الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إطلاق البرغوثي.. لإنعاش عملية السلام

11 ابريل 2014 23:47
ويليام بوث رام الله يقبع رجلان في السجن منذ سنوات، أحدهما مدان بالتجسس، والآخر تعتبر إسرائيل أنه «إرهابي»، ولكن بالنسبة لمؤيديهما هما ضحيتان ورمزان، ويمكن أن يكون إطلاق سراحهما إيماءة دبلوماسية تسمح باستمرار محادثات السلام المتداعية في الشرق الأوسط، حسبما يرى المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون. ويقبع أحدهما وهو مروان البرغوثي، البالغ من العمر 54 عاماً، الذي يصفه أنصاره بأنه «نيلسون مانديلا فلسطين»، في سجن «هاداريم» الإسرائيلي منذ 12 عاماً، حيث يقضي خمس عقوبات متتالية بالسجن مدى الحياة بسبب دوره كمدبر ومنسق لقتل إسرائيليين أثناء الانتفاضة الثانية في بداية الألفية الجديدة. أما الثاني فهو جوناثان بولارد، البالغ من العمر 59 عاماً، وهو محلل معلومات مخابراتية سابق في البحرية الأميركية تم سجنه بتهمة التجسس لصالح إسرائيل في عام 1985، وسيبدأ عامه التاسع والعشرين في السجن الفيدرالي بشمال كارولينا. ويرى أنصاره أن عقوبته مفرطة، وما من أحد يدان باتهامات مماثلة في الوقت الراهن كان سيقضي أكثر من عشرة أعوام. وقبل محادثات السلام التي تعثرت قبل نحو أسبوعين، كان الدبلوماسيون الأميركيون يناقشون مع نظرائهم الإسرائيليين إطلاق سراح مبكر لبولارد في صفقة معقدة للإبقاء على استمرار المفاوضات، وعلى رغم أن بولارد يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، إلا أنه يستحق الإفراج المشروط في عام 2015. وفي مسار مواز، يدفع الفلسطينيون باتجاه إطلاق سراح البرغوثي، ففي اجتماع عُقد في البيت الأبيض الشهر الماضي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس أوباما، أثيرت قضية البرغوثي كمسار وحيد لإنهاء حالة الجمود. وأفاد نائب وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية زياد أبوعين، بأن «هناك مطالبة بإطلاق سراح البرغوثي إلى جانب الأسرى الفلسطينيين الآخرين، في مقابل ترك الإسرائيليين والأميركيين يفعلون ما يشاءون ببولارد»، مضيفاً «إن بولارد ليس ضمن دائرة اهتمامنا». واعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية البرغوثي في منزل أبوعين في عام 2002، وبابتسامة تعلو محياه، قال أبوعين «هددوا بتفجير منزلي، ولذا فعل البرغوثي الشيء الملائم واستسلم»، مضيفاً «كان سيصبح نائباً ممتازاً للرئيس». وحسب استطلاعات الرأي، يعتبر البرغوثي من الشخصيات السياسية الأكثر شعبية بين الفلسطينيين في الوقت الراهن. ويُنظر إلى البرغوثي، على أنه سياسي براجماتي محنك. وقالت زوجته فدوى، وهي محامية تدير منظمة مكرسة للمطالبة بإطلاق سراح زوجها «نريد أن يعود إلى منزله، وهذا هو وقت الحديث عن إطلاق سراحه». وأضافت «إن البرغوثي -الذي يتحدث العبرية بطلاقة بعد قضائه عقدين في السجون الإسرائيلية- شجب العنف كأسلوب تكتيكي، ويريد أن يجد سبيلاً لمضي كل من الإسرائيليين والفلسطينيين قدماً» نحو تحقيق السلام. وأكدت أن البرغوثي، الذي يقرأ من ستة إلى ثمانية كتب شهرياً، ويتقاسم زنزانته مع ابن عمه، يمكنه مشاهدة التلفاز ويقضي وقته في الحديث عن السياسة مع السجناء الآخرين، لافتة إلى أن ذهنه بات أكثر صفاء، كما أن تجربة السجن وقراءته وتأمله وسعت أفقه. وأفاد المفاوض الفلسطيني السابق الذي استقال من منصبه احتجاجاً على استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، محمد شتاية، بأنه في المحادثات، دائماً ما يكون اسمه في مقدمة القائمة، مضيفاً «إنه زعيم، ولذا نود أن نراه مرة أخرى بيننا». ويقول أيضاً مؤيدو بولارد الذين يسعون إلى إطلاق سراحه إن هذه هي اللحظة المناسبة. وأشار عضو البرلمان الإسرائيلي وزعيم حزب «العمل»، المنتمي إلى تيار الوسط، ناتشمان شاي، إلى أن بولارد في مركز الاهتمام الأساسي وفي جوهر أي صفقة لمواصلة المحادثات مع الفلسطينيين. وقد مثل القبض على بولارد حرجاً للإسرائيليين، الذين رفضوا في بادئ الأمر الإقرار بأنه كان جاسوساً يعمل لحسابهم. وكان بولارد، وهو يهودي أميركي، يحصل على أموال من محركيه الإسرائيليين لسرقة كثير من المستندات السرية في ذروة الحرب الباردة، ووصفه مجتمع المخابرات الأميركية بأنه خائن. وأكد «شاي» أنه في وقت اعتقاله، رفضه 99 في المئة من الإسرائيليين، لاسيما أنهم لم يكونوا يحبذون فكرة تجسس يهودي أميركي على حليف وثيق مثل الولايات المتحدة، مضيفاً «لقد أثارت القضية كافة الأفكار القديمة بشأن ازدواجية الولاء». وتابع شاي «تبنى اليمين المتطرف قضية بولارد في البداية، ثم لحقه جناح اليمين، وتبعهم الأرثوذكس وبعدهم القوميون الدينيون، والآن اليسار». وبعد قضاء أعوام في السجن، تم منح بولارد الجنسية الإسرائيلية، وأضحت حريته مطلباً شعبياً بين الإسرائيليين. ولا شك في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي زار بولارد في محبسه، سيحصل على دعم سياسي بإطلاق سراحه، وربما يتمكن من استغلال حريته في الحفاظ على الحكومة الائتلافية الهشة إذا ما استمرت محادثات السلام. واعتبر كبير المتحدثين الرسميين باسم رئيسي الوزراء السابقين إسحاق رابين وشيمون بيريز، الكاتب الصحفي أوري درومي، أن السياسيين أدلوا بكثير من التصريحات بشأن بولارد، ولكن حتى اليوم لا ينظر إليه الإسرائيليون على أنه بطل قومي. وأضاف «ندرك أنه شخصية مريبة، ونعرف أنه كان يحصل على أجر مقابل خدماته». وعلى رغم ذلك، يشعر الإسرائيليون أيضاً بأنه قد تم التعامل مع بولارد بطريقة غير منصفة! يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©