الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هندوراس...حرب إعلامية على أنصار «زيلايا»

هندوراس...حرب إعلامية على أنصار «زيلايا»
29 سبتمبر 2009 23:59
أغلق الجنود في هندوراس محطتين إعلاميتين مواليتين للرئيس المخلوع مانويل زيلايا، بعد أن منحت الحكومة المؤقتة نفسها بمقتضى مراسيم صلاحيات جديدة تسمح لها بتعليق حرية التعبير وحظر المظاهرات الاحتجاجية إذا كانت «تعرقل السلام». وقد تزامنت هذه الخطوة مع قيام الرئيس الهندوراسي المؤقت روبيرتو ميتشيليتي بطرد فريق من منظمة الدول الأميركية كان يسعى لإعادة إحياء الحوار بين الحكومة وزيلايا، الذي عاد الأسبوع الماضي ويمكث في السفارة البرازيلية منذ ذلك الوقت. وعلاوة على ذلك، منح ميتشيليتي البرازيل يوم الأحد مهلة عشرة أيام حتى تحسم أمرها بشأن ما إن كانت ستمنح زيلايا اللجوء السياسي. ويرى خصوم ميتشيليتي أنه يعمل بشكل متزايد على عزل هذه الدولة الواقعة في أميركا الوسطى، والتي ابتليت بأسوأ أزمة سياسية تعرفها المنطقة منذ عقود بعد أن أُوقف زيلايا وطُرد من البلاد في الثامن والعشرين من يونيو الماضي. كما تواجه تدابيره المتشددة خطر التسبب في رد فعل داخلي قوي والإضرار بالديمقراطية الهشة في هذا البلد الصغير لسنوات عديدة مقبلة. ولكن من الناحية التكتيكية، يرى العديد من المراقبين أن هذه الخطوات أساسية لضمان عدم تدهور الوضع الأمني. والواقع أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها حظر وسائل إعلام موالية لزيلايا منذ اندلاع الأزمة، غير أن حكومة «ميتشيليتي» تقول إنها لا تضيق على حرية التعبير سعياً وراء مكسب سياسي ما حيث وصفت المرسوم الجديد في بلاغ أذيع على الصعيد الوطني باعتباره طريقة «لضمان الأمن والنظام العام في البلاد، وردا على دعوات التمرد التي أطلقها زيلايا علنا». ويأتي قمع وسائل الإعلام بموازاة مع دعوة زيلايا إلى مسيرة «عيد ميلاد» حاشدة يوم الاثنين بمناسبة مرور ثلاثة أشهر على تنحية زيلايا، الذي كان قد تحدى حكما قضائياً بالإحجام عن تنظيم استفتاء بشأن تشكيل هيئة لتعديل الدستور. ولكن منتقديه يقولون إنه كان يسعى من وراء ذلك إلى إلغاء الحد الأقصى لعدد المرات التي يجوز فيها للمرء الترشح لمنصب رئاسة البلاد، وهو ما ينفيه جملة وتفصيلا. «إنني أدعوكم لتعبئة أنفسكم عبر كل أرجاء هندوراس، وعلى كل من يستطيع القدوم إلى تجوسجالبا للمشاركة في المعركة النهائية ألا يتخلف عن ذلك»، هكذا قال «زيلايا» لأنصاره في بلاغ على «راديو جلوبو»، الذي داهمته قوات الشرطة يوم الاثنين. لكن أنصاره يقولون إن احتجاجاتهم لا تحرض على العنف، وإنما تسعى لإعادة الديمقراطية حيث يقول خوان باراهونا، أحد زعماء الحركة الموالية لزيلايا، إن أنصار الديمقراطية سيستمرون في الاحتجاج بطريقة سلمية، رغم أن حقوقهم تُنتهك عبر الاعتقالات التعسفية والعنف مضيفا «إن شعب هندوراس قد خرج إلى الشوارع». وكان التوتر الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر قد اشتد الأسبوع الماضي حين تسلل زيلايا إلى البلاد، بعد ثلاثة أشهر تقريبا قضاها في المنفى، الأمر الذي دفع بلدانا إلى الدعوة إلى جولات جديدة من الحوار، وذلك بعد فشل جهود سابقة كانت مركزة على مخطط لرئيس كوستاريكا أوسكار أرياس. وكان الكثيرون يعتقدون أن عودة زيلايا ستضع مزيدا من الضغوط على ميتشيليتي لحمله على التفاوض، وبخاصة حول المطلب الرئيسي المتمثل في عودة زيلايا إلى منصبه. ولكن ميتشيليتي يرفض التزحزح عن موقفه على ما يبدو. فبعد أن أعلن الأسبوع الماضي أن منظمة الدول الأميركية يمكنها العودة للمساعدة الى التوصل إلى حل، قام يوم الأحد بطرد أربعة أعضاء من وفد من المنظمة. وفي هذا الإطار، أعلن جون بيل، المستشار الخاص لمنظمة الدول الأميركية، يوم الأحد أن أربعة أعضاء من فريقه المكون من خمسة أفراد - وهم أميركيان وكندي وكولومبي - رُحلوا من هندوراس على متن طائرة. وقال بيل للصحافيين، وهو شيلي الجنسية سُمح له بالبقاء: «إن مسؤولا رفيع المستوى قال لنا إننا مطرودون لأننا لم نُخطر (الحكومة المؤقتة) بأننا قادمون». وكان الفريق يحاول الإعداد لزيارة أمين عام منظمة الدول الأميركية خوسي ميجيل إينسولزا إلى البلاد؛ وفي هذا السياق، قال وزير خارجية الحكومة المؤقتة «كارلوس لوبيز» إن أعضاء الفريق مُنعوا من دخول البلاد لأنهم لم يُشعروا السلطات بقدومهم؛ غير أن زعيم المقاومة «باراهونا» وصف قيام الحكومة بترحيل مبعوثي المنظمة وقمع وسائل الإعلام، ومن ذلك محطة تلفزيونية موالية لزيلايا، بـ «العمل الفاشي»، مضيفاً «إنه نظام قمعي ولا يحترم وفودنا». إلى ذلك، هاجم «ميتشيليتي» الحكومة البرازيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهدد بعواقب لم يحدد ماهيتها في حال لم تقم البرازيل بتسليم زيلايا للسلطات أو منحه اللجوء السياسي في غضون عشرة أيام. ويأتي التهديد بعد أن قال «ميتشيليتي»، الذي وعد بأنه لن يقوم بمداهمة السفارة، الأسبوع الماضي إن «زيلايا» يمكن أن يبقى هناك طالما شاء. غير أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رفض الإنذار قائلا إن حكومته «لا تقبل أي مهل من انقلابيين». مايك فولك – هندوراس سارة ميلر لانا–المكسيك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©