الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أه.. يا.. مارك

أه.. يا.. مارك
25 ابريل 2018 03:22
أبوظبي (الاتحاد) العملاق ايجور سيلفا بطل العالم.. المصنف الأول عالمياً في الموسم الحالي.. مسيرة حافلة من الإنجازات والميداليات والمجد.. شهرة عالمية تملأ الآفاق.. شخصية قوية رصينة.. يأسر الجميع بهدوئه وثقته عندما تتحدث إليه.. يبدو مبتسماً.. أو يحاول أن يرسم الابتسامة على وجهه.. لكنه يملك جرحاً عميقاً بداخله.. هذا الجرح غير حياته.. ودفعه للتفكير في إعادة أولوياته.. لقد فقد ايجور أعز أصدقائه هو مارك في عام 2007، فقده، وهو في عنفوان الشباب.. كان مارك أقرب شخصض إليه، لاعب جو جيتسو من العيار الثقيل.. يتدرب معه.. يخرج معه.. يتحدث معه في كل شيء.. فجأة دهمته الآلام.. شعر بالخطر.. تزاحمت عليه الآلام. وقال ايجور سيلفا: أصيب صديقي مارك بالسرطان في عام 2006، كل شيء تغير في حياته.. وأنا أيضاً كنت أتغير معه.. كنت أضحك معه وقلبي ينزف.. كنت أواسيه، وأشعر بخنجر الحزن مغموساً في صدري.. أحاول أن أخرجه من شعوره.. وأنا ممزق.. بدأ جسمه ينحل.. يذبل.. بدأ خطوات الرحيل قبل أن يرحل.. من بطل عملاق تحول إلى شبه هيكل عظمي.. وأكثر ما كان يؤلمني أنه كان يشعر بأنه لا أمل في الحياة.. لأنه كان يرى بعينيه ماذا يحدث له.. والمأساه لا تتعلق به وحده.. ولكن بأسرته أيضاً.. مات مارك بعد عام من الآلام والتنهدات والآهات.. مات وتركني وحيداً.. شعرت أنني فقدت كل شيء.. فقدت الروح قبل المشاعر.. ضاع مني طريقي.. جلست في البيت لفترة ليست بالقصيرة تكويني نيران أحزاني.. تدهمني آهاتي.. ترافقني دموعي.. صورته لا تفارق خيالي.. بعد وفاته اكتشفت أنه كان كل شيء في حياتي.. ولكن.. ماذا أفعل؟ فكرت هل انتهيت أنا معه؟، هل ما حدث لمارك هو نقطة النهاية في حياتي؟، كلا.. بل يجب أن تكون نقطة البداية.. يجب أن أكون وفياً لصديقي.. يجب أن أهديه كل الإنجازات.. أن أمنحه كل المجد، وأن أذكره من على منصات التتويج، نعم هذا هو الوفاء الحقيقي لمارك. ويتابع: تغيرت حياتي زادت حوافزي امتلأ قلبي وعقلي بالإصرار.. لن ألعب لنفسي وحدي، سوف ألعب وأفوز من أجل مارك.. إنه يستحق كل التضحيات.. في نفس العام شاركت في بطولة العالم بالبرازيل فزت بها وتوجت بالذهب.. احتفظت بقميصه معهي ورفعته على منصة التتويج.. حرصت على أن تلتقط كل صورة لي وأنا أحضن قميص مارك.. كان الناس يحتفلون بالنصر والإنجاز، وكنت أحتفل بدموع ذكرياتي مع صديقي.. أهديته الإنجاز.. وبعدها شاركت في بطولة أوروبا فزت بالمركز الاول فيها.. أشارك في كل البطولات وعيني على الذهب لأن مارك كان ذهباً، بعد أن مات لم أستطع تعويضه، ولم أجد من يملأ فراغه. وأوضح «مشواري مع الجو جيتسو بدأ مبكرا، أمارس هذه الرياضة منذ صغري.. عند 13 عاما، كنت ألعب كرة القدم كمهاجم في البداية، وأحب الكرة حتى الآن، لكني أحب القتال والدفاع عن نفسي واستعراض إمكاناتي، عرفت الجو جيتسو من أصدقائي كانوا يتدربون في الأكاديمية، رأيتهم وقررت أن أنضم إليهم.. وبدأت أشارك في البطولات وأرتقي في الأحزمة.. حياتي كلها قتال. وتذكر ايجور سيلفا النزال الذي لا ينساه أبداً في مسيرته، وقال: هو نزال شاركت فيه خلال بطولة العالم بالبرازيل عام 2006، ضمن فئة الحزام البني، وذهبيتي التي حصلت عليها هي التي قادتني إلى الحزام الأسود، لأن النزالات كانت كلها قوية، من العيار الثقيل فزت في النزال الأول منها بالأفضلية، والثاني بالنقاط، والثالث بالاستسلام، والرابع بالنقاط، والخامس بالأفضلية في النهائي، ومن أقوى وأصعب نزال في مسيرتي ذلك المتكرر الذي جمعني مرتين مع لوسيو لاجارتو في عامي 2013 و2014، في النزال الأول كنت قد طوقته بحركة الخنق بالقدم «الترايانجل» ولكنه تخلص منها، وأجبرني على الاستسلام فهزمني، ولأن الخسارة أوجعتني قررت أن أفوز عليه، وأن أثأر لنفسي، والتقينا في العالم التالي بنفس البطولة، وهي بطولة أوروبا المفتوحة، وهزمته ولم أنس هذه المواجهات لأنها كانت مؤثرة في حياتي. وضاف: الجو جيتسو كانت الجسر الذي عبرت منه أحزاني إلى شاطئ الأمل.. لقد نسيت به كل آلامي، وأخرج به من كل المعوقات.. أنا أكسب الآن قوت يومي من اللعبة لأنني أعمل مدرباً، وأعيش أفضل حياة كوني أعمل في نفس مجال هوايتي، وأتوقع أن يكون 2018 أسعد أعوام مسيرتي، أتصدر التصنيف العالمي حاليا، وأتمنى أن أفوز في مونديال أبوظبي حتى أحافظ على الصدارة، وأصعد منصة التتويج كوني المصنف الأول عالميا في وزن 110 كجم للحزام الأسود بالغين، وهو أصعب وزن وأصعب فئة يشارك فيها الأبطال، سوف أهدي الصدارة إلى مارك وإلى كل من يحبوني ويحبوه، وأهديها أيضاً إلى «فن الترويض» الذي أعتبره الملاذ الأمن لي عندما تواجهني أي مشكلة، أعتز بهذه الرياضة التي تعلمت منها الانضباط والتحدي والتحمل، والكثير من دروس الحكمة في الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©