أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في افتتاح الجلسة الرئيسة لمؤتمر "مبادرة إعادة تصميم العالم" أمس أن النظم والتنظيمات سواء نظام الأمم المتحدة أم تنظيم الدولة الوطنية يحتاج إلى جرعات من الإصلاح والتقويم تعود به إلى مبررات وجوده الأصلية ومقاصده المبتغاة منذ إنشائه وإقامته.
وشدد على ضرورة توافق تصورات تصميم عالمي جديد مع نظام الأمم المتحدة بكل تنظيماته وأدواته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية، خصوصا أن ذلك النظام هو خلاصة ما توصلت إليه تجارب الأمم طوال ثلاثة قرون من التاريخ في أحوال الحرب والسلام وفي أوقات الأزمة وأوقات الانفراج.
ولفت إلى أن الخلل الرئيسي المتعلق بالأسواق وما تشهده من اضطراب يهز أركانها هزا عنيفا كما نرى الآن لا يرجع إلى فكرة السوق العالمية وإنما في سوء إدارتها وفي المقامرة بضوابط سلامتها عبر الحدود وخلافا للقوانين.
وحث أمير قطر على التوصل إلى تصميم عالمي يوفر الفرص أمام الجميع ويحقق العدالة لكافة الأطراف، مضيفا "نحن من الذين يعتقدون أننا لن نجد بديلا لفكرة السوق العالمي، ولكن القضيـة المركزية هي أن يعلو احتـرام قوانيـن السـوق فـوق المصالح الأنانيـة للقوى والمطامح الجامحة للأفراد".
من جانبها، أشارت الملكة رانيا العبد الله عضوة المجلس التأسيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي ومجلس الأجندة العالمي لنظم التعليم إلى أن هـذا المؤتمـر يعد فـرصــة للعرب للمشاركــة في حوار عالمي حول عصر يشهد من المستجدات ما يؤثر على البشرية قاطبة.
ورأت أن العالم أصبح ينقصه العدالة والإنسانية ويسوده الظلم وعدم المساواة وبات مبنيا على قيم خاطئة.
ونبهت الملكة رانيا إلى أن الأزمات العالمية لا تقع إلا على كاهل الفقراء، فمليارات الأشخاص من العالم يعيشون تحت خط الفقر بسبب الأزمات المالية للدول الكبرى والتلوث والمناخ السيئ الذي ضربت آثاره في السماء والأرض والبحار.
وحذرت الملكة رانيا من أن النظام حين يقف ضد التسامح والعطف فلا يصبح هنا معنى للبشرية، وحين يكون النظام بلا قيم فإنه يفقد قوته. وحثت المجتمع الدولي على أن يعيد القيم الإنسانية إلى مكانتها التي تستحقها وأن يعيد إعمال الضمائر إذا ما أراد نظاما عالميا جديدا.
عدد اليوم
