بعد تربعه على عرش تصفيات اتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، يسعى المنتخب الأميركي بقيادة مديره الفني بوب برادلي إلى استغلال هذه المكاسب والدفعة المعنوية التي نالها مؤخراً إلى نجاح كبير في مونديال 2010.
وما زالت ذكريات الخروج المبكر من الدور الأول “دور المجموعات” لمونديال 2006 بألمانيا حاضرة في أذهان المنتخب الأميركي ومشجعيه، ولكن الفريق حصل على دفعة معنوية هائلة ببلوغه المباراة النهائية لبطولة كأس القارات 2009 بجنوب أفريقيا.
ويشارك المنتخب الأميركي في المونديال للمرة التاسعة في تاريخه والخامسة على التوالي، ولكن أفضل إنجاز له في البطولة جاء في مشاركته الأولى وكانت في أولى بطولات كأس العالم، حيث وصل الفريق للمربع الذهبي في مونديال 1930.
وكان المنتخب الأميركي في طريقه لتكرار نفس الإنجاز خلال مونديال 2002 عندما تفوق على نظيره البرتغالي ليعبر دور المجموعات ثم أطاح بنظيره المكسيكي من دور الستة عشر، ولكنه سقط أمام المنتخب الألماني في دور الثمانية.
وتوارى إنجاز 1930 ومحاولة 2002 خلف بريق النجاح الذي حققه الفريق في كأس القارات العام الماضي عندما تغلب على بدايته المهتزة في البطولة وتقدم إلى المباراة النهائية قبل أن يسقط بصعوبة أمام نظيره البرازيلي في النهائي.
وفي طريقه إلى المباراة النهائية أوقف المنتخب الأميركي مغامرة نظيره المصري في البطولة وتغلب عليه في الجولة الثالثة من مباريات دور المجموعات ليطيح به من البطولة، وبعدها أوقف المنتخب الأميركي سجل النجاح الإسباني وألحق به الهزيمة الأولى بعد 35 مباراة حافظ فيها بطل أوروبا على سجله خالياً من الهزائم، ومنحت هذه البطولة ثقة كبيرة ودفعة معنوية هائلة للمنتخب الأميركي كما منحته سمعة هائلة على الساحة الدولية وإن فشل الفريق في الحفاظ على تقدمه بهدفين في الشوط الأول على المنتخب البرازيلي في النهائي. وقال لاندون دونوفان نجم فريق لوس أنجلوس جالاكسي وأبرز لاعبي المنتخب الأميركي وهداف الفريق عبر تاريخه “لا يمكننا أن نسعد لمجرد الوصول للنهائي، إذا أردنا تحقيق ما هو أفضل علينا أن نبذل جهداً أكبر”.
وقضى دونوفان فترة ناجحة مع فريق إيفرتون الإنجليزي على سبيل الإعارة في الموسم المنقضي، وبينما يقود دونوفان هجوم الفريق في المونديال، تظهر علامات استفهام بشأن مستوى عدد من لاعبي الفريق والذين تألقوا معه في كأس القارات.
ويفتقد المنتخب الأميركي في مونديال 2010 المدافع أوجوتشي أونيو الذي انضم لميلان الإيطالي بعد كأس القارات ولكنه يعاني حالياً من الإصابة في الركبة والتي تعرض لها قبل نهاية مسيرة المنتخب الأميركي في التصفيات المؤهلة للمونديال.
ويفتقد هجوم الفريق في كأس العالم بجنوب أفريقيا جهود نجمه الكبير الواعد تشارلي ديفيز بسبب الإصابة بكسر في القدم في حادث سيارة خلال أكتوبر الماضي بعد تألقه بشكل لافت للنظر في كأس القارات، وعانى كلينت ديمبسي من إصابات صغيرة على مدار الموسم المنقضي الذي لمع فيه بريق فريقه فولهام سواء في الدوري الإنجليزي أو بطولة الدوري الأوروبي، ولكنه من المرجح أن يصبح جاهزاً لخوض المونديال، كما يضم الفريق مجموعة أخرى متميزة من اللاعبين مثل جوزي ألتيدور ومايكل برادلي نجل المدرب وحارس المرمى تيم هوارد نجم إيفرتون الإنجليزي.
ويستهل المنتخب الأميركي مسيرته في البطولة بمواجهة نظيره الإنجليزي علماً بأن مباراة الفريقين في دور الـ16 بمونديال 1950 في البرازيل انتهت بواحدة من كبرى مفاجآت كأس العالم عندما تغلب الفريق الأميركي على منافسه العريق كما يلتقي المنتخب الأميركي في هذه المجموعة مع منتخبي سلوفينيا والجزائر اللذين لا يتمتعان بنفس الخبرة مما يضاعف من فرصة الفريق في التأهل لدور الستة عشر.
المدير الفني
تولى المدرب بوب برادلي مسؤولية الفريق في البداية كمدير فني مؤقت بعد إقالة المدرب بروس آرينا في عام 2006 ولكن بدايته القوية مع الفريق دفعت الاتحاد الأميركي للعبة إلى التخلي عن فكرة الاستعانة بمدير فني أجنبي بارز ومنح الفرصة إلى برادلي.
ونجحت التجربة حيث قاد برادلي الفريق إلى صدارة تصفيات اتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا كما فاز معه بالمركز الثاني في كأس القارات 2009.
وتعرض برادلي لانتقادات عنيفة في وقت لاحق من عام 2009 لاعتماده على تشكيل يختلف عن تشكيله الأساسي وذلك في بطولة الكأس الذهبية (كأس أمم الكونكاكاف) والتي خسر مباراتها النهائية أمام نظيره المكسيكي في نيويورك بخمسة أهداف نظيفة.
نجم الفريق
بزغ نجم اللاعب الأميركي لاندون دونوفان من خلال بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاماً) في نيوزيلندا عام 1999 والتي فاز فيها بلقب أفضل لاعب ليصبح منذ ذلك الحين النجم الأبرز لكرة القدم الأميركية. وفي السنوات التالية عانى دونوفان في مسيرته بعالم الاحتراف الخارجي ولكنه ظل محتفظاً بموقعه في مركز لاعب خط الوسط المهاجم بالتشكيل الأساسي للمنتخب الأميركي والذي تألق فيه بجوار لاعبين مثل كلينت ديمبسي وجوزي ألتيدور، وقضى دونوفان فترة ناجحة مع فريق إيفرتون الإنجليزي على سبيل الإعارة في الموسم المنقضي قبل الانضمام لفريق لوس أنجلوس جالاكسي الأميركي. ويتصدر دونوفان قائمة هدافي المنتخب الأميركي عبر التاريخ كما فاز بلقب أفضل لاعب أميركي ست مرات سابقة، ورغم عصبيته التي تظهر في عدد من المباريات المهمة للفريق، ما زال دونوفان هو العنصر الأساسي دائما في خط هجوم المنتخب الأميركي.
عدد اليوم
