الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محللون لـ"الاتحاد": "مجزرة نيس" تغذي اليمين المتطرف ضد المسلمين

محللون لـ"الاتحاد": "مجزرة نيس" تغذي اليمين المتطرف ضد المسلمين
16 يوليو 2016 19:16
لم تمض ساعات على وقوع المجزرة التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية، مساء الخميس الماضي، حتى قُرعت أجراس الإنذار في مختلف أنحاء أوروبا، وعادت أجواء الفزع لتخيم على دولها، بعد فترة اطمئنان نسبي نجمت عن مرور كأس الأمم الأوروبية، التي أُقيمت في فرنسا مؤخراً، بسلام ودون وقوع هجمات.   صورة التوتر الأمني بدت أكثر وضوحاً في بريطانيا التي لا يفصلها عن فرنسا سوى القنال الإنجليزي، إذ عقدت رئيسة الوزراء الجديدة تريزا ماي اجتماعين طارئين، أحدهما للحكومة والآخر للجنة الطوارئ المعنية بالشؤون الأمنية، وذلك بالتزامن مع إعلان سلطات العاصمة لندن اعتزامها مراجعة الإجراءات المتبعة في المدينة ولكن السؤال الذي ما يزال يطرح نفسه على المعنيين بشؤون الأمن ومحاربة الإرهاب في المملكة المتحدة، كما غيرها من دول أوروبا، يتركز حول سبب تعرض فرنسا للهجمات الإرهابية بوتيرة لا تشهدها دول أوروبية أخرى. فمنذ مطلع العام الماضي، شهد هذا البلد ثلاث هجمات كبرى أوقعت نحو 230 قتيلاً، بجانب مئات الجرحى. برأي كميل الطويل، الصحفي المتخصص بالشؤون الأمنية والدفاعية في لندن، فإن فرنسا تُستهدف «لسياساتها وليس لأنها هدف سهل من الوجهة الأمنية». ولكنه دعا إلى التريث لحين التحقق من أن ما جرى في نيس مرتبط بالإرهاب ولم يقع لأي سبب آخر. وقال الطويل لـ«الاتحاد» إنه إذا ثبت أن هجوم «نيس» مرتبطٌ بتنظيمات إرهابية مثل تنظيم «داعش»، فيمكن القول إن منفذه «هاجم فرنسا، لأن داعش دعا أنصاره في مختلف أنحاء العالم، إلى استهداف الدول التي يعتبرها جزءاً من التحالف الدولي الذي يشن هجماته في سوريا والعراق، ومن بين هذه الدول فرنسا». وأشار في هذا الشأن إلى تسجيل منسوب لـ«أبو محمد العدناني الرجل الثاني في تنظيم داعش دعا فيه صراحة إلى مهاجمة أهداف في الدول الغربية، وقد سمى فرنسا بالتحديد» في هذا الشأن. وأضاف الطويل أنه «إذا ثبتت نظرية الإرهاب في هجوم نيس، فسيتعين على المحققين تحديد ما إذا كان المنفذ قد تصرف من تلقاء نفسه طبقاً لما يُعرف بنظرية الذئب المنفرد، أم أنه جزءٌ من خلية أوسع». وأشار إلى أنه من غير المستغرب أن تكون غالبية منفذي الهجمات التي تقع في دول أوروبية من أصول عربية وإسلامية نظراً لأنه «من الطبيعي أن يكون الجانب الأكبر من المنضمين لداعش منحدرين من هذه الأصول». ولكنه أردف بالقول إن «داعش تنظيمٌ عابر للحدود والجنسيات، ويضم كذلك غربيين اعتنقوا الإسلام». أما الصحفي العربي المقيم في لندن إياد أبو شقرا، فأعرب عن استغرابه لأن كثيراً من الدول التي تم استهدافها في الفترة الأخيرة «كانت ذات مواقف إيجابية حيال القضية الفلسطينية والثورة السورية». وقال أبو شقرا لـ«الاتحاد» إن ذلك يدفع للتساؤل عما إذا «كانت هناك جهات تتستر وراء التنظيمات الإرهابية، التي تعلن عادة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، وذلك من أجل استهداف هذه الدول». وأشار من جهة أخرى إلى أن هجمات من قبيل ذاك الذي وقع في نيس «تفيد اليمين المتطرف ولا تضيره. فما حدث في فرنسا، ومن قبله ما جري في بلجيكا، يشكل وقوداً لليمين العنصري المعادي للمسلمين. ولذا فمن الكارثي أن يكون من يرتكبون هذه الأفعال، مسلمين أو ممن يدعون الإسلام». واعتبر أبو شقرا أن تكرار استهداف فرنسا ناجمٌ عن تصور يفيد «أن إجراءاتها الأمنية أضعف من غيرها». كما أشار إلى أن هذا البلد يضم «خلايا نائمة من دون شك. وهناك مناطق شعبية بائسة ومهمشة، وكلما حدث نوع من الغربة الثقافية، تشعر هذه المناطق بالنفور من البيئة التي تحيط بها». ولكن أبو شقرا يستدرك بالقول إن المكتسبات المجتمعية التي تتحقق لهذه المناطق التي تضم تجمعات من أصول أجنبية «أكثر بكثير من العوامل التي تسبب لها النفور، خاصة في فرنسا».      
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©