السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسكو تشكك في التزام إيران بتنفيذ الاتفاق النووي

موسكو تشكك في التزام إيران بتنفيذ الاتفاق النووي
28 مايو 2010 01:31
أبدى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، تشككاً في مدى التزام طهران بتطبيق الاتفاق الثلاثي الموقع مع البرازيل وتركيا بشأن مبادلة اليورانيوم، كاشفاً عن فشل إيران مراراً خلال السنوات القليلة الماضية، في الاستجابة بصورة ملائمة، لمحاولات موسكو حل الأزمة النووية، وجدد رفضه للانتقادات التي أطلقها الرئيس محمود نجاد ضد نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الأول. وفيما شددت تركيا أمس، على أنه سيكون “من غير المعقول” رفض اتفاق طهران الثلاثي، متهمة الجانب الأميركي بأنه أوجد “وضعاً عبثياً” بطلب فرض عقوبات جديدة على طهران، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاتفاق بأنه قد يكون “خطوة إيجابية”. بالتوازي، أفادت استراتيجية الأمن القومي الأميركي التي كشفت إدارة الرئيس باراك أوباما النقاب عنها أمس، أن الولايات المتحدة ستتبع “سبلاً متعددة” لعزل طهران وبيونج يانج إذا تجاهلتا التزاماتهما الدولية فيما يتصل ببرنامجيهما النوويين. وبدوره، أكد الرئيس نجاد إنه لا يوجد من تسول له نفسه التطاول على إيران، مبيناً في محافظة كرمان جنوب شرق البلاد، إن “سر ديمومة وبقاء أي بلد، لا تكمن في السلاح وقوة العسكر فحسب، بل في إرثها الثقافي والحضاري أيضاً”. وأبلغ لافـروف الصحفـيين في موسـكو بقوله “ليست هناك ضمانات بنسبة 100%.. عدد هائل من الأمور سيتوقف على الطريقة التي ستفي بها إيران بالتزاماتها. إذا نفذت هذه الالتزامات بدقة، فإن موسكو ستدعم فعلياً تطبيق الخطة التي قدمتها تركيا والبرازيل”. ووقعت إيران في 17 مايو الحالي مع تركيا والبرازيل، اتفاقاً ينص على تبادل 1200 كلج من اليورانيوم القليل التخصيب (بنسبة 3,5%) في تركيا مقابل 120 كلج من الوقود المخصب بنسبة 20 % قدمتها القوى الكبرى مخصصة لمفاعل الأبحاث في طهران. وقال لافروف “نرحب بهذا التقدم. في الواقع يفترض أن يضع، إذا طبق، بوادر حل لمشكلة تسليم وقود المفاعل وأن يحسن الأجواء لاستئناف المفاوضات”. وبعد ظهر أمس، أجرى لافروف محادثة هاتفية مع نظيره الإيراني منوشهر متكي، كما أعلنت الخارجية الروسية . وذكر بيان “أن روسيا أعربت عن استعدادها للمساعدة بقوة في دفع عملية المفاوضات لتسوية الوضع بشأن البرنامج النووي الإيراني”. وأضافت الوزارة “لقد تم التشديد على ضرورة العمل في أسرع وقت على اتخاذ قرارات بوسائل سياسية دبلوماسية”. ورداً على سؤال صحفي حول هجوم نجاد على موسكو أمس الأول، قال لافروف إنه يعتبر التصريحات “انفعالية”. وكان الرئيس الإيراني عاتب الكرملين أمس الأول لرضوخه لما وصفه بضغوط أميركية لقبول العقوبات، في واحد من أسوأ الخلافات بين البلدين منذ عقود . ونصح نجاد نظيره الروسي ميدفيديف صراحة بتوخي مزيد من الحذر وإلا فإنه يجازف باعتبار روسيا عدواً لإيران. ودعا الكرملين نجاد إلى وقف “الديماجوجية السياسية”. وفي إشارة على تنامي نفاد صبر روسيا من إيران، ذكر لافروف أن إيران فشلت مراراً على مدى السنوات القليلة الماضية في الاستجابة بصورة ملائمة لمحاولات موسكو حل الأزمة بشأن برنامجها النووي. وأوضح بقوله “نأسف بشدة لأن استجابة إيران وعلى مدى سنوات وليس شهوراً فقط، لهذه الجهود كانت وبأقل ما يقال غير مرضية”. وفي سياق متصل، دعت الولايات المتحدة في استراتيجيتها الجديدة للأمن القومي أمس، إيران وكوريا الشمالية إلى القيام “بخيار واضح” بين القبول بالعروض الأميركية للتعاون أو مواجهة عزلة كبيرة بشأن برنامجيهما النوويين. وجاء في الوثيقة أن على “الدولتين أن تتخذا خياراً واضحاً”، مع دعوة كوريا الشمالية إلى التخلص من أسلحتها النووية، وطهران إلى الإيفاء بالتزاماتها الدولية بشأن برنامجها النووي. وجاء في الوثيقة “في حال تجاهلتا واجباتهما الدولية، سنلجأ إلى طرق عديدة لزيادة عزلتهما وحملهما على الامتثال للأعراف الدولية المتعلقة بمنع الانتشار النووي”. وتنص الوثيقة التي تتناول موضوعات متباينة، على أن واشنطن تسعى للحوار مع إيران “دون أوهام” في إشارة إلى ردود إيران التي تتسم بالتحدي على مبادرات أوباما الدبلوماسية السابقة. وكان المتحدث باسم الخارجية التركية براك اوزوجيرجين أفاد في تصريح صحفي أمس، إن الاتفاق الذي أبرمته طهران وأنقرة وبرازيليا في 17 مايو الحالي، لا يقترح حلاً شاملاً للأزمة الإيرانية “لكنه يشكل خطوة إلى الأمام لتسوية مسألة تبادل الوقود النووي التي تمثل أحد العناصر الأساسية في الملف”. وانتقد الدبلوماسي واشنطن التي طرحت في مجلس الأمن مشروع قرار يتضمن عقوبات جديدة ضد إيران، فور الإعلان عن الاتفاق الإيراني البرازيلي التركي. ولفت المتحدث إلى أن “طرح القرار غداة الخطة، يعني إنكم تفضلون تجاهل بعض التطورات”، متحدثاً عن “وضع عبثي”. وأضاف المتحدث التركي “إذا ما استمرت الشبهات حول التخصيب، فإنه يتعين على الأطراف أن تتباحث. وإننا نطلب منهم وضع خطة تبادل اليورانيوم على حدة ومتابعة” المباحثات. إلى ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة إيران أمس، على بذل مزيد من الجهود لتبديد الشكوك الدولية في أنها تحاول صنع أسلحة نووية قائلاً: إن قيامها بتخصيب اليورانيوم، يخلق عدم الثقة بينها وبين المجتمع الدولي. وقال بان في تصريحات أدلى بها في ريو دي جانيرو إن اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي توسطت فيه البرازيل وتركيا، يمكن أن يساعد في تهدئة التوترات بشأن البرنامج النووي لإيران. لكنه استدرك بالقول إنه يتعين على طهران طمأنة العالم بأنها تقوم بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية مثلما تصر طهران. وقال بان في ريو دي جانيرو حيث كان يحضر المنتدى الثالث لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، “في قلب هذه الأزمة هناك نقص خطير على ما يبدو في الثقة في إيران”. ولاحظ بقوله “إيران أعلنت في الوقت نفسه، أنها ستواصل عملية التخصيب...وهو ما أثار قلقاً بالغاً في المجتمع الدولي”. وعبر بان كي مون مجدداً عن إشادته بالاتفاق قائلاً: إنه قد يكون “خطوة إيجابية نحو تسوية من خلال المفاوضات”. وسيجتمع لولا وأردوغان اللذان سافرا إلى طهران للتوسط في اتفاق مبادلة الوقود في برازيليا، في وقت لاحق.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©