مهرجان الفجيرة وجهة تسوق جديدة للعائلات

دأبت إمارة الفجيرة الجميلة على تقديم الجديد والمثير لأهلها وزوارها طوال العام، وبين فترة وأخرى تعلن تلك المدينة النائمة بجوار البحر عن فعالية جديدة تجذب بها محبي السياحة على مختلف أذواقهم. هذه الأيام تحتفل الفجيرة بمهرجانها الأول للتسوق، الذي فاق التوقعات واستطاع جذب 20 ألف زائر في أسبوعه الأول منهم 11 ألف زائر في يوم الافتتاح. أعلن حمدان محمد الملا المنسق العام لمهرجان الفجيرة الأول للتسوق بأن المهرجان استقطب في الأسبوع الأول ما يقارب 20 ألف زائر، كان أقصاها يوم الافتتاح، حيث وصل عدد الزوار والمدعوين إلى 11 ألف زائر تقريبا، بما يؤكد نجاح المهرجان حتى الآن، منوها بدعم الجهات الرسمية وبالأخص بلدية الفجيرة التي قدمت كل الدعم اللوجستي للمهرجان. وقال الملا إن المعرض بالرغم من الظروف الجوية السيئة التي شهدتها الفجيرة خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن أنه شهد إقبالا كبيرا من الأسر في الإمارة والإمارات المجاورة، لا سيما في فترات المساء. ويتابع الملا: الفكرة الرئيسية من المهرجان تهدف إلى التسويق والترويج سياحيا واقتصاديا للإمارة على مستوى الشركات المحلية والعربية، وإحداث رواج سياحي كبير وقد حدث ذلك بشكل كبير عندما امتلأت فنادق الفجيرة تماما يوم الافتتاح. يضم المهرجان عدة قرى منها الإماراتية والدولية والسورية والصينية واللبنانية والقرية التراثية واليدوية ويصل عدد الشركات المشاركة في المعرض 300 شركة من أكثر من دولة عربية وأجنبية. وأكد حمدان الملا في مجمل حديثة على أن هذا المهرجان في نسخته الأولى لا بد أن يكون به بعض القصور التي لا تظهر إلا بالممارسة، وقد تم أخذها في الاعتبار ولازلنا نرصد التجربة بدقة عالية حتى يتسنى لنا تلاشيها في المهرجانات القادمة ونحن كشباب مصرين على تحقيق النجاح والتعلم من الأخطاء. مهن وحرف .. في مدخل البوابة الرئيسية للمهرجان يوجد فطاطري يصنع الفطائر بطريقة حرفية مدهشة، يقول عادل محمود عبدالرحمن: هذه المشاركة الأولى لي في إمارة الفجيرة، حيث إنني أعمل بشكل دائم في القرية العالمية ومتواجد منذ 30 سنة في دبي، وأضاف: هذه المهنة متوارثة أبا عن جد، وكان والدي وأنا صغير يقوم بإعطائي فوطة وأظل أكثر من ساعة ألفها بطريقة مشابهه للف الفطير المشلتت حتى تعتاد يدي على السرعة والخفية، وأشار إلى أن هناك إقبالا كبيرا جدا على أيام المهرجان، لا سيما ليلا، حيث تزيد حركة البيع بشكل كبير. أما رائد لطفي صانع البطاطا وأحد الحرفيين المشاركين في المهرجان يقول أصنع وجبة مبتكرة من البطاطس عبارة عن حبة بطاطس بها جبن موزيرلا وزبدة ومغطاة بزيتون وذرة ومخلل، ويتم بيع الواحدة منها بـ 20 درهما، ومع ذلك تلقى إقبالا كبيرا فالصغار يحبون البطاطس عموما والكبار يأتون لتذوقها أيضا. وقال يونس أحمد الريايسة عضو اللجنة المنظمة للمهرجان عندي مقهى تراثي مشارك به في المهرجان ويحمل عنوان «استراحة الستينات»، وهو اسم قديم كان موجودا في البيئة المحلية التراثية الإماراتية، ونقدم في الاستراحة الأكلات الشعبية الإماراتية بمختلف أشكالها وألوانها لمحبيها من المواطنين وغير المواطنين. أما مصطفى أحمد مسؤول أحد محال بيع المشغولات التراثية، فيقول جئنا من عجمان للمشاركة في المهرجان ولدينا بعض المنقوشات والمنمنمات اليدوية التي تمت صناعتها بطرق يدوية وهي تضم لوحات قماشية مزركشة بأنواع مختلفة من الخطوط العربية الأصيلة لبعض الآيات القرآنية، وهذه الأشغال نقوم بإحضارها من مصر وسوريا، حيث يوجد عمال مهرة متخصصون في ذلك. وقال بشار عرفات جئت من سوريا لأول مرة لإشراك في مهرجان الفجيرة وأعجبتني التجربة كثيرا، خاصة أن أعمالنا تلقى قبولا واستحسانا كبيرين من الجمهور الزائر، وتمتاز معروضاتنا التي نأتي بها من سوريا خصيصا للمشاركة بدقة مشغولاتها اليدوية وهي مثل الدلّات المزركشة برسومات تحمل عبق التراث العربي والإسلامي القديم. وقالت شيخة علي عبيد من جناح الأسر المنتجة في خورفكان نشارك في المهرجان بالعديد من الأشغال اليدوية التراثية والتي تلقى إقبال من المواطنين مثل المشاوي المحلية والشراشف والإكسسوارات وغيرها. مشغولات النخيل .. وفي الأجنحة التراثية البحرية والبرية، قال عبدالله أحمد محمد المزروعي المشرف على تلك الأجنحة معظم هذه الأجنحة توجد بها شغلات تراثية قديمة معظمها قائم في صناعته على النخيل ابتداء من السعف حتى الجذور، وجميعها أشياء خاصة بالبحر والبر والبيت، وقد تعلمنا قديما أن للنخيل 200 فائدة، ومن المشغولات المعتمدة في صناعتها على النخيل المحلي القراقير والأقفاص والبوم بأنواعه والساي والدوار والصناديق والسلال والشاش ومطعم الثور والمخاطي والثرود واليازرا التراثية وغيرها. وقالت شيخة خلفان سالم نقوم بصناعة اللقيمات وخبز رقاق ونلقى إقبال جيد من المواطنين وغير المواطنين لاسيما وأن أكلاتنا تصنع في الحال. التسوق وقال سعيد المرشودي مهرجان جيد وبه كثير من الخيارات سواء في التسوق لمن يرغب في التسوق أو من ناحية الألعاب التي يحبها الأطفال، أو من ناحية الأشياء التراثية وممارسة الهوايات ومشاهدة الألعاب السحرية أو الحفلات الموسيقية وغيرها. أما نوره أحمد، فقالت أهم شيء في المهرجان هي رحابة المكان واتساعه ولكن نريد التركيز اكثر على نوعية الشركات المشاركة والبضائع التي تعرضها حتى نستفيد منها بشراء بضاعة غير موجودة في الإمارات وأن لا يكون الهدف من المشاركة مجرد المشاركة والحشد الكبير للشركات. جناح الطيور والأطفال ومن الأجنحة التي لها خصوصية في المعرض جناح الطيور التي قدمها عبدالقادر حمزة من كل حدب وصوب ، وعن ذلك يقول نشارك بجناح كامل مخصص للطيور والصقور ولدينا حمام زاجل من الإمارات وطيور الحب من هولندا والببغاء التي تعرف محليا باسم «مَتّوه» وتمتاز بلونها الأخضر الجميل وهي كبيرة الحجم وذات شكل طولي، وعصافير لوبير الملونة من بلاد الشام وديموندو من باكستان وكناريا من هولندا. وأعرب عدد من الزوار عن إعجابهم بالمهرجان كبداية أولى يمكن تطويرها، يقول علي سالم نأتي إلى هنا في المساء، حيث يفضل الأطفال ممارسة هوايتهم في ركوب الألعاب المتوفرة بشكل كبير للغاية، وهي أهم ما يميز المعرض، خاصة أن الفجيرة لا توجد بها بدائل كثيرة للتنزه.