السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد السلام جمعة: تجاهل المعتزلين ظاهرة غير صحية!

عبد السلام جمعة: تجاهل المعتزلين ظاهرة غير صحية!
30 مارس 2015 22:20
معتصم عبد الله (دبي) تواصل «الاتحاد» التنقيب في ملف مهرجانات الاعتزال ما بين الوفاء والجفاء، في الحلقة الثانية والأخيرة على التوالي للبحث عن مسببات الغياب وعن الشروط والمعايير الواجب توافرها لإقامتها، من خلال إلقاء الضوء على أبرز المهرجانات التي أقيمت للاعبي الإمارات والخليج، ويستعرض التحقيق أصحاب الشأن من اللاعبين الحاليين والسابقين، حول انزواء فكرة مهرجانات الاعتزال والتكريم في الساحة الرياضية المحلية، خلال السنوات القليلة الماضية، مع دخول عصر الاحتراف، بعد أن ضاعت معالم الجهات المنوط بها تكريم اللاعبين المعتزلين، في ظل كثرة انتقالات اللاعبين بين الأندية المختلفة، الأمر الذي يجعل فرص إقامة مهرجانات أخرى ضيقة إلى أبعد الحدود. وبدا الحديث إلى المخضرم عبد السلام جمعة قائد منتخبنا الوطني السابق ولاعب فريق الظفرة الحالي مهماً، لأنه واحد من أبرز النجوم الحاليين المرشحين للاعتزال، حيث رفض إطلاق وصف عدم الوفاء على عدم إقامة مهرجانات الاعتزال ، منوهاً بأن الوصف الدقيق يكون من خلال عبارة «عدم الاهتمام واللا مبالاة» من الأندية، مؤكداً أن غياب التكريم للاعبين السابقين ظاهرة غير صحية، خاصة أن هؤلاء اللاعبين خدموا المنتخبات الوطنية والأندية وأفنوا زهرة شبابهم في المجال الكروي، وهم يستحقون إقامة مهرجانات اعتزال لتكون بمثابة كلمة شكر ووداع يليق بما قدموه في الملاعب. ورأى جمعة الذي بدأ مشواره مع فرق المراحل السنية للوحدة، وصولاً للفريق الأول والمنتخب الوطني، قبل انتقاله للجزيرة بداية موسم 2007- 2008، ومن ثم نادي الظفرة مطلع موسم 2012- 2013 أن عصر الاحتراف لا يعني هضم حقوق اللاعبين المعتزلين، وأضاف «الاحتراف ليس عذراً، فاللاعب الذي يمثل نادياً منذ صغره في الأشبال وصولاً للفريق الأول وحقق العديد من الإنجازات، لا يمكن هضم حقه في إقامة مهرجان اعتزال بل من الواجب تكريمه»، وتابع «في بعض الأحيان تكون انتقالات اللاعبين بين الأندية إجبارية وليست خياراً، وبالتالي لا يمكن أن نظلم هؤلاء اللاعبين، بل من الوفاء أن يكرم اللاعب من قبل ناديه السابق، ومن اللائق أن تجتمع حتى كل تلك الأندية التي لعب لها لاعب معين لسنوات طويلة لإقامة مهرجان اعتزال مشترك». وعلق جمعة الذي يحتفل في مايو المقبل بوصوله إلى سن الـ38 عاماً، على ارتباط التوقيت المناسب للاعتزال بنجاح مهرجان التكريم، موضحاً أن العديد من الأمثلة تطعن في صحة هذا الرأي، وقال «الكثير من النجوم السابقين أقيمت لهم مهرجانات اعتزال وتكريم ناجحة، بعد ابتعادهم عن الملاعب لسنوات طويلة أمثال عدنان الطلياني، زهير بخيت، ماجد عبد الله، فهد الهريفي وغيرهم، وفي رأيي أن النجومية وحب الجمهور لا يرتبطان بتوقيت معين»، منوهاً بأن العديد من الشركات الوطنية، وغيرها يمكن أن تسهم في إنجاح هذه الفعاليات. وأشار إلى أن كل اللاعبين يتمنون إكمال مشوارهم مع أنديتهم من خلال مجالات التدريب والإدارة، ولكنهم في المقابل لا يستطيعون فرض أنفسهم على مجالس الإدارات، الأمر الذي يتطلب أن تأتي المبادرة من الإدارات، من خلال التواصل مع اللاعبين السابقين واستيعابهم في المجالات المرتبطة بفرق النادي والاستفادة من رصيد الخبرات الكبيرة لهؤلاء النجوم. من جانبه، اتفق إسماعيل راشد نجم منتخبنا الوطني السابق ولاعب نادي الوصل مع الآراء التي تحمل الأندية مسؤولية «الإجحاف» في حق نجومها السابقين، منوهاً بأن الأخيرة هي المعنية في المقام الأول بالمبادرة نحو إبراز قيمة الوفاء تجاه لاعبيها السابقين، مبدياً دهشته من التعامل الذي يجده بعض النجوم السابقين في الأندية، والتي لا تعرف مجالس إداراتها حتى أسماء هؤلاء اللاعبين الذين قدموا في وقت سابق كل ما لديهم لخدمة أنديتهم. وأعاد إسماعيل راشد أسباب نجاح كرنفال اعتزاله، والذي أقيم نهاية العام 2009 وسط حضور إداري وجماهير كبير إلى سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم رئيس النادي، معتبراً أن توجيه سموه ووقفة مجلس إدارة النادي آنذاك أسهمت بشكل فعال في نجاح المهرجان، ورأى أن العلاقات الشخصية للاعب تلعب دوراً مهماً في نجاح مهرجانات الاعتزال، حيث يتحمل اللاعب عبئاً كبيراً في التواصل مع الجهات المختلفة لضمان النجاح المطلوب، واعتبر أن دور الشركات الوطنية مهم أيضاً في هذا الجانب. طالب بتكريم ثلاثي الجزيرة يوسف عبدالعزيز: حلمت بمهرجان زهير والطلياني دبي (الاتحاد) قال يوسف عبدالعزيز لاعب الجزيرة والوصل المعتزل، والنجم الدولي السابق، إن من حققوا إنجازات مع أنديتهم يستحقون تنظيم مهرجان اعتزال لهم، بعد وضع حد لمسيرتهم مع الكرة، وذكر عبدالعزيز أن هناك لاعبين ارتبطوا بأندية منذ الصغر، وتدرجوا حتى وصلوا للفريق الأول، وارتدوا شارة القياد،ة وقدموا تضحيات لا تنسى، وصاروا جزءاً من تاريخ النادي وقيمه ورموزه، واعتبر أن هؤلاء يجب أن يجدوا التقدير اللازم، ورأى أن انتقال اللاعب إلى نادٍ آخر، بعد سنوات حافلة بالعطاء مع ناديه الأول، يجب ألا يحول دون تكريمه، وتنظيم مهرجان له، ونوه بأن الأندية يجب أن تكون وفية لأبنائها المخلصين، ويفترض أن تبادلهم وفاءً بوفاء، وقال «عندما تم تنظيم مهرجان لزهير بخيت وآخر للطلياني، كنا نحلم بهذا التكريم، وننتظر اليوم الذي نطوف فيه الملعب، ونلوح بأيدينا للجماهير لوداعها والملاعب، وأعتقد أن أي لاعب يحلم بأن يودع الجماهير، من خلال احتفالية ضخمة، ويحلم بأن تقدم الدعوة لنادٍ عالمي يشارك في مهرجان تكريمه، مثل بايرن ميونيخ والريال واليوفي. ودعا عبدالعزيز إلى تكريم ثلاثة لاعبين، قال إنهم أسهموا في صناعة تاريخ نادي الجزيرة، وكانت لهم بصمة، وتعلم منهم الناشئين، وأوضح أن صالح عبيد وعايض مبخوت وحسين سهيل لهم إسهامات في الجزيرة، وكتبوا سطوراً من تاريخه بحب وعطاء، وتمنى أن ينظم النادي مهرجاناً لتكريمهم. علي ثاني: كرموهم قبل فوات الأوان! الشارقة (الاتحاد) أكد علي ثاني نجم الشارقة والمنتخب الوطني في التسعينيات، أن تكريم اللاعبين عرف سائد في العالم كله، حتى أصبح واجباً، ولم يعد «منة» أو فضلاً من شخص، أو إدارة على اللاعب المعتزل، لأن التكريم في معناه الكبير هو تقدير لإنسان ضحى بعمره وأسرته، بل ومستقبله من أجل ناديه،ومنتخبات بلاده. وأوضح أن هناك ظلماً واقعاً على الجيل الذهبي، وهو منهم لأنهم يستحقون التكريم، وقال لا أبالغ إن قلت إنهم يستحقون أكثر من وسام تكريم، فجيل التسعينيات قدم الكثير للكرة الإماراتية، سواء في أنديتهم أو في المنتخب الوطني، وحققوا لما لم يحققه أي جيل من بعدهم حتى الآن، وأضاف أن جيله من اللاعبين كانوا نجوماً بحق، وكان كل لاعب يضحي بوقته وأهله ومستقبله، من أجل المنتخب وناديه، والعديد من هذا الجيل أضاع مستقبله، من أجل ناديه والمنتخب، دون أن يحصلوا على حقهم في التكريم، عند نهاية مشوارهم مع كرة القدم، وما زال العديد من جيلي يعانون، بسبب عطائهم لكرة القدم التي لم تعطهم ما يجب في زمن الهواية القديم، وقال نجوم الشارقة في التسعينيات كانوا أعلاماً في كرة القدم، وقدموا خلاصة شبابهم للنادي وللمنتخب الوطني، ويجب أن يتم تكريمهم في حياتهم قبل فوات الأوان. خليل غانم: 20 عاماً من الحديث دون فائدة..! دبي (الاتحاد) أوضح خليل غانم لاعب نادي الخليج، ونجم منتخبنا الوطني السابق أن الحديث في موضوع تكريم اللاعبين وغياب قيم الوفاء لدى أغلب الأندية «حديث مكرر»، بعد أتم تداوله طواله أكثر من 20 عاماً دون حدوث جديد على مستوى الأندية، وقال «بالتأكيد ليس على الأندية تكريم كل لاعبيها السابقين، ولكن على الأقل حصر برامج الاعتزال والتكريم على اللاعبين أصحاب الإنجازات، في ظل الصعوبة التي تواجهها تلك الأندية في تكريم كل الأجيال الذين يمرون على الفريق الأول». وقال غانم الذي لم يحظ بالتكريم رغم مشاركته مع المنتخب في نهائيات كأس العالم 1990 علاوة على الإنجازات التي حققها مع ناديه، «لا أشعر بالظلم، ولكن الشاهد في الأمر أن هناك العديد من النجوم أصحاب الإنجازات، أمثال محسن مصبح، علي ثاني، وغيرهم من الجيل السابق قدموا الكثير لأنديتهم والمنتخب، ولم يحظوا بالتكريم، في المقابل كانت هناك بعض الأندية على العهد بها، وكرمت لاعبين سابقين، بما فيهم الأجانب الذين مروا على النادي، وجميعنا يتذكر مهرجان النصر للاحتفال بنجومه السابقين، أمثال الفاضل سانتو، وكسلا، وغيرهم». فكرة تنتظر التنفيذ منذ 2007 عمر إسماعيل: المهرجان السنوي رد اعتبار للنجوم دبي (الاتحاد) كشف عمر إسماعيل اللاعب السابق لأندية الرمس، رأس الخيمة، بني ياس والوحدة، عن مقترح فكرة إقامة مهرجان سنوي لتكريم اللاعبين، مبيناً أن الفكرة التي راودته منذ عام 2007 وجدت أخيراً الدعم والمساندة من الكثير من أندية الدولة، وعلى رأسها نادي بني ياس، بعد أن أبدى مبارك بن محيروم رئيس مجلس إدارة شركة كرة القدم بالنادي ترحيبه بإقامة فكرة المهرجان المقترح تنظيمه بصورة سنوية، بحيث يقام كل عام في واحدة من إمارات الدولة. وأشار إسماعيل إلى أن فكرة المهرجان تأتي في إطار باب الوفاء والعرفان للنجوم السابقين الذين قدموا الكثير للكرة الإماراتية، منوهاً إلى أن أغلب الأسماء التي مرت على تاريخ الكرة لم تجد حظها من الوفاء، وأن فكرة التكريم لا تقتصر على لاعبي الإمارات فقط، بل تشمل ممثلين للكرة الخليجية والعربية وحتى العالمية، ممن أفنوا زهرة شبابهم في ملاعب الكرة، ولم يجدوا من يقف بجانبهم، عندما حانت لحظة الختام ووداع الملاعب، قبل أن يذهب جلهم إلى غياهب النسيان للدرجة التي تمنع فيها الأندية بعض هؤلاء النجوم من الدخول لملاعبها، في أماكن محددة، بسبب عدم معرفة الأجيال الحالية لتاريخ هؤلاء النجوم. وذكر أن أبعاد فكرة المهرجان إنسانية في المقام الأول، كونها تتسق مع فكر وتوجه قيادة الإمارات، وقال «هدف الفكرة الأساسي هو أن تكون الإمارات في مكان الرحمة، في قلب كل رياضي على مستوى الدولة، أو حتى خارجها، على الصعيدين الإقليمي والعالمي». وأضاف «المهرجان رد للدين والاعتبار للنجوم السابقين ممن لم يأخذوا حقهم من التكريم، وليس الهدف مادياً في المقام الأول، بقدر ما سيكون تكريماً معنوياً للعديد من الأجيال التي خدمت الرياضة وكرة القدم»، ورأى أن تطبيق الفكرة سيضمن تبادل المجتمع والأندية لقيم الوفاء مع أغلب اللاعبين الذين مروا على تاريخ الكرة، ووضعوا بصمة وإنجازات في مشاركاتهم المتعاقبة مع الأندية المختلفة، وسيدعم بالتالي الأجيال الشابة القادمة في مجال اللعبة بالتأكيد أن الكرة والرياضة تقدر جهود كل من سكب العرق، وبذل الجهد بعيداً عن مفاهيم الاحتراف الورقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©