللبان منها والتعريف بميزاتها وسماتها وفوائدها أمام الزوار والسياح الأجانب. تقول الرواس معرّفة باللبان: «إنه مادة صمغية تستخرج من لحاء شجرة اللبان التي تتميز بغزارة أوراقها وقدرتها على النمو فوق الصخور الصلدة والأراضي الوعرة. ويقسم اللبان إلى عدة أنواع أشهرها (الحوجري والنجدي) يليهما: الشصري والشعبي». وتشير الرواس إلى عملية جني ثمار اللبان، وتقول: «في مطلع شهر إبريل من كل عام، وعند ارتفاع درجات الحرارة يتجه العمال إلى تلك الأشجار المنتشرة في أماكن وعرة، ويقومون بتجريح (كشط) القشرة الخارجية للشجرة في مواضع متعددة، ويتلو هذه الضربات خروج سائل لزج حليبي اللون، سرعان ما يتجمد فيتركونه هكذا لمدة 14 يوما تقريبا». وتلفت الرواس إلى المرحلة الثانية، فتقول: «عملية التجريح الثانية هي التي تعد ثمارا من الدرجة الثانية حيث إن النوعية في هذه المرة لا تكون بنفس القدر من جودة المرة الأولى، ويبدأ الجمع الحقيقي بعد أسبوعين من التجريح الثاني، حيث ينقرون الشجرة للمرة الثالثة، في هذه الحال ينضح السائل اللبني ذو النوعية الجيدة، والذي يعد تجاريا من مختلف الجوانب، ويكون لونه مائلا إلى الصفرة. وضرب أشجار اللبان ليست عملية عشوائية، وإنما هي عملية تحتاج إلى مهارة فنية خاصة». تجميع الثمار تشير الرواس إلى رحلة تجميع ثمار اللبان، وتقول: «إنها رحلة طويلة ومنهكة نظرا لكونها تمر بعدة مراحل علمية مدروسة بعناية ووفق ضوابط معينة، والرغبة في الحصول على المنتج الجيد والمطلوب من اللبان بالرغم من غلاء سعره هو ما يسعى إليه الكثيرون وأنا أولهم حيث أنتج منه بعض المستحضرات ذات الجودة العالية. فأنا دائما أسعى للحصول على لبان من النوع «الحوجري» لعمل الماء المقطر من اللبان. وأستخدمه أيضا كبخور، وأضع نصب عيني تقديم منتج ممتاز، فهو في نهاية الأمر يحمل سمعة واسم بلدي. لما له من رائحة قوية، وفوائد عظيمة للجنس البشري».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©