الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاث فرق باليه عالمية تروي حكايا ومغامرات مفعمةً بالمشاعر

ثلاث فرق باليه عالمية تروي حكايا ومغامرات مفعمةً بالمشاعر
2 ابريل 2011 18:24
لكبيرة التونسي (أبوظبي) - استمتع جمهور مهرجان أبوظبي 2011 بأمسية إبداعية جمعت أشهر ثلاث فرق باليه عالمية من مسرح الباليه الأميركي والبولشوي ومارينسكي، تألق فيها نجوم الباليه العالميون على أنغام موسيقى الأوركسترا الوطنية الروسية في الأيام الأخيرة لمهرجان أبوظبي الذي يقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقاد الأمسية الراقصان الأساسيان في مسرح الباليه الأميركي، الثنائي المحترف ماكسيم بيلوسيركوفسكي ورفيقته في الفن والحياة إيرينا دفوروفينكو، مع نخبة مختارة من فناني الباليه من مسارح البولشوي ومارينسكي، وبصحبة الأوركسترا الوطنية الروسية، ضيف شرف مهرجان أبوظبي 2011 بقيادة المايسترو فاليري أوفسيانيكوف، قائد أوركسترا فرقة الباليه في مسرح مارينسكي. شملت معزوفات الفرقة مقطوعات عالمية شهيرة لتشايكوفسكي “بحيرة البجع” و”الأميرة النائمة”، و”روميو وجولييت” من أعمال بروكوفييف، و”سبكترا بوول” من أعمال شوبان، ضمن ألحان أخرى تمايل معها راقصو فرق الباليه الثلاث، مسرح الباليه الأمريكي والبولشوي ومارينسكي في تناغم وتكامل رائع. لوحات شفافة نجح راقصو الباليه ليلة أمس الأول بشكل مبهر في تأدية لوحات فنية على أنغام موسيقى عالمية. إذ قام المايسترو فاليري أوفسيانيكوف، قائد أوركسترا فرقة الباليه في مسرح مارينسكي بعزفها أمام تصفيق حار انبعث من كافة جنبات القاعة التي كانت ممتلئةً عن آخرها. هي إبداعات أكثر من 100 سنة من العمل الجاد والتفاني الفني، وشارك فيها جيش من الفنانين الكبار من مصممي الرقصات والمؤلفين الموسيقيين والراقصين، قدم كل واحد منهم رقصةً ما بطريقته وعبر من خلالها عن معان خالدة بحركات وموسيقى مفعمة بالحب والشفافية. لكن هذه الأعمال نجحت وبامتياز في أسْر الجمهور على اختلافها لوحاتها، فكلها كانت تُعبر عن حالات نفسية رقراقة ولحظات شفافة يعيشها كل إنسان بصرف النظر عن خلفيته الثقافية والمعرفية، وجميعها يعكس تظهر قدرة الراقصين على خلق انسجام كبير بين الموسيقى والحكاية والرقص، حكايات تجمع بين الحب الأسطوري والعشق الدنيوي الراقي وتؤرخ للحب الممنوع، ولدلال المرأة وبوح أنوثتها الصارخ، وتغزل خيوط جدلية الحب بين الرجل والمرأة. روائع تضمنت أمسية الباليه عروضاً من أعظم ما قدمه مصممو رقصات الباليه في العالم مصحوبةً بأنغام أهم المؤلفين الموسيقيين في التاريخ، حيث احتفت هذه الأمسية بكل وفاء لهؤلاء المبدعين. وشارك المايسترو فاليري أوفسيانيكوف العرض بجوار ماكس وآيرينا كل من يلينا أندريينكو، وديمتري بيلوجولوفستيف، وديمتري جودانوف، وصوفيا جوميروفا، من مسرح البولشوي، وماكسيم زيوزين، وإيجور كولب، ويفجينيا أوبرازتسوفا من مسرح باليه مارينسكي. وافتتحت الأمسية بالفصل الثالث من رائعة تشايكوفسكي “الأميرة النائمة”، من تصميم موريس بيتيبا (1822 -1910). وقد صاحبت موسيقى شوبان باليه “سبكترا بوول” من تصميم ديمتري برياسيف، وكانت السيمفونية الخامسة لجوستاف ماهلر في “سبلندد أيزوليشن”، وهي رقصة حالمة ثنائية صممتها المبدعة جسيكا لانج. وقد رافقت موسيقى الملحن الأرمني أرام خاتشاتوريان با “سبارتاكوس” من تصميم يوري جريجوروفيتش المدير السابق لباليه البولشوي، أما موسيقى باليه الفصل الثاني من “جيزيل”، فقد كانت بتوقيع أدولفي آدم، الذي منح الروح الرومانسية الحالمة لرقصة الباليه، وتعاطف الجمهور مع “سندريلا” حيث حصدت النصيب الأوفر من الإعجاب مع موسيقى سيرجي بروكوفييف وتصميم يوري زخاروف، ثم جاء الجزء الثالث من الباليه الأشهر على مستوى العالم “بحيرة البجع” لمصممه بيتيبا مع ألحان تشايكوفسكي، ثم اختتم العرض بـباليه “ديانا وأكتايون” من تصميم سيزار بوجيني. فن و”سياسة” الفنان والشاعر والإعلامي زاهي وهبي كان ضمن الحاضرين في هذا العرض “دعيت إلى الافتتاح، لكن لم يتسن لي الحضور، وأنا اليوم هنا لأحضر باقي الحفلات وحفل الاختتام”. وأشار زاهي إلى أنه سعيد بهذا الحراك الثقافي والفني الذي لمسه في الإمارات، أولاً في الفجيرة التي أتى إليها من بيروت للمشاركة في ندوة “الإعلام واللغة” الذي نظمته هيئة الفجيرة للثقافة والفنون بالتعاون مع جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ثم منها إلى أبوظبي لحضور ما تيسر له من فعاليات مهرجان أبوظبي. وعن تفاعله كمثقف مع ما يشهده العالم العربي من تغيرات وتعامله كمبدع مع ما يشهده أيضاً من فعاليات ثقافية، قال زاهي “ككل إنسان عربي فإنني متسمر أمام التلفزيون منذ انطلاق الشرارة مع الثورة التونسية، وآخر مقالة لي هي عن إيمان العبودي التي اغتصبت في ليبيا، وهذا تجسيد لاغتصاب هذه الأمة من قبل الحكم المستبد. أما الشعلة فهي لتونس، ويحفظ حقها في إطلاق التغيير في العالم. وبالنسبة لمصر، فقدمت مثالا مضيئاً للثورة المدنية، فثورتها كانت سلميةً بامتياز، وأهم ما فيها مشاركة كل شرائح المجتمع. وكان ذلك مشهداً حضارياً في غاية الروعة. وأكثر ما آلمني الثورة الليبية، وأخشى على البلد من التقسيم، وما يحصل في ليبيا هو تشتيت لممتلكات الشعب الليبي. وأتمنى من كل قلبي أن يحققوا ما يصبون إليه، كما أتابع حراك الشباب الفلسطيني منذ عقود”. وعن جديده، قال زاهي وهبي إنه أصدر أول نص شعري مسموع على شكل قرص مدمج ترافقه موسيقى رامي خليفة، وهو بعنوان “أغني لها” وهي كلها أغاني حب، وهو أيضا بصدد إنجاز نص شعري مسموع آخر سيرى النور قريباً. حب وجمال قال ماكس عن هذه الأمسية “حلمنا الدائم أنا وزوجتي آيرينا طوال السنوات العشرين التي أمضيناها معاً أن ننجح دوماً في إيجاد طريقة لإيصال الجمال الاستثنائي لفن الباليه ومتعته التي لا توصف إلى جمهور أوسع، وإننا نشعر بسعادة غامرة هذه الليلة لأننا سنشترك مع ثمانية من أعز أصدقائنا وزملائنا في فرقة مسرح البولشوري ومسرح مارينسكي الشهيرتين لنقدم برنامجاً خاصاً يشمل روائع الباليه الكلاسيكي”. وأضاف ماكس “لقد استمتع الجمهور جيلاً بعد جيل بعروض باليه رائعة مثل “بحيرة البجعة” و”جيزيل” و”الحسناء النائمة” التي يعود الفضل في إبداعها إلى مصممي رقصات روس عظام مثل بيتيبا وإيفانوف ولافروفسكي وجلاسونوف وبروكفييف. وأفاد في السياق ذاته أنه سعيد بنقل المتعة للجمهور العربي الذي شهد الحفل عبر تقديم لوحات تُجسد عُصارة من 100 سنة من الإبداع والبناء بأسلوب بديع وشفاف تعبيراً عن الحب بين الرجل والمرأة والحب في حكايات الأطفال مثل الحسناء النائمة وسندريلا، وفي الفلكلور مثل جيزيل، وفي الأدب مثل روميو وجولييت، وفي الحياة الواقعية مثل العزلة الرائعة. سرد وموسيقي قالت هدى الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي إن الفعاليات الفنية التي تشهدها أبوظبي تُسعدها كثيراً، لا سيما تلك التي تستضيفها العاصمة لأول مرة. وأضافت “لكم أسعدني حضور عرض الثنائي الرائع ماكس وآيرينا وتلك النخبة الرائعة من أعرق مسارح الباليه في العالم ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2011. ولربما سمحت لنفسي أن أتحدث بلسان الحضور الكريم لأقول إن العرض كان مزيجاً خلاباً من فنون الباليه والموسيقى والسرد، وهذا هو جوهر مهرجان أبوظبي الساعي دائماً إلى تقديم أفضل وأرقى الفنون لمجتمع الإمارات عموماً، بل للمنطقة العربية والعالم أيضاً. لقد جاءت أمسية الباليه انعكاساً طبيعياً لأهداف مهرجان أبوظبي بكل معانيه”. الفن لا يفسر دائماً تميزت هذه الليلة بحضور قوي لمختلف الجنسيات والمهتمين كباراً وصغاراً، فالكل بدا متعطشاً ومتذوقاً للفنون العالمية الراقية. وكان من بين هؤلاء الفنان والشاعر والإعلامي زاهي وهبي الذي يحضر فقرات مهرجان أبوظبي أول مرة. وقال وهبي في تصريح إلى “الاتحاد”: “أنا من عشاق كل الفنون، والفن غير قابل دوماً للتفسير، والإحساس به أهم من فهمه”. فكل فرد يستطيع أن يفهم ما يريد منه ويضفي عليه من مشاعره انطلاقاً من حالته النفسية والمزاجية التي يعيشها في تلك اللحظة، كما أن لكل منطلقاته ومستلهماته. بالتأكيد هذا العرض يدور حول أفكار معينة لها علاقة بالحب واللقاء، والحرية، وأنا من أنصار التفاعل مع الموسيقى والفن بكل تلاوينه، ونتابع من خلال العرض حركة الجسد وما تقدمه الأوركسترا، من معزوفات حتى يغدو بالجسد من الخفة والرشاقة ما يبهر، ونكتشف بذلك طواعية هذا الجسد، وهذا بالطبع يستطيع الوصول إليه هؤلاء الراقصون الذين ينتمون لمسارح عالمية. واهتمام العالم العربي بهذه الفنون أمر جيد، فهي أعمق من محاكاة الغرائز، وأظن أن الحضور الكبير لعرض الباليه يعكس الاهتمام بمثل هذه الفنون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©