الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدخين يهدد سلامة الزوجة والأبناء

التدخين يهدد سلامة الزوجة والأبناء
30 مايو 2010 20:46
خبيث لا طيب فيه، مضر لا نفع فيه، ممرض لا صحة فيه، خسارة لا كسب فيه، ليس بغذاء ولا دواء، لا يسمن ولا يغني من جوع، لا يجني المسكين من سيجارته سوى هذه الأبخرة المتصاعدة يدخلها في جوفه، لتسري في جميع أجزاء جسمه، ويبقى آخرها رماداً بين أصابعه، وليته مجرد دخان، لكنها سموم قاتلة، يدفعها إلى داخل جسده، لتبلغ جميع أجزاء بدنه، وتسري مع عروقه وأعصابه، لتفسد ولا تصلح، وتهدم ولا تبني. إن ممارسة أي حق من حقوق الإنسان يقتضي منع عدوان الآخرين على هذا الحق، فالذي يفسد البيئة أو يهمل في تطعيم أطفاله إنما يساعد على انتشار عوامل المرض وتكاثرها ويعتدي على حق الناس في العيش حياة صحية كريمة. والمدخن بالضرورة يضر من حوله من غير المدخنين، فهو يضر زوجته وأطفاله قبل أن يضر بصحته ويوردها موارد الهلاك، كما أنه أيضا يمارس عدواناً على صحة الآخرين وحريتهم. ولعل أسوأ أنواع التدخين هو التدخين القسري، ذلك الذي يضطر عدم المدخنين لاستنشاقه قسرا رغم أنوفهم سواء في المكتب أو المنزل أو المواصلات. لكن هل للتدخين آثارا اجتماعية سلبية على صعيد الأسرة، وعلى مستوى العلاقة بين الزوجين؟ هل يتسبب تدخين الزوج في نفور الزوجة، وازدياد هوة الخلافات الزوجية أحيانا”؟ يقول سليم قاسم- متزوج ومدخن- :”اللمّة” العائلية أصبحت شبه مفقودة في أغلب العائلات، فالزوج المدخن يستعوض هذا الدفء الأسري بجلسات المقاهي بكثرة روادها وروائح السجائر والدخان المتصاعد منها، مع توفر كل سبل الراحة فيها، فالمقهى هو المتنفس الوحيد لتفريغ الهموم والأحزان، وملاذ مناسب بعيد عن منغصات الزوجة التي تشكو دائما من رائحة الدخان وتأثيرها على الأبناء”. وتقول نريمان شريف - متزوجة :”أصبحت لا أطيق منظر زوجي عندما يقوم” بالسعال”أغلب الوقت. إنني أضطر في أحيان كثيرة إلى النوم خارج غرفة الزوجية بسبب رائحة الدخان التي تضايق صدري، وكثرة سعال زوجي الذي لا يتوقف، ولاسيما أيام الحمل”،لأنني لا أتحمل الرائحة المنبعثة من السجائر”. وتتابع :” زوجي يعلم مدى خطورة التدخين على صحتنا، لكنه ما زال مستمرا في تدخينه السيجارة، وقد يضطر كثيرا- إن شعر بانزعاجي- أن يخرج خارج البيت لساعات حتى أشعر بالراحة من هذا السم القاتل”. العدو الأول أما “ناعمة صالح “ فتقول:” بعد الغداء بساعتين يخرج زوجي إلى المقهى لأنه مدمن على تدخين “السيجارة “مع أصدقائه، لأبقى بمفردي مع أطفالي طوال اليوم ،لا أنيس لي سوى البرامج التلفزيونية وتناول المكسرات، أو الحديث عبر الهاتف مع الصديقات، أو الذهاب إلى النوم حتى لا أشعر بطول ساعات الانتظار. فمن تدخينه المستمر أصبحت أكره وجوده، والسبب هو شراهته المتواصلة للتدخين بلا انقطاع، وحتى يجنبني أضرار هذه الروائح، يفضل البقاء خارج البيت مع أصدقائه المدخنين لساعات قد تطول إلى منتصف الليل متناسيا إأنني انتظره ولكن كما يقول المثل “بوطبيع ما يجوز عن طبعه”. لكن سهام رزق لا تكترث لرائحة الدخان المنبعثة من فم زوجها تقول بهذا الشأن :” إن زوجي مدخن، ولم يكن في يوم من الأيام “مصدرا للنفور”، منوهة إنها مدركة لخطر التدخين، لكن ليس على العلاقة الزوجية ولكن على صحة زوجها وصحة أطفالها. وتقول:”ما باليد حيلة لأن التدخين تمكن من زوجي ويجري في عروقه ولم تكن عنده الإرادة لتركه حاولت معه بشتى الطرق والوسائل لكنه مازال متمسكاً “بسيجارته”، فرضيت بالأمر الواقع. هل أدمر حياتي الزوجية بسبب التدخين؟”. للرجال رأي يوضح عامر سليمان - مدخن ـ: “رغم علمي بأضرار تلك المخاطر وتأثيرها على صحتي وصحة زوجتي إلا إن توقفي عن التدخين يحتاج إلى إرادة قوية وقرار لا رجعه فيه بالتوقف نهائيا، مهما كانت الأسباب والظروف حرصاً على استقرار أسرتي”. أما زوجته أم عمر فتقول:”كثيراً ما أشعر بالاستياء والضيق والغضب من تدخين زوجي، ورائحة فمه التي تنفرني منه، ناهيك إن رائحة الدخان المتصاعد من السيجارة أصبحت تتغلل في كل مكان حتى وصلت إلى ملابس الأطفال والوسائد والشراشف، ورغم تأكيدي المستمر لزوجي بالتدخين خارج البيت إلا أنه لا حياة لمن تنادي، فهو مصمم متى شعر بالحنين إلى التدخين .فكثيرا ما أتجنب الجلوس بالقرب منه، وكثيراً ما أطلب منه الابتعاد عن التدخين حفاظا على صحته وصحة أطفاله وتوفيرا للمال”. نفور الزوجات أما علي الكبيسي - موظف ـ يقول:”أوافق على كل من تنفر من رائحة زوجها بسبب التدخين، وأعطيها كل الحق بسبب رائحة السجائر الكريهة، فمنذ 12 عاماً وأنا أدخن، ولكن نظراً لخوفي الشديد على عائلتي أحاول قدر المستطاع التدخين خارج البيت، ورغم نصائح زوجتي المستمرة حول الإقلاع عن التدخين لفترات، إلا إن ذلك اانقطاع لم يستمر طويلا، بل عدت إلى التدخين كما السابق، وأكثر شراهة له”. أما سعد الريامي ، فيشير إلى تجارب مؤلمة ومشاكل صحية كثيرة كان التدخين سببها الأول والمباشر، حيث يقوم الأب بتكليف أطفاله إلى الذهاب إلى السوبر ماركت أو البقالة لشراء السجائر، وهذه المشكلة تشكل خطرا على الأبناء ويمارسها الآباء بلا وعي، فالأب لا يكلف نفسه بالسؤال عمن فتح العلبة أو من أخذ منها “بعض السجائر”،لأنه أصلاً قد لا يرى غضاضة في أن يدخن أطفاله كما أنه يدخن، ولا عجب بعد فترة من الزمن حين نجد أهل البيت من المدخنين في مستقبل الأيام بما في ذلك النساء”. انعكاسات سلبية يلفت الدكتور علي فاروق - طب الأسرة والمجتمع- إلى أن التدخين قد يتسبب في كثير من المشاكل الزوجية بين الأزواج، فالى جانب الأضرار الصحية، نجد المدخن يتسبب في تلوث الهواء الطبيعي بالمنزل خصوصا إذا كان يدخن في مكان مغلق، أو مع مجموعة من الناس، ولا ننسى أن التدخين تبذير وإسراف في الأموال، بل يتعدى إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يؤثر في العلاقة الزوجية بين الأزواج فهو يؤثر على الزوج والزوجة صحياً. فالأسرة تلعب دورا أساسيا قي التأثير على الشاب المراهق، فإذا كان الأهل من المدخنين انتقلت عدوى التدخين إلى أبنائهم بسرعة، وان الأطفال يتأثرون ببيئتهم العائلية، لذلك نرى ازدياد نسبة المدخنين في أوساط الشباب الذين يكون التدخين من عادات تقاليد أسرتهم. فمن العوامل العائلية التي تسبب ممارسة سلوك التدخين عند المراهق، تتمثل في افتقار النصيحة والقدوة من الآباء، ويمكن تفسير ممارسة عادة التدخين وفق نظرية التعلم حيث نجد أن التعود على التدخين يماثل الإدمان على المخدرات والكحول في أسباب تعاطيه إذ يمكن إرجاعه لعنصر المحاكاة وتقليد النموذج المؤثر. ويحدث ذلك في معظم الأحوال في حالة الافتقار للنماذج الاجتماعية السوية. فالفرد – خاصة النشء- عندما لا يجد حوله غير النماذج الاجتماعية غير السوية يقوم بتقليدها وذلك بتبني الأنماط السلوكية المنحرفة التي تكون عليها تلك النماذج”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©