أبوظبي(الاتحاد)
أبحر الطلبة المشاركون في «ملتقى الثريا التراثي 2015» في قارب تقليدي للتعرف على أسرار الغوص، ورحلات الأجداد بحثاً عن الرزق، وما يتخللها من صعوبات، وتلقوا خلال فعاليات الأسبوع الأول للملتقى التي انطلقت أمس الأول في جزيرة السمالية، جرعة تدريب عملية على مهارة الغوص وما يجب أن يتميز به الغوّاص، وطريقة استعداده لتلك الرحلة في أعماق البحار.
وبعدها خرج الطلبة إلى الشاطئ في استراحة تبادلوا خلالها الحديث عن الماضي الجميل، ثم انتقلوا من الحياة البحرية إلى الصحراوية، حيث الإبل وما تعنيه لأهل الإمارات، وجددوا الذكريات عبر محاضرة نظمها قسم الهجن في جزيرة السمالية، حول الإبل وكيف كانت سفينة الصحراء السند والمعين في الحياة، حيث ارتبط بها أهل البادية، وجمعتهم بها علاقة ممتدة عبر الزمن، في إطار تراثي يجسد حرص نادي تراث الإمارات في الملتقى الذي تنظمه إدارة الأنشطة في النادي بمشاركة 180طالباً من المنتسبين لمدارس مجلس أبوظبي للتعليم في الغربية والعين وأبوظبي، ويتواصل حتى الثاني عشر من أبريل الجاري، تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات.
مهارات خاصة
وأبدى الطلبة المشاركون في الفعاليات إعجابهم بالتدريب على رياضة التجديف رغم صعوبتها، واحتياجها إلى مهارات خاصة وقدرة على التوازن، وزاد إقبالهم على الفعالية وكثرت أسئلتهم حول بطولاتها، وكيفية المشاركة باستمرار فيها.
وأوضح ناصر خميس المشرف على مخيم قادة المستقبل، أنّه تم تنفيذ برنامج للمشاركين اشتمل على جملة من الورش التدريبية في مجال ألعاب التحدي، القوارب الرملية، ورشة بيئية حول أشجار القرم، مشيراً إلى أن برنامج اليوم الثاني تضمن دورة مكثفة في الإسعافات الأولية، الرسم على الزجاج، ورشة الخيال البحري.
موروث شعبي
وعرف حثبور بن كدّاس الرميثي المدرب التراثي في نادي تراث الإمارات، المشاركين طريقة صناعة شباك الصيد، واستخراج المحار من عمق البحر وطريقة فلقه بحثا عن اللؤلؤ، وطرق صناعة القراقير والأدوات المستخدمة في الغوص.
أما أحمد الحوسني رئيس قسم الأنشطة الشبابية في دائرة الأنشطة، فأوضح أن هناك سعياً حثيثاً من النادي لربط المشاركين بموروثهم الشعبي وهويتهم الوطنية، من خلال تقديم جملة من الفعاليات والمناشط والورش التدريبية في الألعاب الشعبية والعادات والتقاليد، والسفينة التراثية والمناشط البحرية المختلفة، مؤكداً أن التعاون الأول مع مجلس أبوظبي للتعليم واستضافة هذا العدد الكبير من الطلاب في الأسبوع الأول، كان مثمرا، وسيحقق الكثير للمؤسستين مستقبلاً.
وأعرب عبد الله العبيدلي مدير مدرسة الإمارات للشراع عن تقديره لتخصيص النادي قارباً شراعياً جديداً اسمه «آرس» لتدريب الطلبة على رياضة الشراع الحديث، حيث إن هذا القارب المصنف ضمن فئة اليخوت يستوعب من 6 إلى 8 طلاب، يستفيدون من ورشة تدريبية في مجال رياضة الشراع الأولمبي، بقصد تكوين منتخب يمثل نادي تراث الإمارات في البطولات المحلية.
وأثنى أحمد عبد الله المهيري رئيس قسم السباقات البحرية في النادي مسؤول الواجهة البحرية في الملتقى، على مبادرة النادي في استقطاب هذا العدد الكبير من طلبة مدارس مجلس أبوظبي للتعليم، وربطهم بالبحر من خلال نشاط السفينة التراثية، حيث تعلم الطلبة خلال جولتهم الطرق التقليدية لصيد السمك، وكيفية تمليح السمك وتجفيفه.
مشاركة
وفي لقاء مع بعض الطلبة المشاركين، عبر الطالب خميس مخيرة الظاهري من مدرسة خالد بن الوليد بمدينة العين عن سعادته للمشاركة في الملتقى، الذي وصفه بالنوعي والمنظم، وقال: تعلمت أشياء جديدة عن فنون ورياضات البحر، أما الطالب حمدان عمر الجعيدي من مدرسة الحصن للتعليم الثانوي بالشامخة، فقد أوضح أنه استفاد من تعلم رياضة التجديف الحديث والفروسية والسباحة.
وأبدى الطالب سلطان حسين الأحبابي من مدرسة خليفة بن زايد بالعين، إعجابه بالنشاطات التي مارسها خلال مشاركته في فعاليات ملتقى الثريا، خاصة الألعاب الشعبية.
عدد اليوم
