السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الخاسرون في «اكسبو شنغهاي»

28 مايو 2010 23:33
الأصل أن معرض “اكسبو العالمي” في شنغهاي هو حدث يثير الراحة في النفس لأن باستطاعة جميع دول العالم تقديم أفكار جديدة خلال المعرض لحل مشاكل المستقبل وأن تقدم نفسها من أفضل زاوية ممكنة. هذا ما يعرفه نحو مئتي ألف زائر يوميا للمعرض، إلى هنا والأمر طيب. أما أن يكون هناك خاسرون لـ”اكسبو 2010” فهذا هو ما يعرفه القليلون حيث إن رجل الاقتصاد الصيني فينج شينغهو يخضع لرقابة صارمة من قبل السلطات الأمنية. اضطر شينغهو لسماع الخبر المؤلم بأنه شخص غير مرغوب به في المعرض و ذلك رغم أن المعرض يعاني من نقص في عدد الزائرين. وتنظر السلطات الأمنية في الصين لشينغهو على أنه “مصدر قلق” حيث أراد على سبيل المثال التشهير عبر الانترنت بـ”معرض ظلم القضاء”. ولكن الشرطة صادرت جهاز الكمبيوتر الخاص به. وكان فينج شينغهو قد عرف خارج الحدود الصينية في الربيع الماضي وذلك عندما مكث ثلاثة أشهر في مطار ناريتا بطوكيو كما فعل الممثل توم هانكس في فيلم “ترمينال 1” وذلك لأن السلطات الصينية رفضت السماح له بدخول الصين مما جعله يصر على موقفه إلى أن أصبحت هذه المسألة محرجة للصين. وعندما أراد زيارة المعرض الجمعة الماضي جاءته الشرطة عشية زيارته وقال له قائد مجموعة الشرطة”سمعنا أنك تريد زيارة المعرض، نحن هنا لنطالبك بعدم الذهاب”. وحذره قائد المجموعة قائلاً “أنا أعني ما أقول، أنا أمثل الحكومة”. فما كان من فينج شينغهو إلا أن رد بالقول”لا، أنتم لا تمثلون الحكومة لأن الحكومة ترحب بالجميع على أرض المعرض”. ثم جاءته الشرطة في وقت مبكر من صباح اليوم التالي وتصرفت وكأنها تريد مرافقته إلى المعرض، وبدلاً من ذلك فقد قامت باصطحابه لمركز الشرطة حيث وضع في “أحد النزل” على مدى يومين ضد رغبته قبل أن يعود لمنزله يوم الاثنين. ورغم ذلك فإن شينغهو يقول”أنا شخصياً أحب اكسبو”. وتضم الصينية خوي فوفانج صوتها لصوت مواطنها شينغهو ولكنها تشعر بالسخط لأنها فقدت منزلها بسبب المعرض. أرسلت فوفانج التماسات للسلطات المعنية في الصين على مدى أربع سنوات للحصول على تعويضات مقابل منزلها الذي هدمته السلطات لإقامة المعرض. ولكن فوفانج تعرضت للكثير من المشاكل مع السلطات حيث تعاملت معها الشرطة “كمجرمة” حسب قولها. وعرضت السلطات على فوفانج منزلا مساحته 51 متراً مربعاً مقابل منزلها الذي لم تتجاوز مساحته 40 مترا ولكن المنزل الجديد على بعد ساعتين من مدينة شنغهاي. ولكن السلطات طلبت منها 176 ألف يوان، أي ما يعادل عشرين ألف يورو لتحصل على هذا المنزل البعيد عن المدينة. وتقول الصينية فوفانج التي تعمل مصففة “لا أملك هذا المبلغ الكبير من المال”. ولم تقبل أي محكمة صينية الدعوى التي تقدمت بها فوفانج للحصول على تعويض مقابل منزلها الذي هدم من أجل إقامة اكسبو شنغهاي، ولا حتى المحكمة العليا في بكين.
المصدر: شنغهاي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©