الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

إبراهيم اطمأن قلبه بإحياء الله للموتى

14 يوليو 2016 23:20
أحمد محمد(القاهرة) مر إبراهيم الخليل على دابة ميتة، بساحل البحر فرآها وقد توزعتها دواب البر والبحر، فكان إذا مد البحر جاءت الحيتان ودواب البحر فأكلت منها، فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها، فما سقط قطعته الريح في الهواء، فلما رأى ذلك إبراهيم تعجب منها، وقال يا رب قد علمت لتجمعنها، فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك، وقيل إن إبراهيم سأل ربه، أن يريه كيف يحيي الموتى، وذلك مما لقي من قومه من الأذى، فقال رب أرني كيف تحي الموتى، وفي ذلك قال تعالى: «وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم» «البقرة 260». قال ابن ابي حاتم عن السدي، إنه لما اتخذ الله إبراهيم خليلا، سأل ملك الموت أن يأذن له، فيبشر إبراهيم بذلك، فأذن له، فأتاه وهو ليس في البيت، فدخل داره، فلما جاء إبراهيم وجد في بيته رجلا ثار إليه ليأخذه، وقال من أذن لك أن تدخل داري؟ قال ملك الموت أذن لي رب هذه الدار قال إبراهيم صدقت، وعرف أنه ملك الموت قال من أنت؟ قال أنا ملك الموت، جئتك أبشرك بأن الله قد اتخذك خليلا فحمد الله وقال يا ملك الموت أرني كيف تقبض أنفاس الكفار قال يا إبراهيم لا تطيق ذلك قال بلى قال فأعرض فأعرض إبراهيم، فإذا هو برجل أسود ينال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل أسود يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشي على إبراهيم، ثم أفاق، وقد تحول ملك الموت في الصورة الأولى فقال يا ملك الموت، لو لم يلق الكافر عند موته من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه، فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين قال فأعرض، فأعرض إبراهيم، ثم التفت، فإذا هو بشاب، أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا، في ثياب بياض قال يا ملك الموت لو لم ير المؤمن عند موته من قرة العين والكرامة إلا صورتك هذه، لكان يكفيه، وقام إبراهيم يدعو رب أرني كيف تحيي الموتى، حتى أعلم أني خليلك. قال البيضاوي إنما سأل ذلك ليصير علمه عيانا، وقيل لما قال نمرود أنا أحيي وأميت قال له إن إحياء الله برد الروح إلى بدنها، فقال نمرود هل عاينته فلم يقدر أن يقول نعم، وسأل ربه أن يريه ليطمئن قلبه على الجواب إن سئل عنه مرة أخرى قال أولم تؤمن بأني قادر على الإحياء بإعادة التركيب والحياة، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي، آمنت ولكن سألت لأزيد بصيرة وسكون قلب، قال فخذ أربعة من الطير قيل طاوسا وديكا وغرابا وحمامة، ومنهم من ذكر النسر بدل الحمامة وإنما خص الطير لأنه أقرب إلى الإنسان وأجمع لخواص الحيوان، فصرهن واضممهن إليك لتتأملها وتعرفها لئلا تلتبس عليك بعد الإحياء وفرق أجزاءهن على الجبال ثم قل لهن تعالي بإذن الله يأتينك ساعيات مسرعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©