مستشفى زايد العسكري في طليعة المؤسسات الطبية بالدولة

أكمل مستشفى زايد العسكري، أمس (الأول من أكتوبر) ثلاثين عاما من الجهد المتواصل لتقديم الرعاية الطبية للكثير من المرضى العسكريين وعائلاتهم، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين ومن أبناء الدول الشقيقة والصديقة، ولا يزال يقوم بدور مهم في تقديم الرعاية الصحية والطبية لهذه الفئات، مما جعله في طليعة المؤسسات الطبية في الدولة. فقد كان اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - يرحمه الله - بإعداد وتدريب أبناء القوات المسلحة، يقابله اهتمام باللياقة الصحية؛ ولهذا واكب التدريب منذ البداية إعداد العيادات الطبية اللازمة، التي تحولت فيما بعد إلى مستشفى زايد العسكري. بدأ إعداد العيادات منذ 15 يناير سنة 1966 بعيادة صغيرة بمعسكر لواء الظفرة «معسكر آل نهيان - آنذاك»، وأخرى بمدينة العين «مركز تدريب الأغرار» وكانت بمثابة مستشفى ميداني، وفيما بعد تم افتتاح مستشفى الميدان /2 بمعسكر الفلاح، وتبع ذلك عدد من المراكز الطبية في مختلف الوحدات. وفي عام 1979، كانت هدية المغفور له الشيخ زايد لأبنائه ضباط وضباط صف وأفراد القوات المسلحة وأسرهم، هي افتتاح مستشفى زايد العسكري. واعتبر هذا الافتتاح هو البداية الحقيقية للخدمات الطبية، وفي نفس العام تم تشكيل أول سرية ميدان طبية لتعمل مع الوحدات المقاتلة، وتلاها فيما بعد تشكيل العديد من السرايا الطبية، بلغت أربع سرايا بحلول عام 1980 ملحقة مع التشكيلات العسكرية المختلفة، وفي عام 1983 تم تشكيل فريق جراحة الميدان المتحرك، وفي عام 1986 تم تسلم مدرسة الخدمات الطبية، لتساهم في تأهيل الكوادر الطبية المساعدة من فنيين وممرضين. وفي عام 1991، تم تشكيل كتيبة الميدان الطبية الأولى لتكون مشرفة على كل السرايا الطبية الملحقة بالتشكيلات العسكرية المرتبطة بالقوات البرية. وقد شملت مراحل التطور تعدد العيادات والمستشفيات، ومن أهمها مستشفى لواء الظفرة الآلي، مستشفى آل نهيان العسكري، ومستشفى الفلاح العسكري التي توجت جميعها بافتتاح مستشفى زايد العسكري في 1-10-1979 ليكون صرحاً طبياً شامخاً. وعلى مدى تلك السنوات، لعب المستشفى دوراً مهماً في تقديم الرعاية الطبية للكثير من المرضى العسكريين وعائلاتهم، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين ومن أبناء الدول الشقيقة والصديقة، ولم يقتصر دور المستشفى على النطاق الجغرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، بل امتد ليصل إلى أقاصي الأرض من باكستان شرقاً وحتى المغرب العربي غرباً. لقد كانت الريادة لمستشفى زايد العسكري في كثير من المواقف، وكان له الفخر ليقدم نموذجاً للعطاء الذي تتميز به دولة الإمارات العربية المتحدة. ويعد عدد المرضى المراجعين لمستشفى زايد العسكري دليلاً على حجم المساعدة التي ساهم بها المستشفى في تقديم الرعاية الطبية لمواطني دولة الإمارات من العسكريين وعائلاتهم وغيرهم من شرائح المجتمع الأخرى. ووصل عدد المرضى المراجعين لمستشفى زايد العسكري إلى ما يقارب 300 ألف مراجع خلال العام الواحد، بينما يقوم المستشفى بإجراء 3500 عملية جراحية خلال العام حسب آخر الإحصائيات. خدمات طبية عالية المستوى تميز المستشفى بخدمات طبية عالية المستوى، مما ساهم في الازدياد المضطرد في أعداد المرضى المراجعين، حيث يتوافد على المستشفى مراجعون من مختلف إمارات الدولة، وهو بذلك يعتبر الوحيد الذي يتميز بتلك الخاصية، والتي مكنت العديد من المرضى من الاستفادة من الخدمات الطبية المقدمة. ويتوفر حالياً بمستشفى زايد العسكري 52 قسماً طبياً تغطي أغلب التخصصات الطبية، حيث تساهم تلك الأقسام في اكتمال العملية العلاجية للمريض وعدم حاجته للتحويل إلى مستشفيات أخرى إلا في حالات نادرة. وقد تحقق هذا التميز بفضل الدعم الذي وفرته القيادة السياسية المتمثلة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في توفير الفرص التدريبية للكوادر الطبية في أفضل المؤسسات الطبية في العالم كان له كبير الأثر في التميز الذي حظي به مستشفى زايد العسكري في عدد الكوادر الطبية المواطنة المؤهلة. الكوادر المواطنة وعلى مدى هذه المسيرة المتواصلة، تفخر القيادة العامة للقوات المسلحة بالكوادر المواطنة التي تم تأهيلها لكي تساهم في تقديم الخدمات الطبية وفق أحدث الممارسات الطبية، حيث إن ما يضمه مستشفى زايد العسكري من تلك الكوادر الطبية المؤهلة لا يتوفر في أي مستشفى آخر بالدولة، سواء من حيث العدد أو النوع. فقد تم منذ سنوات وضع الخطط التدريبية لتأهيل تلك الكوادر، واليوم تقطف القوات المسلحة ثمار ذلك التخطيط، وذلك الاستثمار في الكوادر البشرية، حيث يضم المستشفى نخبة من الأطباء المواطنين الذين يشار إليهم بالبنان وتتخطى سمعتهم حدود الدولة. وتضمنت برامج التدريب والتأهيل ابتعاث عدد من الأطباء المواطنين في مختلف التخصصات الطبية إلى كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا واستراليا والسويد وفرنسا، وغيرها من الدول، وذلك لدراسة التخصص في المجالات الطبية التي تحتاجها القوات المسلحة كالجراحة العامة والعظام وجراحة العمود الفقري وجراحة القلب والجراحة التجميلية وجراحة الفك، وكذلك في تخصصات الباطنية والقلب والأعصاب والجهاز الهضمي والعناية المركزة والتخدير والطب النفسي وطب الطوارئ والكوارث. وقد أثمرت هذه البرامج في رفد مستشفى زايد العسكري بنخبة من الأطباء المواطنين في مختلف التخصصات الطبية ساهموا بشكل كبير في السمعة التي وصل إليها المستشفى، أما على صعيد المهن الطبية المساعدة، فلم تأل القيادة الرشيدة في إرسال عدد منهم إلى التخصص في الكليات والجامعات الطبية في العديد من دول العالم لتأهيلهم للعمل في المستشفى. مدرسة الخدمات الطبية وساهم وجود مدرسة الخدمات الطبية بشكل كبير في توفير الكوادر الطبية من الممرضين والفنيين للعمل في مستشفى زايد العسكري، ولأن عملية التعليم والتأهيل عملية مستمرة، فقد تعاقدت القوات المسلحة مع جامعة أبوظبي لإنشاء مركز التدريب الطبي الميداني، والذي يعد صرحاً تدريبياً يوفر الدورات التدريبية القصيرة للأطقم الطبية على مدار العام، كما يوفر المستشفى برامج للتعليم الطبي المستمر والمعتمدة من الجمعية الأميركية للتعليم الطبي المستمر، وقد وقعت القوات المسلحة اتفاقية تعاون بين مستشفى زايد العسكري وجامعة الإمارات - كلية الطب والعلوم الصحية، تسمح بأن يقضي طلبة الكلية فترات تدريبية في مستشفى زايد العسكري. كما تمكن تلك الاتفاقية الأطباء بالمستشفى من إلقاء المحاضرات الطبية للطلبة، ويعد التعاون بين مستشفى زايد العسكري والمؤسسات التعليمية الوطنية، التزاما واضحا يسير في اتجاه خدمة الأهداف الوطنية بشكل عام، والريادة في تقديم الخدمات العلاجية. جراحات غير مسبوقة ويقوم مستشفى زايد العسكري بدور ريادي في تقديم الخدمات الطبية المتميزة، فقد نجح أطباء المستشفى في إجراء عدد من العمليات الجراحية بصورة غير مسبوقة على مستوى الدولة، وكان للمستشفى الدور البارز في استقبال العديد من الحالات المستعصية، والتي تحول إلى المستشفى من المستشفيات الأخرى داخل الدولة، وخاصة إصابات الحوادث وتمكنت الأطقم الطبية من التدخل في الوقت المناسب لإنقاذ أرواح العديد من الحالات التي لم يتوفر علاجها في المستشفيات الأخرى، وذلك للتوجيهات الصادرة باستقبال وعلاج الحالات الطارئة، بالتنسيق مع المستشفيات الأخرى في الدولة. أما المهمة الأطول للكوادر الطبية العسكرية فكانت في كوسوفو، حيث برز دور الأطقم الطبية المواطنة في الخدمات الطبية التي كانت تقدم لشعب كوسوفو، وبرز في تلك المهمة مشاركة المجندات من الإناث سواء كطبيبات أم كممرضات، وقامت القوات المسلحة بإعادة تأهيل أحدث المستشفيات المحلية بصورة كاملة، وأطلق عليه مستشفى الشيخ زايد، واستمر المستشفى في استقبال وعلاج الحالات المرضية حتى يومنا هذا. وفي العراق، لم يقل التواجد عن باقي المناطق، فقد قامت القوات المسلحة متمثلة في سلاح الخدمات الطبية بإعادة تأهيل أحد المستشفيات المدمرة في العاصمة العراقية بغداد، وذلك في فترة زمنية قياسية، حيث بدأ المستشفى، والذي أطلق عليه مستشفى الشيخ زايد، باستقبال الحالات المرضية من العراقيين بأعداد كبيرة. وما زال المستشفى يقدم خدماته للمواطنين العراقيين حتى هذا الوقت. مساعدة للمتضررين أما في باكستان وبعد تعرض البلاد هناك لزلزال مدمر، سارعت القوات المسلحة وبتوجيهات القيادة السياسية الرشيدة بمد يد العون للمتضررين من جراء الزلزال وفي وقت قياسي انتقل المستشفى الميداني إلى تقديم الخدمات العلاجية المجانية للمناطق المتضررة، وقد حاز المستشفى الميداني الذي افتتح في باكستان إشادة دولية كبيرة.