السلطة المدنية الباكستانية تنتزع قيادة الاستخبارات العسكرية

وضع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس الأول جهاز المخابرات الرئيسي العسكري تحت سيطرة وزارة الداخلية في إجراء ينظر إليه على أنه تأكيد للسلطة المدنية على شبكة المخابرات القوية بالبلاد· ومن المعروف ان جهاز المخابرات الباكستاني كان له تأثير كبير على السياسات الخارجية والأمنية الكبيرة خاصة المتعلقة بالهند وأفغانستان· ويقول المنتقدون انه لعب دورا كبيرا في ظهور حركة ''طالبان'' المتشددة التي سيطرت على الأوضاع في أفغانستان في التسعينيات ووفرت المأوى لـ''القاعدة'' إلى ان أطاحت بها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر ·2001 وفي الشهر الماضي نفت باكستان اتهامات السلطات الأفغانية بأن جهاز المخابرات الباكستاني كان وراء محاولة من قبل متشددين من ''طالبان'' لاغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في أبريل الماضي· وقالت الحكومة الباكستانية في بيان ''وافق رئيس الوزراء على وضع مكتب المخابرات وجهاز المخابرات الرئيسي تحت السيطرة الادارية والمالية والعملية لوزارة الداخلية بأثر فوري·'' ومكتب المخابرات هو جهاز الأمن المدني الرئيسي في باكستان· وقال محللون في الشؤون الأمنية ان القرار هو الخطوة الأولى للحكومة المدنية التي شكلت بعد انتخابات فبراير الماضي لتأكيد سلطتها على شبكة المخابرات في باكستان ووضعها تحت السيطرة المدنية· من جانب آخر، أعرب جيلاني الذي بدأ زيارة مهمة لواشنطن، قبل لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش عن ''قلقه'' من تحركات المتطرفين في باكستان نحو أفغانستان· وأعلن بوش القلق من تدهور الوضع على الحدود الافغانية الباكستانية، انه سيبحث تلك المسألة مع رئيس الوزراء الباكستاني الذي يقوم بأول زيارة له إلى البيت الأبيض منذ توليه مهامه في مارس الماضي· أمنيا، أعلن الجيش الباكستاني أمس أن اشتباكات عنيفة اندلعت مساء أمس الأول بين قواته ومتمردين انفصاليين بالقرب من حقل لوي للغاز في توبا نوخاني بمنطقة ديرا بوجتي في إقليم بلوشستان المضطرب جنوب غرب البلاد ما أسفر عن مقتل 3 من جنوده و 15 من المتمردين· وفي أفغانستان، قتل ما بين 50 و70 متمردا صباح أمس في ضربات جوية شنتها القوات الدولية بمنطقة سبيرا في ولاية خوست شرق أفغانستان، على ما أعلن حاكم الولاية· وقال ارسالا جمال ان حوالى 150 متمردا هاجموا مركزا لقوات الأمن الأفغانية التي طلبت دعما جويا من القوات الدولية· وأوضح الحاكم ان ''القوات الدولية قصفت مقاتلي طالبان وهم يفرون وقتل منهم ما بين خمسين وسبعين عنصرا''· وأفاد عن مقتل شرطيين في الهجوم احدهما بقطع الرأس والآخر بالرصاص· وأكدت قيادة قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها الناتو ''إيساف'' في كابول هجوم المسلحين في ضاحية سبيرا بإقليم خوست· وقال بيان لقوة إيساف ''إنه حوالي الساعة الثانية صباحا هاجم مسلحون الشرطة الوطنية الأفغانية في وسط الضاحية بالأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية· واستجابت وحدات إيساف لمساعدة الشرطة الوطنية الافغانية'' وتم دحر الهجوم· وفي اشتباك آخر، أكد مسؤولون أفغان أن قوات الأمن قتلت 3 من مقاتلين من ''طالبان'' في منطقة موسى قلعة بينما أصيب اثنان من جنود الجيش الأفغاني·