الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المعرض يسرق الأضواء في «نسخة السينما»

المعرض يسرق الأضواء في «نسخة السينما»
13 يوليو 2016 21:30
نيقوسيا (أ ف ب) أرادت فرنسا أن تظهر فخرها بما آلت إليه «إمبراطورية توسعها» في العالم ولا سيما في أفريقيا، ولم تمانع السلطات العليا في إقامة الألعاب الأولمبية الثانية أي باريس، ضمن المعرض العالمي في أولى إشارات المزج بين المصالح والطموحات والغاية من جعل الرياضة مرآة الشعوب تعكس تطورها ونهضتها. بعد النجاح الذي تميزت به الألعاب الأولى، اعتقد كثيرون أن أثينا وأولمبيا ستكونان مركزاً دائماً للمنافسات المنبعثة من التاريخ العريق، لكن اللجنة الأولمبية وتكريماً لمؤسس الألعاب الحديثة البارون بيار دو كوبرتان ارتأت أن تقام الألعاب التالية عام 1900 في فرنسا بالعاصمة باريس. انطلقت المنافسات 20 مايو، واستمرت حتى 28 أكتوبر، كونها ذابت في المعرض العالمي. وشارك فيها 997 رياضياً، بينهم 22 امرأة من 24 بلداً، والبلدان الجديدة في عائلة المسابقات هي: بلجيكا وبوهيميا وهايتي وإسبانيا وايطاليا وكندا وهولندا والنروج، والهند أول بلد آسيوي في الألعاب التي شهدت مسابقات في الدراجات والجمباز والجولف والتجديف والفروسية والكريكيت والسلاح وألعاب القوى واليخوت والسباحة والركبي والرماية والتنس وكرة القدم. وتبارت السيدات في التنس والجولف، وسجل التاريخ أن البطلة الأولمبية الأولى هي إنجليزية، وتدعى تشارلوت كوبر التي حصدت ذهبية الفردي في التنس والفضية في الزوجي المختلط مع رجينالد دورثي. وفي حين حلت فرنسا أولى في ترتيب الميداليات برصيد 26 ذهبية، ولم تحصل اليونان وهايتي وإسبانيا على أي ميدالية. لقد حجب المعرض متعدد الأهداف، الذي دشن به الرئيس إميل لوبيه عهده، الألعاب، لا سيما أن مناسبات جانبية كثيرة اخترقت الاهتمام وفيها زيارة قيصر روسيا ألكسندر الثالث الذي حضر ليجسد التحالف بين الدولتين، ويدشن الجسر فوق نهر السين الذي حمل اسمه. واستقطبت عاصمة النور نحو 50 مليون زائر، ما سجل نجاحا منقطع النظير للمعرض في مقابل ثلاثة آلاف تابعوا الألعاب التي «بخل» عليها حتى بلافتات إعلانية، فغابت في الزحام حتى أن بعض المسابقات أقيمت في أماكن غير معهودة بها ولا تدخل في أنظمتها وتجهيزاتها، وفيها بعض المصانع الخاصة بإنتاج السكاكين وأدوات المائدة التي استضافت مسابقات المبارزة. واستخدمت قوارب الإنقاذ والنجاة لسباقات التجديف، وأضيفت ألعاب ترفيهية موازية، مثل الصيد في نهر السين، والتزحلق على الجليد، كما أن الدورة لم تشهد كلمات بروتوكولية أو حفل افتتاح، ووحدها ألعاب القوى حافظت على مثلها ومثالياتها من خلال اقامتها في نادي «راسينج كلوب دو فرانس»، حيث تبارى نحو 600 رياضي.. دورة همش خلالها ما نادى به دو كوبرتان وسعى لإحيائه، لكن لحظاتها حفظت سينمائياً للمرة الأولى من خلال الاختراع الجديد. ويصف المؤرخ لويز فان لي أحد الذين عاصروا تلك الألعاب، بأنها كانت «استثنائية وأشبه بكرمس وحفلات، بعض فقراتها حفل بالمنافسة، والبعض الآخر بالترفيه والتسلية والأشياء الغريبة». ونظراً لبدائية الأدوات المستخدمة والأماكن التي أحضنت المنافسات. «والخلط» الذي كان قائما بين المعرض الدولي والمباريات. بقيت نتائج كثيرة مسجلة غير دقيقة أو واضحة، إن من ناحية الأوقات أو المسافات، أو الأشخاص الذين حققوها. ومثلا كانت مزاولة ألعاب القوى محصورة بالتلامذة في فرنسا على خلاف ما كان متعارف عليه في الدول الإسكندنافية السويد والنروج وفنلندا والولايات المتحدة، فلا عجب إن جاءت النتائج حينها، وكأنها لأبطال من فئة الفتيان ما عدا بعض الأرقام الأميركية... ويسجل أيضا أن المقويات لم تكن معهودة ورائجة، والتي ضخمت لاحقا أجسام أبطال الرمي، فتحسنت الرميات... والأبعاد. ولم يكن مزاولو الرياضة، وقتذاك كثرا ليرتادوا الملاعب والساحات التي احتضنت المباريات، غير أن الفضول حمس على الحضور والمتابعة. وعلى الصعيد التقني كانت مزاولة الألعاب على جانب بسيط من الهواية مع اجتهادات شخصية، فالعداؤون يتدربون على الأرصفة والطرقات العامة... ويستحمون بعدها بمياه الدلو، فلا عجب أولاً، أن الأوروبيين تعرضوا لمواقف محرجة خلال المسابقات، أو للتزحلق والوقوع بعيد الانطلاق في السباقات، باعتبار أن أسلوب المتحفز والاستعداد كان بدائياً، والأرضية غير ملائمة. ومن عدائي تلك الحقبة الذين «عملوا واجتهدوا على أنفسهم» الفرنسي جاستون راجولو الذي كان يهوى جري المسافات الطويلة وعزم على التصدي للجري ضد الساعة، فواكبه الصحفي بول شامب بصفة ميقاتي يضبط وقته. وبعد نحو نصف ساعة من إذن الانطلاق أوقفه بطلقة مسدس. وأوضح له حين استفسر راجولو عن السبب بأنه أوقف ساعة التوقيت عن طريق الخطأ، وقال له «لا بأس تستطيع معاودة المحاولة لاحقاً»!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©