السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«التعايش» استراتيجية «أوبك» لاحتواء منتجي النفط الصخري

«التعايش» استراتيجية «أوبك» لاحتواء منتجي النفط الصخري
28 مايو 2017 20:46
فيينا (رويترز) تجاهل متبادل في البداية ثم صراع محتدم، وأخيراً الدخول في حوار رغم تعارض الأهداف، هكذا تطورت العلاقة بين منظمة «أوبك» وصناعة النفط الصخري الأميركية تطوراً كبيراً منذ اكتشفت المنظمة ظهور منافس غير متوقع في سوق رئيسة لنفطها قبل نحو خمسة أعوام. وحضر القائمون على صناعة النفط الصخري إلى فيينا الأسبوع الماضي وترتب «أوبك» لرحلة يقوم بها كبار مسؤوليها إلى تكساس لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية للتعايش بين الصناعتين أم أنهما تتجهان لصراع حاد آخر في المستقبل القريب. واتفقت الدول الأعضاء في «أوبك» والمنتجون من خارجها يوم الخميس الماضي على تمديد تخفيضات الإنتاج لمدة تسعة أشهر حتى مارس 2018، مما يعني بقاء نحو اثنين بالمئة من الإنتاج العالمي خارج السوق في مسعى لتعزيز الأسعار، لكن «أوبك» أدركت الآن أن تخفيضات الإمدادات والأسعار الأعلى إنما تسهل على قطاع النفط الصخري تحقيق أرباح أعلى بعد أن وجد سبيلاً لخفض التكلفة حين رفعت السعودية الإنتاج على مدى السنوات الثلاث الماضية. وفي حوض برميان، أكبر حقل نفطي أميركي، تضخ شركات من بينها برسلي إنرجي ودياموندباك إنرجي بأسرع معدلات في سنوات مستغلة التكنولوجيا الجديدة وانخفاض التكلفة واستقرار أسعار النفط لتجني أرباحاً على حساب «أوبك». وتعترف أحدث حسابات لـ«أوبك» بمكانة النفط الصخري لكنها تسعى لعرقلة نموه من خلال إتاحة إمدادات كافية في السوق للاحتفاظ بالسعر دون 60 دولاراً للبرميل. وقال نور الدين بوطرفة، الذي مثل الجزائر في اجتماع «أوبك»: «كل شركات النفط الصخري شركات صغيرة. في الواقع عند سعر بين 50 و60 دولاراً للبرميل لا تستطيع صناعة النفط الأميركية تجاوز العشرة ملايين برميل يومياً»، وهذا هو المستوى الذي قدر العديد من المحللين أن إنتاج النفط الأميركي سيبلغه، أي بزيادة مليون برميل يومياً، وهي قفزة كبيرة لصناعة شهدت عشرات الإفلاسات في 2015 و2016، فضلاً عن الاستغناء عن آلاف العاملين بسبب حرب الأسعار مع «أوبك» على مدار عامين. ومع ذلك قد تكون الكميات الإضافية غير كافية لتلبية الطلب العالمي المتزايد، أو تعويض التناقص الطبيعي في حقول النفط التقليدية، وهو ما تعول عليه «أوبك». ويحرص بعض أعضاء «أوبك» على ما يبدو على إظهار تخليهم عن أي أفكار ساذجة سابقة بشأن النفط الصخري، مما جعله موضوعاً مهماً في اجتماع المنظمة يوم الخميس رغم أنه لم يكد يذكر من قبل، وتناولت المناقشات نقاط ضعف النفط الصخري بما في ذلك ارتفاع تكلفة الخدمة. وقال وزير نفط الإكوادور كارلوس بيريز: «أجرينا مناقشات بشأن النفط الصخري ومدى تأثيره، لكن لا نسيطر على ما تفعله الولايات المتحدة»، وحين طلبت وفود «أوبك» من مارك بابا، الرئيس التنفيذي لسنتنيال ريسورسيز ديفلوبمنت، استعراض مستقبل النفط الصخري الأسبوع الماضي بدا أنه لا يريد كشف أوراقه، وقال نيلسون مارتينيز، وزير نفط فنزويلا، بعد المحادثات: «من حيث التهديد ما زلنا لا نعلم كمية (النفط الصخري الأميركي) التي ستنتج في المستقبل». من نفس المنظور، قد يرغب بعض القائمين على صناعة النفط الصخري الأميركية في فهم تفكير «أوبك» ومساعدة المنظمة على إدراك أن النفط الصخري ليس بالأمر العارض، وقال ديف برسل، من تودور بيكرينج هولت آند كو، وهو بنك استثمار متخصص في النفط الصخري الأميركي حضر اجتماع «أوبك» للمرة الأولى، «تنظر «أوبك» للنفط الصخري باستخفاف، ثمة تشكك على مستوى العالم لأسباب منطقية لكنه يتجاهل جوهر المسألة». ويسعد توافر البديل بعض عملاء «أوبك»، وقالت الهند ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم الأسبوع الماضي إنها تتطلع إلى الولايات المتحدة للحصول على إمدادات أكبر. وقال وزير الطاقة الهندي دارمندرا برادهان، الأسبوع الماضي قبيل اجتماع «أوبك» «يجب قبول الواقع الجديد». ويعقد اجتماع «أوبك» المقبل في نوفمبر المقبل لدراسة سياسة الإنتاج، وفي حين يبدو أن معظم أعضاء المنظمة يعتقدون في الوقت الحالي أنه يجب وضع النفط الصخري في الحسبان فلا يزال البعض في «أوبك» يرى صراعاً جديداً في الأفق. وقال وزير النفط النيجيري إيمانويل كاتشيكو: «إذا وصلنا لنقطة نشعر فيها بالإحباط جراء عمل متعمد من جانب منتجي النفط الصخري للإضرار بالسوق فإن «أوبك» ستجتمع مرة أخرى لبحث ما ينبغي أن نفعله».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©