السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغابة ضحى بالخلطة السينمائية فوقع في التسجيل

الغابة ضحى بالخلطة السينمائية فوقع في التسجيل
24 يوليو 2008 00:14
يثير الفيلم السينمائي الجديد الغابة قصة واخراج وانتاج احمد عاطف وسيناريو ناصر عبدالرحمن واحمد عاطف الجدل المزمن حول مفهوم السينما الواقعية وضرورة إظهار الواقع بكل سلبياته واهمية ان يتضمن العمل الفني عناصر جمالية تحقق له الجذب الجماهيري· وقد دشن الفيلم الموسم السينمائي الصيفي في مصر والذي ظل سنوات قاصرا على صراع المضحكين الجدد· فيلم ''الغابة'' بطولة ريهام عبدالغفور وحنان مطاوع واحمد عزمي وباسم السمرة وعمرو عبدالجليل ومجموعة من اطفال الشوارع ويقدم الواقع الذي يعيشه اولاد الشوارع في عالمهم العشوائي الذي يبدو اكثر قسوة من ''الغابة'' ويعرض تحت لافتة للكبار فقط لما يتضمنه من قضايا· يستعرض الفيلم النماذج والانماط التي لفظها المجتمع في إدانة واضحة للجميع وهو تجربة غير مسبوقة في السينما خاصة انه فيلم صادم بعيد عن دغدغة المشاعر والغرائز· منطقة عشوائية وتدور الاحداث في منطقة عشوائية يتجمع فيها مجموعة من الاطفال والشباب فنجد ''جميلة'' ريهام عبدالغفور فتاة في العشرينات من عمرها تقيم في الشارع وتربطها علاقة عاطفية مع ''البرنس'' احمد عزمي ويلتقيان في سيارة متهالكة بجوار احد مقالب القمامة ليمارسا الجنس وهي فخورة بحملها منه وكل منهما يدمن المخدرات وحولهما مجموعة من اطفال الشوارع المشردين منهم من طرده والده لارضاء زوجته واخر طردته والدته لارضاء زوجها ولم يجد غير الشارع مسكنا له لكنه يتعرض لكل انواع العذاب حتى عندما يتم ايداعه احدى الاصلاحيات· ويهرب الاطفال الى الشارع من جديد ويحصلون على طعامهم من التسول أو من صناديق القمامة أو من بعض فتيات الجامعة اللائي يتعاطفن معهم ويمارس هؤلاء الاطفال توزيع المخدرات وبيعها أو السرقة ويقودهم ''البرنس'' احمد عزمي الذي يستولي على ما يريده منهم من مسروقات سواء ساعة يد أو بعض قطع الملابس· أما ''برشامة'' حنان مطاوع فلم تجد وسيلة تحصل بها على المال سوى المتاجرة بجسدها وهي تنتظر خروج صديقها وحبيبها ''التوربيني'' الفنان باسم السمرة الذي يقضي عقوبته بالسجن· ونتعرف على ''التوربيني'' باسم السمرة من اول مشهد حيث يخرج شفرة موس ويصيب رأسه ويتساقط الدم على جبهته وعندما يسأله زملاؤه في الزنزانة عن السبب يقول لهم ''مخنوق'' لندرك حجم العنف الذي يسكنه ويخرج ''التوربيني'' ليجد ''البرنس'' احمد عزمي قد فرض سطوته على المنطقة وانتزع مكانته واصبح المسؤول عن توزيع المخدرات ويقرر الانتقام منه ويحاول معرفة مكان المخدرات ويطلب من صديقته ''برشامة'' حنان مطاوع ان تستدرجه الى الكوخ لكي تعرف منه مخبأ المخدرات ويبلغ ''جميلة'' ـ ريهام عبدالغفور ـ عن وجود حبيبها بين احضان ''برشامة'' وتقتحم ''جميلة'' العشة وتهجم على غريمتها بمنتهى الوحشية ولا تتركها إلا بعد ان تمزق وجهها بالمطواه وتصاب ''برشامة'' بحالة هلع ويجري لها طبيب المستوصف عدة غرز في وجهها لتكتشف انها اصبحت مشوهة ولن تعود كما كانت إلا اذا اجرت جراحة تجميل تتكلف آلاف الجنيهات· وتحاول ادخار المبلغ من الاتجار بجسدها لاجراء عملية التجميل ولكن المتشردين من حولها واولهم ''التوربيني'' يستولون على ما ادخرته ولا تجد امامها حلا سوى الانتحار وتلقي بنفسها من اعلى احد الكباري· ويواصل ''التوربيني'' مطاردته ''للبرنس'' الذي يحاول الاحتماء بضابط الشرطة عمرو عبدالجليل الذي يلقي القبض على ''التوربيني'' لكنه ينجح بمعاونة مجموعة من اصدقائه واتباعه في الفرار وتزداد رغبته في الانتقام من ''البرنس'' ويحاصره هو و''جميلة'' ويضربانهما بوحشيه حتى تنهار ''جميلة'' وتقوده الى مخبأ المخدرات وبعد ان يحصل عليها يفتح بطنها بمطواه وتستغيث ''جميلة'' بزملائها ويحملونها الى احد المستشفيات العامة لتضع مولودها ''ميتا'' ويتم انقاذها لكنها تطلب من حبيبها ''البرنس'' ان يحقنها بحقنة هواء حتى تموت مثل ''برشامة''· سقوط أخلاقي لم يكتف السيناريو بعرض نماذج للجرائم التي يتعرض لها هؤلاء المشردون من اعتداء جنسي وإدمان لكل انواع المخدرات وشذوذ ليضيف اليها زنا المحارم من خلال ''حمكشة'' الفتاة التي تقيم بإحدى المناطق العشوائية وترفض محاولات الشباب في المنطقة حتى يفترسها والدها ويعتدي عليها ولذلك تقرر ان تصبح للجميع وتدعو الشباب الى ما سمته ''حفلة'' وهكذا تخرج فتاة ضائعة جديدة الى الشارع· وعندما يعرف شقيقها الصغير الذي لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره ما حدث لها يقرر قتل والده وانقاذ اخته الاصغر منه وبعد ان يقتل والده يفر الجميع الى الشارع وتكون في انتظارهم كارثة جديدة هي وصول سيارة ضخمة ينزل منها وحوش آدمية يخطفونهم جميعا لينتزعوا اعضاءهم ويتركوهم موتى بين اكوام القمامة· ويعود رجال الشرطة الى المكان ليؤكدوا ان هذه الجريمة غريبة على مجتمعنا وان وراءها عصابات خارجية· ليقدم الفيلم ادانة عنيفة للواقع وصرخة تحذير للمجتمع لكن السيناريو الذي صاغه ناصر عبدالرحمن واحمد عاطف جعله اقرب الى الفيلم التسجيلي حيث طرح الحقائق دون الالتفات الى رغبات الجمهور الذي يبحث عن قدر من المتعة في العمل الفني حتى لو كان يحمل رسالة مهمة وصادقة· وأدت ريهام عبدالغفور دورها باجادة تامة وتخلت تماما عن المكياج واستطاعت ان تدهشنا وهي تتحدث بهذه الطريقة السوقية وتمارس العنف لتحمي نفسها رغم انها طوال الاحداث تظهر وبطنها امامها· ولعبت حنان مطاوع شخصية ''برشامة'' ببراعة واحساس عال اما احمد عزمي ''البرنس'' فمازال اسير ملامحه الرقيقة رغم ما يملكه من قدرات عالية تجعله قادر على تقديم كل الشخصيات الدرامية· وكان باسم السمرة متألق في تجسيد شخصية ''التوربيني'' بكل ما تحمله من عنف· واضاف مدير التصوير رؤوف عبدالعزيز لمحات من الجمال للصورة القاتمة التي سيطرت على اجواء الفيلم، بينما استطاع عمرو اسماعيل ان يجعل الموسيقى التصويرية تحلق كأحد المؤثرات الممتعة التي تحرك وجدان المتابع وان اختلف اتجاهها احيانا· ونجح المونتير احمد عبدالله في تحقيق نقلات سريعة تغلب بها على رتابة الاحداث· ويحسب للمخرج احمد عاطف قدرته على تقديم مجموعة من الاطفال بعضهم من الشوارع ليقفوا امام الكاميرا ويؤدوا ادواراهم بتلقائية وبراعة· وبقدر نجاحه في توصيل رسالته من خلال الفيلم فإنه تجاهل تماما التوليفة الفنية التي يبحث عنها الجمهور والتي يمتزج فيها المر والحلو معا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©