السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أوبريغادو» برتغال

13 يوليو 2016 22:08
تبرأنا من هذا المنتخب البرتغالي، لعناه في الجهر والعلن، في كل مرة كان يقفز فيها دوراً من الأدوار في ملهاة بطولة أوروبا للأمم، كنا نعتب على الحظ ونلومه على أنه يقف أحياناً إلى جانب الأغبياء، لم يكفنا أن يكون لهذا المنتخب البرتغالي قائد هو الإمبراطور كريستيانو رونالدو الذي ما غصبنا أحد على أن نمنحه عرش الكرة العالمية ليتقاسم إمبراطورية السحر والإبداع مع ليونيل ميسي، لم يكن ذلك كافياً لأن نرأف به أو نستحي من بيع جلده وهو حي يرزق. صحيح أنني لم أتحمس للمضمون الجمالي للأداء البرتغالي، وأبداً لم تستهوني الطريقة التي تدبر بها مبارياته الثلاث عن الدور الأول التي خرج منها كلها متعادلاً بتصاميم تكتيكية غير معشوقة اليوم، إما لغلوها في الانغلاق دفاعياً وإما لإشهارها سلاح إعدام جمالية الأداء عند المنافسين، إلا أنني كنت وما زلت مؤمناً بأن كرة القدم لا ترفع لقمم المجد ولا تمنح قلادات البطولة، إلا لمن يستحق ذلك بالأداء الواقعي والبراجماتي وبسلطان الحظ الذي إن حضر شتت كل ما له صلة باللعب السوريالي. في المنتخب البرتغالي هناك كثير مما لا يعشقه الرومانسيون وكثير مما تفرضه كرة القدم، مما يقود رأساً للألقاب وللتتويجات، الالتزام الجماعي بالجانب الخططي المؤسس على المقومات الفنية للاعبين، صحيح أن المنتخب البرتغالي به لاعب خارق اسمه رونالدو، ولكن ليس كل من يلعب بصفوف المنتخب البرتغالي من جنس الدون، قد نرى في ناني ملمحاً من رونالدو وفي كواريزما جينات تشبهه، إلا أن النجم المطلق داخل هذا الفيلق البطولي هو روح الفريق، وهو بالتأكيد النهج التكتيكي المتطابق تطابقاً كاملاً مع المتاع الفني والتكتيكي للاعبين الذين انتقاهم بجودة ودراية عالية المدرب فرناندو سانتوس. سمعت في كثير من منتديات الحوار التي انتشرت بالطول والعرض في كل القارات، أن المنتخب البرتغالي سرق تأهله إلى المباراة النهائية، وأن الحظ كان له نعم السند للوصول إلى نقطة الختم، واستدل كل هؤلاء على أشياء كثيرة أهمها النهج التكتيكي الذي يجلب الكآبة، وكأني بكرة القدم أرادت أن تعاقب كل من يتطاول على منطقها الرائع، فجعلت من المنتخب البرتغالي بطلاً بعلامة الاستحقاق الكاملة، بطل لم يسرق لقبه، بطل لا يهم إن كنا أحببناه أم كرهناه، المهم أنه سيعتلي لأربع سنوات كاملة عرش كرة القدم الأوروبية. في النهاية أقول «أوبريغادو» برتغال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©