السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاريع الطرق.. لاستقرار أفغانستان

29 مارس 2015 21:57
إن القيادة على طول الطرق في أفغانستان لا تشبه القيادة في أي مكان آخر في آسيا. فيمكن لحركة المرور أن تتوقف لساعات، ويمكن لمحرك السيارة أن يتعطل على مطلع لجبل في قرية نائية. وفي المدن المتمردة في مقاطعة «وردك»، وجد بعض السائقين أنفسهم مغمورين في حفرة كبيرة من العبوات الناسفة تكفي لابتلاع شاحنة ذات 18 عجلة. وليس من قبيل المبالغة أن نقول إن طرق أفغانستان في حالة متدنية بصورة مثيرة للدهشة. وقد لاحظت صحيفة «واشنطن بوست» مؤخراً أن الحكومة غير قادرة على المحافظة على معظم الطرق التي تم تشييدها منذ دخول القوات الأميركية البلاد في عام 2001. وتكمن المشكلة في طليعة الأجندة الطموحة للرئيس الأفغاني «أشرف غاني» عندما وصل إلى البيت الأبيض يوم الثلاثاء. ويأمل غاني ضمان مساعدات اقتصادية طويلة المدى، حاسمة لوضع أفغانستان كمركز تجاري في قلب وسط آسيا. وقبل أن تتحقق هذه الرؤية، فإن تجار أفغانستان بحاجة لنقل بضائعهم إلى الأسواق. وليس هناك مكان أفضل لتجسيد المشاكل التي تواجه رؤية «غاني» أكثر من الطريق السريع «جارديز -خوست» الذي يمتد بطول 101 كيلومتر ويربط بشكل فعال بين كابول في شرق أفغانستان وباكستان. قد دعت الخطط الأولية لإقامة هذا الطريق إلى إنشاء نظام قومي للطرق السريعة، على غرار الطرق السريعة بين الولايات الأميركية. وتم تكليف الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بإنشاء طريق رئيسي على بعد مسافة معقولة من ثلثي سكان أفغانستان. وهذا الطريق الرئيسي هو المعروف حالياً ب«الطريق الدائري» أو «الطريق السريع». وباستثناء «الطريق الدائري»، فإن الطرق السريعة الوطنية تربط شبكة واسعة من الأقاليم بكابول. وتتفرع طرق ثانوية من هذه الطرق السريعة وتمتد في المناطق القبلية النائية. واعترفت الولايات المتحدة وحلفاء «الناتو» بضرورة وجود طرق جيدة التشييد لتأمين أفغانستان، وأنفقوا نحو 4 مليارات دولار قيمة تكاليف البناء والصيانة على مدى أكثر من عقد من الحرب. ورغم هذه النفقات الهائلة، وجد البنك الدولي العام الماضي أن 85? من الطرق الأفغانية لا تزال في «حالة سيئة». ومن الممكن أن يساعد استكمال طريق «جارديز -خوست» في هذا. فهو سيمتد بطول 101 كيلومتر، ليربط كابول وشرق أفغانستان بطريق «غلام خان» السريع في باكستان. وتبلغ تكلفة المشروع نحو 320 مليون دولار، معظمها سقط في أيدي زعماء العشائر التي لها علاقة بحركة «طالبان». وقد ظل الطريق تحت الإنشاء منذ عام 2003. وتتوقع هيئة المعونة الدولية الأميركية أن يتم الانتهاء منه بحلول شهر ديسمبر، مع وصول إجمالي التكاليف إلى ما يقرب من 5 ملايين دولار لكل ميل. وهذا يأخذ في الحسبان المهمة المكلفة لتأمين الطريق: حيث إن طواقم العمل بمفردها تتكلف 700 ألف دولار لكل ميل. كما أن هذا أيضاً يمثل معركة للإرادة السياسية للإبقاء على المشروع في مساره الصحيح. وخلال عمر هذا المشروع، أهملت الولايات المتحدة، ثم أعادت التركيز، وفي النهاية انسحبت من أفغانستان. ولا تخطط الولايات المتحدة لإنفاق أكثر من ذلك لصيانة الطرق. وهذه مشكلة: فبدون الدعم الأميركي، والأمن والتمويل، يزعم «محمد عارف ريسكل»، مدير إدارة الصيانة في وزارة الأشغال العامة في أفغانستان، أن مزيداً من الصيانة لهذه الطرق سيكون أقرب إلى المستحيل. إن صيانة الطرق في أفغانستان ليست ببساطة إرسال فريق الصيانة. ففي أسوأ سنوات الحملة الأميركية، كان يتعين على الجيش إرسال فصيلة عسكرية كاملة للحفاظ على عمال الطرق. وفي 2014 وحدها، قامت قوات الأمن الأفغانية باكتشاف 200 عبوة ناسفة على «الطريق الدائري». وقبل ستة أشهر، تم إجبار مفتشي البنك الدولي على الحد من مهمتهم التفتيشية بعد استهدافهم مباشرة من قبل «طالبان». إن المعركة من أجل الحفاظ على طرق أفغانستان تعد اختباراً لقدرة الرئيس «غاني» على الحكم، حيث إن حركة «طالبان» لديها مصالح شخصية في استصلاح شبكات النقل داخل المحافظات القبلية. والدافع وراء زيارة الرئيس غاني إلى واشنطن هو عدم قدرته على ممارسة نفوذ خارج مدينة كابول، الأمر الذي يزيد من صعوبة قضايا تتعلق بالتمويل والفساد. ساجار إنجيتي* *محلل سياسي مقيم في نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تربيون نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©