الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر.. إعمار غزة.. أم حرب مقبلة؟!

غدا في وجهات نظر.. إعمار غزة.. أم حرب مقبلة؟!
31 مارس 2015 21:07

يقول جيمي كارتر: طالما ظل الفلسطينيون منقسمون، سيصعب على أي قائد ترويج اتفاق مع إسرائيل.. ويمكن لرفع الحصار ودفع الإعمار منع الحرب المقبلة.

انقضت قرابة سبعة أشهر بعد نهاية الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وإلى الآن لم تعالج أي من الأسباب الرئيسة التي أفضت إلى اندلاع ذلك الصراع الدامي.

وفي هذه الأثناء، يعاني شعب غزة من مستويات غير مسبوقة من الحرمان، وباتت احتمالات تجدد الصراع المسلح واقعية جداً.

وقد تم حل الحكومة المدعومة هناك من «حماس»، في يونيو الماضي، وشكلت السلطة الفلسطينية حكومة وحدة بقيادة عباس. وأجمع المجتمع الدولي، وبتأييد ضمني من إسرائيل، على تمكين هذه الحكومة من قيادة إعادة الإعمار في غزة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، كي تشرف على تسليم واستخدام مواد البناء، بغية معالجة المخاوف من تحويل الأسمنت والمواد الأخرى إلى بناء الأنفاق التي تصل إلى إسرائيل.

وتم تعليق تعهدات بقيمة 5.4 مليار دولار لإعادة الإعمار على فرض السلطة الفلسطينية حكمها وتمكين نفسها في القطاع، بيد أن العلاقة بين «حماس» ومنافسيها السياسيين في «فتح» بقيادة عباس لا تزال مشحونة. وبرهنت السلطة على عدم رغبتها أو عجزها عن حكم غزة. ونتيجة لذلك، لم تقدم أموالا لإعادة الإعمار الموعودة حتى الآن.

ونقص الأموال هو أكثر المشكلات الملحة حالياً، لكنه ليس المشكلة الوحيدة، فإسرائيل قيدت الوصول إلى غزة بإغلاق ثلاثة من بين أربعة معابر تجارية. ولا توجد أموال كافية لشراء مواد البناء أو دعم الأسر المحتاجة. وتقدر مؤسسة «شلتر كلاستر» التي تنسق أنشطة بناء المساكن بين الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أن القطاع يحتاج إلى ما لا يقل عن 16 ألف وحدة جديدة لتحل محل المنازل المدمرة أثناء الحملة العسكرية الإسرائيلية أو تلك التي لم تعد تصلح للسكن.

وفي يناير، سُمح بعبور 16 شاحنة محملة بمواد بناء إلى غزة يومياً، بينما المطلوب هو 735 شاحنة يومياً لمدة ثلاث سنوات من أجل بناء المنازل اللازمة. ولا تشمل هذه الأرقام خمسة آلاف منزل إضافية لم تتم إعادة إعمارها حتى الآن بعد حروب سابقة، أو 80 ألف منزل لازمة لاستيعاب النمو السكاني.

اليمن.. تبادل المواقع والمصائر

يقول رشيد الخيون رفع قادة تنظيم الجبهة القومية، ثم الحزب الاشتراكي، الوحدة اليمنية شعاراً، يُردد على مسامع المواطنين صباح مساء (1969-1990)، حتى صار العدَني يتأمل الجنة بتحقيقها، بينما صنعاء بعد إبراهيم الحمدي (قُتل 1977) لا تُذكر الوحدة إلا اضطراراً، إلى أن وجدت نفسها صاحبة القدح المعلى فيها، بعد كارثة عدن (13 يناير 1986) ثم التحولات العاصفة بالمعسكر الذي كان يسند عدن. بعد الوحدة بشهور سمعنا مِن قادة جنوبيين أنهم ندموا «ندامة الكسعي» لتسليم دولتهم ذات المساحة والشواطئ والخيرات لفوضى نظام صنعاء، وقالوا: لو حدث احتلال الكويت قبل (22 مايو 1990) ما قامت الوحدة، لأن العراق كان ضاغطاً والسبب معروف. حينها ظهر علي سالم البيض متأسفاً لعدن على ما أصابها. النتيجة أن وثقوا برجل يتسنن ويتشيع ويتزيد في لحظة، ويتبنى الديمقراطية والدكتاتورية بمزاج واحد. اجتاح عدن عام 1994 بالتعاون مع «القاعدة» السُّنية واليوم يحاول اجتياحها بالحوثية الزَّيدية فالإمامية.

كانت عدن، خلال الحرب العراقية الإيرانية، على خلاف مع بغداد، وكنا نلاحظ هذا من الزيارات المتبادلة والمواقف السياسية، وحرية تحرك طاقم السفارة الإيرانية، وكان السفير صاحب عمامة بيضاء لا تخفى. فلخلاف حزبي وعقائدي مع «البعث» العراقي كانت عدن قريبة من طهران ودمشق في آن، وكان الخميني (ت 1989)- بدايات الثورة- يقترن، عند الثوريين بجيفارا (قُتل 1967) وكاسترو أيام زمان.

وبالمقابلة مع أيامنا التي تتحكم فيها الطائفية، نجد العجب أن جنوب اليمن الشافعي من عدن إلى المهرة، يؤيد رسمياً إيران في حربها مع العراق، بينما شمال اليمن الزيدي، كمذهب رسمي، يؤيد العراق ضد إيران الشيعية. آنذاك لم نكن نحسب هذه الحسبة، فما كانت عدن تنظر إلى دمشق علوية السلطة، ولا صنعاء تأخذ بغداد سنيةً بمذهب الرئيس.

استفاقة عربية
يقول محمد خلفان الصوافي: هناك تغير جديد في السياسة العربية، ومن معالمه الوعي بأهمية الجوار الجغرافي كفرصة للتعاون بين الدول وليس التدخل في شؤونها.

يبدو أننا صرنا أمام مرحلة استراتيجية جديدة في المنطقة. وربما يتوسع الأمر، ليشمل إقليم الشرق الأوسط بأكمله، حيث تشير الدلائل، إلى أن مرحلة ما بعد «عاصفة الحزم» لن تكون كما كانت قبل مرحلة تدخل القوات السعودية، المدعومة خليجياً وعربياً وإقليمياً أيضا (أقصد من تركيا وباكستان)، لتصحيح التوازن الاستراتيجي في اليمن الذي اختل بفعل تجاهل إيران مكانة اليمن ضمن الاستراتيجية العربية، خاصة السعودية ومصر الدولتين المطلتين على بحر الأحمر، بل ومتجاهلة رفض دول الإقليم للدور الذي تسعى إليه من خلال اتفاقياتها مع الغرب لتكون «شرطي الإقليم» وأنها دولة لا تجد أي تأييد إقليمي إلا من خلال الميليشيات التي تخلقها، وبالتالي فإن التأييد الذي تحصل عليه الحملة، هو تعبير على رفض إقليمي وعالمي لمساعي إيران.

والواقع أن الموضوع أكبر من ميليشيات الحوثيين في اليمن، وهم أقلية ضمن أقلية تتلقى دعماً عسكرياً ومالياً من إيران. فجماعة الحوثي، رغم القلق الأمني الذي تحدثه في الإقليم، ليست أولوية في الرؤية الاستراتيجية السعودية. ولا غرابة في الموضوع إذا أردت الحقيقة، فالحملة تتجاوز حتى من علي عبدالله صالح، الرئيس اليمني السابق، الذي يطالب بالحوار حالياً. الموضوع هو: «أوضح رسالة سياسية» من الدول العربية ومعها بعض الدول الإقليمية، في موجهة إيران ورفضاً لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية ولمساعيها من أجل خلق فوضى تدمر مكونات الدول الوطنية. وأعتقد جازماً أن إيران لا تريد من يفسر لها الرسالة، خاصة وأن الصورة العامة تكشف أن إيران الآن أصبحت في موقع الأقلية في الإقليم، فالكل تقريباً يؤيد «عاصفة الحزم».

قمة الآمال.. والإنجازات

يرى عبدالله عبيد حسن: ستبقى القمة العربية السادسة والعشرون في شرم الشيخ مستحقة لكل الأوصاف التي أطلقها عليها المشاركون فيها من القادة العرب والمعلقين والكتّاب، وأولها أنها قمة ناجحة، وتاريخية كذلك. فقمة شرم الشيخ التي صادف انعقادها الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية، انعقدت في ظرف تاريخي مأساوي تمر به الأمة العربية لما تواجهه من تحديات وجودية.. ظرف تاريخي تتعرض فيه البلدان العربية واستقلالها لحروب أهلية وتدخلات أجنبية في مقدمتها التدخل الإيراني، علاوة على مشاريع دولية كانت وما تزال هدفها النيل من وحدة الوطن العربي والأمة العربية، قبل «سايكس -بيكو» وبعدها.
ومن حسن حظ الأمة العربية أن قُيّض لها في هذه المرحلة التاريخية الخطرة قادة وزعماء كانوا على قدر المسؤولية الملقاة عليهم، ولما لديهم من وعي قومي صادق وإرادة حازمة واستعداد للتضحية. لقد عبّر وأجاد التعبير الملوك والرؤساء في كلماتهم خلال جلسة الافتتاح، إذ أشاعوا في قاعات المؤتمر التفاؤل والأمل وأحيوا الروح القومية التي حسب البعض أنها اندثرت وماتت.

ويصعب في هذا الحيز المحدود شرح المعاني الكبيرة لهذه الأجواء، لكن ثمة علامات هامة وردت في كلمات بعض القادة، أجملَها البيان الختامي للقمة. وقد تضمّن خطاب العاهل السعودي دعوة شجاعة لعقد قمة عربية للتنمية، وما يعنيه ذلك من إدراك بأن الأمة واجهت الحرب المفروضة عليها في جبهتين: جبهة الحرب العسكرية، وقد بادرت المملكة العربية السعودية بتكوين وقيادة التحالف العسكري لتحرير اليمن وإعادة الاستقرار والأمن فيه.. وجبهة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

الأمن النووي..مبادرات سانحة

يقول كينيث بريل وجون بيرنهارد: نظامنا الدولي للأمن النووي مليء بالثغرات لأنه مفتت وطوعي إلى حد كبير. ولا توجد معايير ملزمة لتأمين المواد النووية الخطرة ولا تقييم لمدى التزام الدول بتطبيق ترتيبات الأمن النووي . ومن المثير للقلق أن تضيع فرصة للتوصل إلى مبادرة لمعالجة التهديد الكارثي المحتمل والمتواصل للأمن الدولي، لكن هذا ما قد يحدث لجهود الرئيس الأميركي باراك أوباما لمنع الإرهاب النووي من خلال تشديد الإجراءات الأمنية على أكثر المواد خطورة في العالم. ففي عام 2010، دشن أوباما اجتماعات قمة للأمن النووي ليحفز زعماء العالم على معالجة هذه القضية. وفي واشنطن في ذاك العام، وفي سيئول عام 2012 وفي لاهاي عام 2014، اتفق زعماء 53 دولة على خطوات قصد بها تحسين الإجراءات الأمنية على المواد النووية والمشعة. وتم تأمين نحو ستة آلاف طن من المواد النووية بشكل دائم نتيجة للقمم الثلاث وطرحت الدول المشاركة مبادرات لتعزيز ممارسات الأمن النووي. لكن كل هذه المبادرات طوعية والدول لها مطلق الحرية في تطبيقها أو الامتناع عما لا تراه ملائما.

أميركا وخطر الابتعاد عن التعليم التكاملي

يقول فريد زكريا : من بين الدول الأربع والثلاثين الأعضاء في «منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي»، احتلت الولايات المتحدة المرتبة 27 في مادة الرياضيات، والمرتبة العشرين في العلوم. إذا كان هناك ثمة من أمر مهم يتفق عليه الأميركيون هذه الأيام، فلا شك أنه يتعلق بالحاجة العاجلة لتوجيه النظام التعليمي نحو التركيز على نشر المهارات النوعية والتقنية. وشهراً بعد شهر، نسمع عن تردّي أداء التلاميذ الأميركيين من خلال النتائج الهزيلة التي يحصلون عليها في اختبارات الرياضيات والعلوم، وعن المبادرات الجديدة لشركات صناعة الكمبيوتر والجامعات والمؤسسات لتوسيع مناهج التعليم التكاملي STEM education للمواد الأساسية الأربع: العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (وجاءت التسمية الإنجليزية للنظام من جمع الأحرف الأولى لأسماء هذه المواد). ومن السلطة العليا الممثلة بالرئيس أوباما وحتى بقية المسؤولين الرسميين ما فتئ الخبراء يحذرون من خطر الاستحواذ على درجات عالية في مناهج تندرج ضمن قائمة المواد التعليمية الترفيهية مرتفعة الكلفة مثل تاريخ الفنون وإهمال التفوق في العلوم الأساسية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©