الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بيونج يانج تنسحب من اتفاق يمنع نشوب الحرب

بيونج يانج تنسحب من اتفاق يمنع نشوب الحرب
28 مايو 2010 01:34
انسحبت كوريا الشمالية أمس، من اتفاق مبرم لتدارك ومنع أي مواجهة مسلحة مع كوريا الجنوبية وسط أزمة حادة نجمت عن غرق بارجة البحرية الكورية الجنوبية بطوربيد كوري شمالي في 26 مارس الماضي، وحذرت على لسان رئيس أركانها، من هجوم فوري إذا انتهكت سيؤول الحدود بين الشطرين في البحر الأصفر على خلفية بدء البحرية الجنوبية تدريباً مضاداً للغواصات في المنطقة المتوترة. في الأثناء، التزمت الصين صمتها إزاء الدعوات المطالبة بانضمامها إلى الجهود الرامية لتحميل بيونج يانج مسؤولية إغراق البارجة “شيونان”، وذلك بعد أن أشار مسؤولون أميركيون الليلة قبل الماضية، إلى أنها لمحت إلى استعدادها لتحميل حليفتها وجارتها مسؤولية الهجوم، مرجحين أيضاً موافقة على إدانة رسمية في مجلس الأمن للحادثة. وأعلنت بيونج يانج أمس، أنها ستلغي اتفاقات عسكرية وقعتها مع كوريا الجنوبية في خطوة ينظر إليها على أنها تمهيد لإغلاق منطقة صناعية مشتركة، وذلك بعد بدء سيؤول تدريبات مضادة للغواصات جنوب المنطقة المتنازع عليها في البحر الأصفر أمس. وأعلن الجيش الكوري الشمالي “انسحابه الكامل” أمس، من اتفاق مع الجنوب يهدف إلى “منع الاشتباكات” في البحر الأصفر. وشهد البحر الأصفر على الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، عدة حوادث سقط فيها قتلى بين بحريتي الشمال والجنوب خصوصاً في 1999 و2002. وقال الشمال أيضاً إنه لم يعد يضمن أمن الكوريين الجنوبيين المتوجهين إلى الشمال ويفكر في منع الوصول إلى مجمع كايسونج الصناعي المشترك الذي تموله سيؤول ويقع شمال الحدود. وصدر هذا الإعلان الجديد، بعد أن قطعت بيونج يانج كافة علاقاتها الثنائية مع سيؤول ووجهت لها تهديدات جديدة أمس الأول. وأفاد الجيش الكوري الشمالي في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية أمس “سنرفع كل الإجراءات الأمنية التي يفترض أن يضمنها جيشنا في إطار التعاون والمبادلات بين الكوريتين”. ويعمل في مجمع كايسونج 42 ألف كوري شمالي لحساب 110 شركات جنوبية تدر كل شهر ملايين الدولارات من المواد المصنعة من ملابس وأحذية وحقائب وأدوات مطبخ. ويشكل المجمع الذي افتتح في 2005، رمز التقارب بين الكوريتين لكن التوتر الثنائي عرقل إلى حد كبير العمل به. وهدد النظام الشيوعي من جديد بإطلاق النار على مكبرات الصوت الكورية الجنوبية التي تبث رسائل دعائية باتجاه الشمال. وقد استأنف الجنوب البث الإذاعي على الموجة القصيرة لهذه الرسائل. نقلت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء عن هيئة الأركان العامة لكوريا الشمالية قولها إن بيونج يانج ستنظر في إغلاق الممر البري المؤدي إلى المجمع الصناعي المشترك في البلاد. وقالت رئاسة هيئة الأركان الشمالية في ملحوظة نقلتها وكالة الأنباء المركزية “سنلغي تماماً إجراءات الضمان العسكري التي يلتزم جيشنا باتخاذها فيما يتعلق بالتعاون التجاري بين الشمال والجنوب”. وكانت البحرية الكورية الجنوبية أطلقت أمس تدريبات لمواجهة الغواصات، حسبما أكدت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب”. واستعراض القوة هذا هو الأول من جانب الجنوب منذ غرق البارجة شيونان، وشاركت فيه 10 سفن بينها مدمرة تزن 3 آلاف طن و3 سفن دورية، حسبما ذكر مسؤولون عسكريون. وفي الوقت نفسه، دعا حوالي 10 آلاف متظاهر بينهم محاربون قدامى في شوارع سيؤول، إلى الانتقام لمقتل 46 بحاراً كانوا على متن البارجة المنكوبة التي انشطرت بفعل الانفجار وغرقت في البحر. وهتف المتظاهرون “الموت لكيم جونج - إيل”، الزعيم الكوري الشمالي. وهذه الأزمة الجديدة بين الدولتين الشقيقتين المتعاديتين والمنفصلتين منذ انتهاء الحرب الكورية (1950 - 1953)، نشبت بعد نشر نتائج تحقيق دولي الأسبوع الماضي وجه الاتهام إلى كوريا الشمالية مباشرة. وقدمت واشنطن وطوكيو دعمهما لسيؤول التي تنوي الطلب من مجلس الأمن فرض عقوبات جديدة على بيونج يانج، معتبرة أن الصين وروسيا المتحفظتين حتى الآن، لا يمكنهما في ضوء التحقيق الدولي، إنكار الوقائع. ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الصيني وين جياباو إلى سيؤول اليوم. وقال دبلوماسي كان يرافق وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في سيؤول أمس الأول، إن هذه الزيارة يمكن أن تشكل بداية اقتراب بكين من الموقف الكوري الجنوبي. ويشارك رئيس الوزراء الصيني وين جياباو ونظيريه الياباني والكوري الجنوبي في قمة بسيؤول الأسبوع الحالي. وتوقع مسؤولون أميركيون أن يلمح جياباو إلى القبول بنتائج التحقيق الدولي والتي تلقي باللائمة على كوريا الشمالية في غرق شيونان. كما لم يستبعد الأميركيون احتمال دعم بكين لتدابير يمكن أن يتخذها مجلس الأمن ضد بيونج يانج. إلى ذلك، أعنت روسيا أمس رنها ستجري الشهر المقبل مناورات بحرية ضخمة قبالة كوريا الشمالية، مبينة أن هذه التمارين مقررة قبل اندلاع الأزمة الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية. موسكو ترفض إحالة ملف «شيونان» إلى مجلس الأمن دون دليل قاطع موسكو (أ ف ب) - قالت الخارجية الروسية أمس، إنه لا يمكن إحالة ملف تورط كوريا الشمالية في إغراق سفينة كورية جنوبية، إلى مجلس الأمن دون «إثباتات صحيحة بنسبة 100 %»، وذلك رغم التوتر المتصاعد في المنطقة. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن ايجور لياكين-فرولوف المتحدث باسم الخارجية الروسية «يجب أن نتلقى إثباتات بنسبة 100% على تورط كوريا الشمالية في إغراق السفينة». وأضاف «أن خبراءنا يدرسون حالياً نتائج التحقيق. ويتعين أن نحدد الخلاصة الخاصة بنا بهذا الشأن. وكل شيء متوقف على الوضع والإثباتات». وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن أمس الأول، إرسال فريق خبراء إلى كوريا الجنوبية لدراسة نتائج التحقيق الدولي. وخلص التحقيق الدولي إلى أن غرق السفينة الكورية الجنوبية في 26 مارس الماضي قرب الحدود البحرية مع كوريا الشمالية والذي أدى إلى مقتل 46 بحاراً، نجم عن طوربيد أطلقته عليها غواصة كورية شمالية. ونفت بيونج يانج أي تورط لها في الحادث. وأثارت نتائج التحقيق توتراً جديداً في شبه الجزيرة الكورية حيث قطعت كوريا الشمالية علاقاتها واتصالاتها مع كوريا الجنوبية وألغت اتفاق عدم اعتداء، وأكدت أن اتهامها يساوي إعلان حرب.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©