الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدوري القوي

3 ابريل 2011 21:58
بعض الخبراء في كرة القدم يعرفون الدوري القوي على أنه الدوري الذي ينتج فرقاً قوية تكتسح نظيراتها محلياً، وتتفوق على منافسيها خارجياً في البطولات القارية، وهذه القوة تتكرس وتزداد رسوخاً، كلما ازداد عدد الفرق القوية التي ينتجها الدوري، وكلما حافظت هذه الفرق على قوتها موسماً بعد موسم، ولفترات طويلة، ومن هنا تأتي قوة الدوري الإسباني التي يستمدها من قوة ريال مدريد وبرشلونة، وقوة الدوري الإنجليزي التي يستمدها من قوة مانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال والأمر نفسه ينطبق على الدوري الإيطالي والدوريين البرازيلي والأرجنتيني في أميركا الجنوبية، والكوري والسعودي والياباني في آسيا، وكذلك كان دورينا عندما أنتج فريقي العين والوحدة في النصف الأول من العقد الماضي، فدخل في زمرة الدوريات القوية في آسيا لسنوات معدودة. إذا ما وضعنا هذا التعريف في الاعتبار عند مقارنة دورينا قبل الاحتراف وبعده، سوف نلاحظ أن الاحتراف ساهم في إنتاج فرق قوية حققت الشق الأول من التعريف، باكتساحها نظيراتها المحلية، وبفارق أكبر مما حققه العين والوحدة في الثماني سنوات التي احتكرا فيها البطولة، ففي زمن الهواية كانت 47 نقطة تكفي لحصد اللقب، ووصلت في آخر المواسم إلى 43 نقطة، في حين حصد أول بطلين لدوري الاحتراف 55 و 58 نقطة على التوالي، وهذه قوة كان لابد وأن تنعكس خارجياً. والفشل في ترجمتها قارياً لا يعود إلى ضعف الفرق الأخرى في دورينا، كما يروج البعض، ولكنه يعود إلى القرارات والممارسات الإدارية الخاطئة بدءاً من اختيار المدربين والأجانب، ثم قرارات الاستغناء والتبديل، وعدم القدرة على فرض الانضباط، وإيجاد منظومة متجانسة، مما يحول هذا البطل المرعب إلى فريق عادي في الموسم التالي، يدخل في حسابات الهبوط، ولا يتمكن من حصد نصف نقاطه في الموسم السابق. ما يفتقده دورينا ليستعيد عافيته ويقدم فرقاً قادرة على المنافسة قارياً، هو الاستقرار والمحافظة على المستوى نفسه والبناء عليه، وهذا ما لم يتحقق لدينا حتى الآن إلا في نادي الجزيرة الذي لولاه لما شعرنا بأننا دخلنا عصر الاحتراف، فالاحتفاظ بالمدرب براجا لثلاثة مواسم متتالية، رغم فشله في إحراز البطولة التي كانت دائماً قريبة، ممارسة احترافية عالمية المستوى، لا أعتقد أن هناك من سبق إليها في المنطقة العربية بأسرها، ولعل الأهم من ذلك المنظومة الاحترافية التي ينخرط فيها الفريق ككل، حيث كل يعرف اختصاصه، ويعمل ويتكلم في إطاره. النجاح الباهر الذي حققه الجزيرة محلياً وسيتوجه ببطولة هذا الموسم يؤهله دون شك ليكون سفيراً مشرفاً للكرة الإماراتية، وهذا ما سيتحقق قريباً جداً إذا ما واصل على هذا المنوال، إن لم يكن هذا العام، ففي العام القادم، وفريق بني ياس يسير على إثره إذ استطاع أن يقاوم كل الضغوط الدافعة نحو القرارات الانفعالية، وحقق نجاحات باهرة مكنته من تعزيز مركزه المتقدم، وبات على بعد خطوة من ضمان التأهل للبطولة الآسيوية. احترافية الإدارة هي ما يجب أن تسعى له أنديتنا، وأول درس من دروس الاحترافية، هي نبذ الانفعالات وتجنيب العواطف عند اتخاذ القرارات، وأعتقد أن أنديتنا خرجت بما يكفي من الدروس من تجاربها. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©