الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراكز إيواء النساء والأطفال في الإمارات توفر مظلة الأمان لضحايا الاتجار بالبشر

مراكز إيواء النساء والأطفال في الإمارات توفر مظلة الأمان لضحايا الاتجار بالبشر
4 ابريل 2011 20:11
وجوه تغيرت ملامحها، وعيون لم تعرف إلا الدموع، وشفاه نسيت الابتسامة، انسحبن إلى قاع سحيق من الذل والمهانة، هن ضحايا أنفس دنيئة باعتهن كسلعة، وتنقلن من مكان لآخر في انتظار الفرج حتى احتواهن بيت عائلي تتسع جنباته لأكثر من 60 امرأة وطفلاً، يساعدهن العاملون فيه على العودة للحياة وممارسة نشاطاتهن بكل حرية وكرامة ويحتويهن نفسيا واجتماعيا، إلى أن يستوفين شروط مغادرتهن البلاد في اتجاه أوطانهن. وفرت أبوظبي لضحايا شبكات الاتجار بالبشر، مركز ايواء متكامل يتيح لهن فرصة العيش الكريم ويوفر مواصفات الأمان النفسي والاجتماعي، لتعزيز احساس الأمان، ومنح النساء الضحايا فرصة ممارسة عدة نشاطات وتعلم اللغات، مع حثهن على خدمة أنفسهن، فهن يطبخن، ويمارسن حياتهن العادية بعيدا عن الخوف وعيون المتاجرين. زارتهن جريدة “الاتحاد” في مركز إيواء أبوظبي، وعاشت معهن صباحا كاملا بكل تفاصيله، هناك امرأتين أسيويتين و6 طفلات جميلات، أصغرهن عمرها في السادسة من عمرها، ينحدرن من عائلة واحدة 3 أخوات والباقي تجمعهن العمومة، قضين في المركز 3 أسابيع حتى اليوم، فيهن من تحدثت عن قصتها بكل ألامها وفيهن من توارت خلف الخجل وفضلت أن يروي الآخرون عنها جروحها. في ذلك الصباح اجتمعت الفتيات في قاعة واسعة يتجاذبن أطراف الحديث، فيما الصغيرات تلعبن وتمارسن طفولتهن بكل براءة، خرجن مع المشرفة إلى البقالة المجاورة واشترين كل ما اشتهينه من الحلويات والعصائر والشكولاته، يتنقلن بين مرافق المكان بكل حرية مرات يرسمن لوحات ومرات يحاولن العزف على البيانو ومرات يلححن في ممارسة السباحة. بينما تجمعت المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 و17 سنة لمشاهدة التلفزيون، فيما فضلت أخرى النوم، وجوههن شاحبة، وعيونهن غائرة، بعد محاولات عدة نطقت إحداهن وعمرها 17 سنة، توقفت عن الدراسة في سن مبكرة فلم تكمل الصف الرابع، وتقيم في الإمارات منذ 2002 وقالت: أتمنى أن أكمل دراستي، وأتمنى أن أعيش بكرامة بعيدا عن الخوف والألم، وتمنت أيضا أن ترجع لبلادها وتجتمع مع أهلها من جديد. في حين قالت أختها التي يبلغ عمرها 15 سنة ودرست لغاية الصف الثالث، وتقيم في الإمارات منذ 2007 أنها تحلم بالاستقرار النفسي والمادي، وتتمنى الرجوع إلى بلدها حيث أهلها، أما عن سبب تواجدها بالمركز أكدت أنها ضحية اتجار بالبشر، وأشارت أن دوريات الشرطة (أمسكت بها) أنقذتها مع أخواتها وبنات عمها، ومن تم جيء بهن لمراكز إيواء، ولم تتحدث الباقيات إلا عن أحلامهن التائهة المتمثلة في استكمال الدراسة والاستقرار، وفيهن من تمنت أن تتزوج وتنجب أطفالا ترعاهم وتبعدهم عن كل شرور البشر، لم يكن سهلا انتزاع الحديث منهن، فالحكاية تتعدى تصور أي إنسان عادي. بيع وشراء جلست تشغل يداها بتطريز لوحة، وتفكيرها يرجع بها لسنوات خلت من عمرها، لم تعرف فيها غير الذل والمهانة والقسوة، تعرضت لأحقر حيلة غررت بها وساقتها غصبا إلى وحل وعفن هربت منه وكانت هنا تروي قصتها بكثير من الألم والدموع تقول (ن ع) وهي من جنسية أسيوية، جاءت إلى الإمارات وهي عروس، أنها سبق وجاءت إلى الإمارات ثلاث مرات عاملة في فندق، وكل مرة تأتي بتأشيرة زيارة، وتقتصر مدة الزيارة على 3 شهور فقط، ولم تكن هذه المرة مشابهة للأخريات، بحيث جاءت للمرة الأخيرة في سنة 2010، وكانت سيدة في بلدها من قامت بكل إجراءات الزيارة للإمارات، وعندما قدمت إلى مطار دبي استقبلها رجل آخر، احتجز جواز سفرها وتوجه بها إلى شقة في الشارقة. تصمت برهة والدمع يروي وجنتيها ويخنق صوتها ثم تسترسل في حديثها: عندما دخلت المكان أدركت أن شيئا ما سيحصل، حيث تتواجد بنات كثر، مزينات ومعطرات، انتابني خوف شديد فسألت الرجل الذي قادني للمكان، فطلب مني أن أرتاح تلك الليلة ثم سيعود ليحدثني لاحقا ويفهمني عملي الجديد، لم أنم ليلتها، وفي اليوم التالي بدأت المعاناة، فقد طلب مني ممارسة الرذيلة، بكيت كثيرا وطلبت منه أن يعفيني من هذا العمل المشين، فرفض بحجة أنه دفع عني مبالغ مالية ويجب تسديدها، واستمرت المأساة أكثر من سنة، وذكرت ( ن ع) أنها كانت تتعرض للضرب والابتزاز والتهديد إلى محاولة القتل والتنكيل بها. وتشير ( ن ع) أنها كانت تحاول الهروب مرارا، وحكت قصة عذابها لكل زبون إلى أن تعاطف معها أحدهم، وهو من نفس جنسيتها، واتصل بالشرطة التي اقتحمت المكان، وسلمتها بدورها بعد معرفة تفاصيل قضيتها إلى مراكز إيواء في أبوظبي. ضحية أخرى وفي جانب آخر من ورشة التطريز والأعمال اليدوية جلست زميلتها ( د. ل) وهي من دول أوربا الشرقية، ترسم مشاعرها ومعاناتها على لوحة من الكانفا وخيوط ملونة، قالت بمرارة كبيرة: كنت راضية برزقي، وأعمل في مطعم وأعيش حياة اجتماعية جيدة إلى يوم جاءت سيدة عرضت علي عمل في دبي، بعد تردد كبير وافقت، وفي المطار استقبلتني سيدة أخرى، وأخذت جوازي وانطلقت بي وسط أماكن لا أعرفها واستقر بي الأمر داخل شقة، هناك مورست علي كل أنواع العقد النفسية، كان يتوافد على الشقة أجناس مختلفة تحت طائلة الضرب والتهديد، حاولت الهروب ووضعت خطة لذلك، وأخبرت والدتي بما يحصل لي، لكن صاحبة المكان باعتني لأخرى في إمارة ثانية، وهناك عانيت الأمرين حيث كانوا يجبرونا على استقبال أكثر من 5 زبائن في اليوم الواحد مقابل مبالغ مالية كبيرة ترجع لجيوبهم، وتشير ( دل) أنها كانت تحكي قصتها لكل زبون علها تجد الرحمة في قلوبهم إلى أن صادفها زبون من أصل صيني، فأشفق عليها ودفع لصاحبة المشروع 2000 درهم مقابل خروج (دل) معه في نزهة، واتفقا على أن يخبرا سفارتها، واستقلت تاكسي واتصلت بسفارتها ووجهوا صاحب التاكسي إلى مكانها وأخدوها بدورهم إلى مراكز إيواء. معاملة مدروسة وعندما يستقبل المركز ضحايا الاتجار بالبشر يعاملهم معاملة خاصة ومدروسة، عن ذلك تتحدث عايدة محمد نور حسن الأخصائية النفسية في مراكز إيواء أبوظبي عن كيفية استقبال الضحايا وما هي الطرق العلاجية التي يقدمها لهذه الفئة لتتعافى نفسيا: نستقبل الضحايا غالبا من الشرطة والسفارات المعتمدة بالبلد ومن الكنائس أيضا والمستشفيات والهلال الاحمر الاماراتي وقريبا جدا من الخط الساخن، واتضح مؤخرا أن أغلب الحالات التي نستقبلها هي من الشرطة، أما عن جنسيات الضحايا تقول انها من مختلف الجنسيات، وتشير أن الغالبية التي مرت على المركز هن آسيويات ومن أوروبا الشرقية، وبعض البلدان التي دمرتها الحروب، وتشير عايدة أن الضحايا يتم استقبالهن بكثير من الود والاحترام لإبعاد الخوف عنهن إلى ذلك تقول: نراعي الظروف النفسية لكل ضحية، ولهذا نخلق جوا حميميا في المركز، حيث روعي أن تكون بيئته عائلية، ليشعرن بالأمان، وعند قدومهن للمركز تكون حالتهن النفسية سيئة جدا، نتيجة التجارب التي عاشوها، يفقدون الأمان، لجهلهن بدور المركز في البداية، لهذا نحاول التخفيف عنهن، والمركز معد إعدادا كاملا لاستقبال 60 ضحية دفعة واحد،. ترفيه وتثقيف وتفيد عايدة الأخصائية النفسية في مركز إيواء أبوظبي أن المركز يحوي مطبخا كبيرا يجعل الضحايا يعشن بيئة البيت ويشعرن أنهن يتمتعن بحرية، ويعملن على طبخ أكلهن بأنفسهن، وتضيف في هذا السياق: كما نحرص على تناول الوجبات الغذائية بشكل جماعي، يتخلله حديث ودي، وتمارس الضحية أنشطتها اليومية من خلال ما يتيحه المركز، فهناك ورشات التطريز وأشغال يدوية ومرسم وموسيقى وحمام سباحة، ونعمل أيضا على تعليمهم اللغة الإنجليزية، وتحفيظهم القرآن للراغبات في ذلك، كما نوفر برامج تعليمية تصقل مهاراتهم مثل دورات في الرسم والموسيقى والأعمال اليدوية. وتشير عايدة أن المراكز توفر أيضا العلاج النفسي للضحايا، إلى ذلك تقول عايدة: عندما نستقبل الضحية نشعر أنها مشتتة نفسيا، وحزينة جدا، تعاني من الأرق، وتكون ممتنعة عن الأكل نجلس معها ونعرفها بالمكان على أنه مأوى يقدم الحماية لها ويرعاها ونرافقها في كل خطواتها في جو عائلي إلى أن تستكمل إجراءاتها والالتحاق ببلدها الأم، وتشير عايدة أنها مكلفة بعمل ملف خاص لكل ضحية، وتضيف: بعد أن تهدأ الضحية وتطمئن للمكان والناس في المركز نبدأ العلاج النفسي، بحيث نعمل جلسات العلاج الجماعي والعلاج بالاسترخاء، والعلاج الفردي والعلاج بالموسيقى وباللعب ونقوم بكل أنواع التأهيل النفسي لإزالة أثر الصدمة التي تلقتها الضحية. أمراض معدية وتشير عايدة أنه بمجرد استقبال الضحية يأخذونها إلى المستشفى لإجراء فحوصات لها وذلك يدخل في إطار اتفاقية مع هيئة الصحة في أبوظبي حيث يتم الخصم على الخدمات العلاجية، إلى ذلك تقول عايدة: في هذا الصدد وجدنا حالات مصابة بالإيدز وأخرى ببعض الأمراض الجنسية المعدية، رغم أنها حالات قليلة، وهناك من الحالات التي تأكد أنها حامل، وتضيف قائلة: في مثل هذه الحالات نحاول التوعية أكثر في المركز من خلال عيادة الصحة عن كيفية التعامل مع مثل هذه الأمراض المعدية، بحيث نحاول إبعادها عن باقي الضحايا، ونفصل ملابسها وحماماتها عن البقية. خصوصية بينما تشير فاطمة صياح المزروعي أخصائية رئيسية في مركز أبوظبي، وتعمل به أكثر من سنة ونصف، ولديها خبرة 7 سنوات في قسم مكافحة المخدرات بشرطة أبوظبي أن الضحايا يعانين في بداية الالتحاق بالمركز من التخبط النفسي، بحيث لا تكون تعلم بما يقدمه المركز من خدمات، وبأنه يوفر بيئة عائلية وحماية نفسية، ويوفر كافة الخدمات النفسية والاجتماعية، إلى حين الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية لترحيل الضحية لبلدها، وتشير أن العمل يبدأ مع الضحية بعد أن تحصل على راحة في المأوى، حيث يتم دراسة حالتها، قبل أن تقع في يد المتاجرين ووضعها المادي في بلدها وبعد أن وقعت في يد المتاجرين وكيف تم ذلك، ثم نضع خطة حسب كل حالة لإعادة تأهيلها، ونراعي خصوصية كل حالة. ثلاثة مراكز للإيواء تم افتتاح مراكز إيواء النساء والأطفال بتاريخ 26 - 02 - 2008، وهي كيان غير ربحي، تعمل تحت مظلة الهلال الأحمر الإماراتي. تتواجد ثلاثة مراكز لإيواء النساء والأطفال في الإمارات: مركز أبوظبي، مركز الشارقة ثم مركز رأس الخيمة. كل المراكز أوت منذ افتتاحها إلى اليوم 143 ضحية وضم مركز إيواء أبوظبي لوحده 130 حالة. ضحايا الاتجار بالبشر المتواجدات بالمركز في أبوظبي اليوم 8 حالات منها 6 أطفال. هذه الأيام ولأول مرة ومنذ افتتاحه إلى اليوم يستقبل المركز أطفالا ضحايا الاتجار بالبشر. ومركز إيواء أبوظبي يستوعب 60 ضحية دفعة واحدة. يتوفر في المركز 3 مشرفات وأخصائيتان يعملن بشكل دوري عن طريق الورديات ليكن متواجدات يوميا. أكبر عدد من الضحايا أبوظبي (الاتحاد) - عن أكبر عدد استقبله المركز دفعة واحدة تقول فاطمة المزروعي: في بداية صيف 2010 استقبل المركز 43 ضحية دفعة واحدة، وكلهن من جنسية آسيوية، واستمروا في المركز 3 أشهر إلى أن تم استيفاء شروط مغادرة البلاد وسافرن أيضا دفعة واحدة، وتشير المزروعي أن عملهن في المركز في تقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية ويتجاوز ذلك إلى مصاحبة الضحايا إلى المستشفيات، حيث يتم الكشف الطبي عليهن جميعا، وتقوم المراكز بتقديم التطعيمات اللازمة ايضا للاطفال، كما ترافقهن إلى النيابة العامة وفي جلسات المحكمة وعند استخراج الأوراق الثبوتية من سفاراتهن، وعند الانتهاء من كل الإجراءات تقوم مسؤولة التنسيق والمتابعة بالتواصل مع مراكز إيواء شبيهة في بلد الضحية وذلك عن طريق مؤسسات دولية موثوقة لاستقبال الضحية واستكمال علاجها واعادة الادماج في المجتمع عند الحاجة. تتم مرافقة الضحايا إلى المطار والتأكد من مغادرتهن، كما يتم الاتصال بهن في بلادهن للاطمئنان عليهن. أما عن الصعوبات التي يواجهها العاملون في المركز من حيث التعامل مع مختلف الجنسيات فقالت المزروعي: الصعوبة الكبيرة التي تواجهنا هي اللغة، فمرات تأتي للمركز حالة لا تتكلم لا العربية ولا الإنجليزية ولا أي لغة معروفة، ولكن نجد الحل دائما، بحيث نتصل بالخط الساخن أو بسفاراتهن لنفهم وضعهن من خلال مترجم، ودائما هناك بدائل لمساعدتهن. أول تجربة مع أطفال أبوظبي (الاتحاد) - يضم مركز إيواء أبوظبي اليوم 6 أطفال من عائلة واحدة منهن 3 أخوات وطفلتين أصغرهن 6 سنوات والأخرى 10 سنوات، هاتان الصغيرتان تجوبان المكان، طلباتهما خاصة، تقول المزروعي عن هذه الحالات، إن هذه التجربة تعد الأولى من نوعها في إيواء ضحايا أطفالا في هذا السن، حيث عادة يستقبل المركز أطفالا مع أمهاتهن ولا يكونوا ضحايا. وتشير أن التعامل معهم خاص جدا، طريقة الحديث معهم، كيفية توصيل المعلومة، حركيتهم، كيف يمكن احتواؤهم، غير مدركين بضوابط المركز، وقت نومهم، أكلهم. وتضيف: بشكل عام لهن احتياجات خاصة جدا ويلزمهم معاملة خاصة جدا. اعتداء متكرر أبوظبي (الاتحاد) - تشير عايدة أن أصعب حالة لضحية اتجار بالبشر حالة فتاة عمرها لا يتعدى 15 سنة، وليست لها تجارب في الحياة، وكانت عذراء، توجر فيها بطريقة بشعة، بحيث تم بيعها لثلاث رجال مرة واحدة واعتدوا عليها، وهي مسلمة ومن عائلة محافظة، والشرطة من أنقدتها حيث اقتحمت المكان، وقدموا بها إلى المركز وكانت حالتها سيئة جدا وبقيت 6 أشهر بالمركز إلى أن تم تسفيرها إلى بلدها بعد استكمال علاجها النفسي وكل الإجراءات القانونية والتحقيق في الموضوع. وأشارت عايدة أن هذه الفئة هن ضحايا اتجار بالبشر، ضحايا نساء ورجال يتاجرون بالصغيرات والكبيرات لزبائن يرغبن في إرضاء نزواتهم، وهن مرغمات تحت طائلة التهديد والضرب والتنكيل. وأشارت أن كثيرا من الضحايا يأتين للمركز وعلامات الضرب والكدمات وأثار السوط على أجسادهن، وعند اطلاع الشرطة على مثل هذه الحالات من الضحايا تذهب بهم إلى المأوى لتقديم الرعاية النفسية والاجتماعية لهن، أما غير ذلك وبالنسبة للأخريات اللواتي يذهبن للزبائن برغبتهن فهؤلاء يتم اتباع الاجراءات القانونية المتبعة في الدولة معهن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©