الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الخطبة».. الجامع ذو الأبواب التسعة

«الخطبة».. الجامع ذو الأبواب التسعة
28 مايو 2017 19:47
مجدي عثمان (القاهرة) عُرف في أول الأمر بـ«جامع الخطبة»، ثم لفترة من الزمن «الجامع الأنور»، وكان الوحيد الذي تقام فيه صلاة الجمعة في عهد صلاح الدين الأيوبي، بعد أن أبطلها في الجامع الأزهر، ويعتبر ثاني مساجد القاهرة اتساعاً بعد جامع ابن طولون، كما يعد من المساجد القليلة التي شارك اثنان من الملوك في بنائها في العصر الفاطمي، إنه «جامع الحاكم بأمر الله»، الذي أمر ببنائه الخليفة العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله في سنة 380هـ - 990م، وأكمله ابنه الخليفة الحاكم بأمر الله سنة 403 هـ - 1012م، ويقع في أول شارع المعز لدين الله ملاصقاً لسور القاهرة الشمالي، ويبعد خطوات قليلة عن بوابتي الفتوح والنصر. وكان عند إنشائه يقع خارج السور الذي بناه جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين الله، من الطوب، حول مدينة القاهرة الفاطمية سنة 359 هـ - 970م، وعندما قام بدر الجمالي وزير الخليفة المستنصر سنة 480 هـ - 1087م بتوسعة المدينة من الناحيتين الشمالية والجنوبية، أقام السور الشمالي بالحجر ملاصقاً تماماً للجدار الشمالي الشرقي للجامع. وقد أتم العزيز جانباً كبيراً من بناء الجامع وخطب وصلى فيه الجمعة في الرابع من رمضان سنة381 هـ - 991م، وتوفي قبل أن يكتمل البناء، ولما تولى ابنه الحاكم بأمر الله الخلافة، أمر وزيره يعقوب بن كلس أن يتم بناء الجامع وانتهى البناء سنة 403 هـ - 1012م، لذا نُسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم، ولما أعاد الوزير بدر الجمالي بناء سور القاهرة الشمالي أدخل الجامع في نطاق السور. في سنة 702 هـ - 1303م تأثر الجامع بالزلزال الذي حدث في مصر، وتهدمت أجزاء منه، وسقط السقف، وهوت قمتا مئذنتيه، وكان ذلك في الولاية الثانية للسلطان الناصر محمد فأمر أحد أمرائه - بيبرس الجاشنكير - بإصلاح الجامع، وتم له ذلك، ثم جدده ابنه السلطان حسن سنة 1359م، وجامع الحاكم شهد عمليات إصلاح وتجديد كثيرة آخرها فترة الثمانينيات. وقد تعرض جامع الحاكم لعدد من الاعتداءات، منها بعد استيلاء الصليبيين على القاهرة سنة 1167م تحويل جزء منه إلى كنيسة، ووقت الحملة الفرنسية حولته إلى مقر لإحدى حامياتها، واستعملوا مئذنته للمراقبة، وفي أوائل القرن الـ 19 أقام فيه بعض المهاجرين الشوام مناسج للحرير ومصانع للزجاج، كما حولته وزارة الأوقاف إلى مخزن، وفي سنة 1881م تولته لجنة حفظ الآثار العربية وأقامت في الرواق الشرقي، وفي سنة 1883 تم بناء مبنى من دورين في صحن الجامع ليكون مقراً لمتحف الفن الإسلامي. وتبلغ مساحة الجامع 13.616.5 متراً مربعاً ويتوسطه صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ترتكز عقودها على دعائم من الآجر في أركانها أعمدة مدمجة، ويشبه جامع ابن طولون في مواد البناء، ويتكون إيوان القبلة من خمسة أروقة بكل رواق 17 عقداً، وكان يوجد عن يمين المدخل الحالي بابان آخران، وقد سدت جميعها، كما كان يوجد بابان في الجانب الشرقي - باب في الوسط وباب ملاصق للمئذنة - وباب في منتصف الجانب الغربي وباب للخطيب بجوار المنبر فيصير مجموع الأبواب تسعة. جمع صفوة أقوال الصحابة والتابعين البيضاوي.. «أنوار التنزيل».. يجمع فضائل التفاسير أحمد مراد (القاهرة) هو عبدالله بن عمر بن علي الملقب بالقاضي ناصر الدين البيضاوي، ولد في مدينة «البيضاء» بفارس، ونشأ في أسرة ذات علم ودين، تلقى عن والده، وعن كبار علماء عصره علوم أصول الدين والفقه، والتفسير والعربية والأدب والتاريخ وعلم الكلام والمنطق والفلسفة، وبرع في كثير من العلوم والفنون وقام بالتأليف فيها، وعاش في مدينة شيراز وتولى فيها منصب قاضي القضاة. كان تفسيره للقرآن الكريم الذي حمل اسم «أنوار التنزيل وأسرار التأويل» أهم مؤلفاته وإنجازاته العلمية، وقد حظي هذا التفسير بقبول جمهور العلماء، لما حواه من فنون ضمت كثيراً من فضائل التفاسير الأخرى، وحظي بالاهتمام والشرح والتدريس في معاهد العلم الديني، وعلى رأسها الأزهر في مصر، والزيتونة في تونس، وذلك على مدى عدة قرون. حين بدأ الإمام البيضاوي في تفسيره، أوضح أنه يجمع فيه صفوة ما بلغه عن الصحابة والتابعين وأقوال السلف، وما يستنبطه هو ومن قبله من أفاضل العلماء المحققين، فهو يفسر القرآن بالقرآن بطرق مختلفة، حيث يفسر الآية، ويبين المراد منها على ما ظهر من معناها اللغوي، ويؤيد تفسيره للآية بآية أخرى تعضد ما ذهب إليه، وبذكر آية تماثلها في المعنى من غير أن يذكر تفسيراً من عنده، ومرة تدل الآية على حكم فقهي، فيتخذ البيضاوي فيه مذهباً، ويأتي بآية أخرى دليلاً إلى ما ذهب إليه، ويورد الأحاديث، ويستشهد بها لبيان ما تدل عليه الآية أو لتسهيل فهمها، وتوضيح معناها أو ليعضد به حجته، ويرد على من خالفه أو يذكر الحديث لبيان سبب نزول الآية. لم يشرع البيضاوي في تفسيره إلا بعد أن برع في علوم الدين، وبذلك حقق اشتراطه للمفسر بأن يكون عالماً بالدين أصوله وفروعه، ومما اشترطه أيضاً أن يكون عالماً باللغة العربية، وقد برع فيها، وألف فيها قبل تأليف تفسيره، واهتم في تفسيره بالناحية اللغوية، فهو يفسر الآية، ويذكر وجوه الإعراب. ومن منهجه العام في التفسير الأخذ بالقراءات السبع المشهورة، وإذا مر بآية فيها أمر خاص بالعقيدة يذكر أقوال الفرق فيها، ويرجح قول أهل السنة، ويرد على من يخالفه، وعند ذكره لآيات الأحكام يذكر المذاهب الفقهية فيها باختصار، ويرجح المذهب الشافعي، وإذا عرض للآيات الكونية، فإنه لا يتركها دون أن يخوض في مباحث الكون والطبيعة والفلك. ومن أهم مميزات تفسير البيضاوي أنه نأى به عن شطحات المغالين وتأويلات الذين تعصبوا لمذاهبهم، وهو خال من الاستطرادات، حيث يتميز بالتركيز الشديد في المعلومات، وجمع المعاني الكثيرة في عبارات موجزة. توفي البيضاوي سنة 685 هجرية. حتى لا يكونوا مثل المرأة الحمقاء الوفاء بالعهود قاعدة الثقة.. أمر الله به عباده المؤمنين القاهرة (الاتحاد) اهتم القرآن بالوفاء بالعهود، ولم يتساهل فيه، لأنه قاعدة الثقة التي ينفرط بدونها عقد الجماعة ويتهدم، وجعل الوفاء بالعهد، واحترام الوعود فضيلة، فقد أمر سبحانه عباده المؤمنين بذلك، وضرب الله سبحانه مثلاً توضيحياً للذين ينقضون العهود، ولا يوفون بالوعود، فقال عز وجل: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُون * وَلا تَكُونُوا كالّتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوةٍ أَنكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمّةٌ هِي أَرْبى مِنْ أُمّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيّننَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون)?، ? «سورة النحل: الآيات 91 - 92»، فجاء هذا المثل من واقع الناس، يرونه في حياتهم، حيث يأمرهم ربهم بألا يكونوا مثل تلك المرأة الحمقاء الخرقاء، حيث قال الكلبي إن امرأة حمقاء من قريش كانت تغزل مع جواريها إلى انتصاف النهار، ثمّ تأمرهنَّ أن ينقضن ما غزلن ولا يزال ذلك دأبها، وقد عرفت بـ «الحمقاء»، وكانت تسمى فرقاء مكة. ?وقال بعض المفسرين، من ينقض العهد مثل امرأة حمقاء ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها، ثم تنقضه، وتتركه مرة أخرى قطعاً محلولة.? كما قال إمام الدعاة الشيخ الشعراوي، كأن القرآن شبه الذي يعطي العهد ويوثقه بالأيمان المؤكدة، ويجعل الله وكيلاً وشاهداً على ما يقول بالتي غزلت هذا الغزل، وتحملت مشقته، ثم راحت فنقضت ما أنجزته، ونكثت ما غزلته، والحق تبارك وتعالى بهذا المثل المشاهد يحذرنا من إخلاف العهد ونقضه، لأنه سبحانه يريد أن يصون مصالح الخلق، لأنها قائمة على التعاقد والتعاهد والأيمان التي تبرم بينهم، فمن خان العهد، أو نقض الأيمان لا يوثق فيه، ولا يُطمأن إلى حركته في الحياة، ويُسقطه المجتمع من نظره، ويعزله عن حركة التعامل التي تقوم على الثقة المتبادلة بين الناس. وفي تفسير السعدي، يحذر تعالى عباده، من نقض العهود، والأيمان لأجل متاع الدنيا وحطامها، تنالونه بالنقض وعدم الوفاء، إِن ما عند الله من الثواب العاجل والآجل، لمن آثر رضاه، وأوفى بما عاهد عليه الله، خير من حطام الدنيا الزائلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©