جهاد هديب (الشارقة)- بعد العرض الناجح الذي حققته مسرحية «تريلا» لمسرح عجمان الوطني، تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج الكويتي محمد الحملي في الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، حيث فاز العرض بأفضل عرض مسرحي متكامل وأفضل نص مسرحي، قررت إدارة المسرح أن تبدأ الاستعداد من الآن للإعداد لمشاركتها في الدورة المقبلة للمهرجان.
فقد مثلت مسرحية «تريلا» تجربة مميزة في تاريخ مسرح عجمان الوطني الذي تأسس في عام 2004، وقدّم أول أعماله عام 2005، تلاه العديد من الأعمال التي حاز عنها العديد من الجوائز كان آخرها مسرحية «زهرة مهرة» من تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج أحمد الأنصاري.
وقد عرضت «زهرة مهرة» في الدورة الثانية والعشرين لأيام الشارقة المسرحية وانتزعت أربع جوائز من بينها جائزة أفضل ممثل لدور أول وتقاسمه ثلاثة ممثلين هم : إبراهيم سالم وجمال السميطي من فريق العمل وأحمد الجسمي عن دوره في «صهيل الطين» للمخرج محمد العامري.
وعن تجربة مسرح عجمان مع مسرحية “تريلا” قال عبد الله الشحي، مدير مسرح عجمان الوطني، إن تميز عمل “تريلا” لا يتوقف عند استقدام مخرج عربي، وليس مقيماً، لإنجاز التجربة وهو المخرج محمد الحملي ولا كذلك عند استقدام العديد من الفنيين: جاسم الحملي في تصميم وتنفيذ الديكور، وشيخة العلي في تصميم وتنفيذ الملابس، وأحمد مطر في تصميم وتنفيذ المؤثرات الصوتية، بل الأمر يتجاوز ذلك إلى مشاركة عدد ضخم من الممثلين بلغ الثلاثة والعشرين ممثلا، وتكلفة إنتاجية غير مسبوقة على مستوى المسرح الإماراتي.
وقال في حديث إلى «الاتحاد» إن فريق الممثلين “ضمّ نخبة من نجوم المسرح الإماراتي: إبراهيم سالم وموسى البقيشي ومروان عبد الله صالح وجمال السميطي وحميد فارس وسالم العيّان، ومن الجيل التالي عليهم: فيصل علي وسلطان بن داخون، ومن الجيل الشاب: مسعود عيسى وخليفة البحريوعيسى صلبوخ بالإضافة إلى عشرة ممثلين من الذين يظهرون على الخشبة لأول مرة”.
الـ «تريلا» وردود الفعل
وعن ردود الفعل تجاه “تريلا” قال الشحي “بعيداً عن قرار لجنة التحكيم أياً يكن، نشعر بأننا قد حُزنا الجائزة الكبرى، إنها جائزة الجمهور الذي دخل إلى العرض ولم يخرج أحد منه إلا بعد انتهائه وهو الجمهور الذي عبّر عن رأيه بشكل حرّ وعملي، مبدياً بعض الملاحظات التقنية التي سنأخذها بعين الاعتبار عندما نكرر العرض لاحقاً»، وأضاف “نشعر بأنه عمل يحمّلنا مسؤولية أكبر تجاه الأعمال المقبلة، إذ من السهل أن تصل إلى المركز الأول وتحصد عدداً من الجوائز لكن الصعوبة البالغة هي في أن تحافظ على بقائك في المركز الأول. لقد بذل فريق العمل خلال ثلاثة أشهر سابقة جهداً ممتازاً ومضنياً، وتخللها لحظات رعب كدنا خلالها أن نأخذ قراراً جماعياً بإيقاف العمل. كان جهداً مميزاً يوازي الجهد النفسي والتخييلي الذي بذله إسماعيل عبد الله في كتابة “تريلا” التي حازت جائزة الشارقة لأفضل نص مسرحي لعام 2010 والتي حاول أكثر من مخرج محلي وخليجي إخراجها لكن المؤلف أولانا بها”.
مسرح منافس
وقال الشحي مسرحية «تريلا» الآن باتت تمثل علامة فارقة في تاريخ مسرح عجمان الوطني، حيث يعود الفضل لهذا العمل مثلما للأعمال التي جرى تقديمها سابقاً في أن يكون مسرح عجمان الوطني مسرحاً منافساً على مستوى الدولة للعديد من المسارح التي تسبقنا في التأسيس بعشرين سنة ويزيد”، ومن باب ردّ الفضل إلى أهله قال الشحي “يعود الفضل في ذلك إلى الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان والمسؤول المباشر عن مسرح عجمان الوطني، وذلك لدعمه لهذا المسرح ولمتابعته للتفاصيل الدقيقة للعمل إلى حدّ أنه كان يومياً، تقريباً، على اتصال مباشر بنا سواء أكان في عجمان أم خارجها”.
وفي السياق ذاته، أضاف الشحّي “بناء على جائزة الجمهور الذي خرج من المسرح بعد العرض قائلا: الآن بدأ المهرجان. فقد تقرر أن نبدأ بالعمل على أيام الشارقة المسرحية المقبلة بدءاً من الآن”، رافعاً اعتزازه “بكل مَنْ عمل في المسرحية من فنانين وفنيين وإداريين وإلى كلّ مَنْ ساندنا في هذا العمل”.
وأكدّ عبد الله الشحّي في ختام حديثه “لقد كانت “تريلا” جديدة بالنسبة لنا والتحدي الأكبر لأنفسنا قبل الآخرين، فهي مسرحية مختلفة جداً عن ما قدمناه سابقاً سواء على مستوى النصّ أو الإخراج أو التمثيل”.
عدد اليوم
