الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النمسا...مخاوف من مهاجري أوروبا الشرقية

النمسا...مخاوف من مهاجري أوروبا الشرقية
27 سبتمبر 2009 00:22
عند انضمام المجر إلى اتحاد الجمارك الأوروبي المشترك في عام 2007، وهي الخطوة التي وضعت حداً للحواجز الفاصلة بين الدولتين، سارعت السلطات النمساوية إلى إغلاق طرق المرور السريعة بينها وبين المجر. وبالنتيجة واجه سائقو المجر لافتات وعلامات مرور وضعت على الجانب النمساوي تقول»يمُنع الدخول هنا»، ما أرغمهم على ترك سياراتهم في الخط الحدودي الفاصل بين بلادهم والمشي سيراً عبر الحدود النمساوية إلى الوجهة التي يقصدونها. والحجة التي أثارتها السلطات النمساوية أن طرق المرور السريع التي أقيمت بينها والمجر لا تخضع للمعايير والمواصفات الهندسية النمساوية، على رغم لافتات الترحيب بدخول النمساويين التي وضعتها السلطات المجرية في الجانب الحدودي الخاص بها. وبعد مضي 20 عاماً على انهيار الستار الحديدي الفاصل بين البلدين، تزايد احتفال أعداد أكبر من الأوروبيين الشرقيين بعودة ميلاد أوروبا وسطى خالية من الحدود الفاصلة بين دولها. ولكن السؤال هو: هل يشاطر النمساويون الأوروبيين الشرقيين فرحتهم هذه؟ يجيب عن هذا السؤال «جاري كوهن» -مدير مركز الدراسات النمساوية بجامعة مينسوتا- بالنفي. والسبب كما يراه أن هناك خوفاً لدى النمساويين من أن تزداد أعداد المهاجرين من مختلف دول شرق أوروبا إلى النمسا بحثاً عن العمل وامتيازات الرعاية الاجتماعية، تماماً مثلما يزداد خوف الأميركيين من تزايد أعداد المهاجرين إلى بلادهم عبر الحدود المكسيكية. أكثر من ذلك تزداد مخاوف النمساويين من تزايد أعداد المهاجرين المسلمين وبخاصة الأتراك إلى بلادهم. فهذه الفئة بالذات هي التي تمثل خطراً أمنياً جدياً عليهم كما يتصورون. وبالمقارنة فأنت لا تسمع لهم شكوى من تدفق عشرات الآلاف من النساء السلافيات المهاجرات من مختلف دول أوروبا الشرقية، اللائي يقدمن إلى النمسا ويعملن في مجال خدمة المسنين النمساويين كل عام! وقد سيطرت هذه المخاوف من تدفق أعداد أكبر من المهاجرين الأتراك إلى النمسا عبر الحدود المشتركة بينها والمجر، على بعض المسؤولين في المحافظات والمناطق الحدودية بالذات. فمن بين هؤلاء استأجر «مانفريد كولي» عمدة مدينة «دويتشي كريوز» المحاذية لسبورن المجرية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين، عدداً من حراس الحدود للقيام بمهام الدوريات الحدودية الهادفة لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى مدينته. وفي الوقت نفسه قاطع زميله «هانز نيزل» محافظ محافظة بيرجنلاند احتفالات عامة أقيمت للاحتفال بوضع حد للقيود المفروضة على الحدود بين بلاده والمجر. كما نجح «نيزل» كذلك في قيادة حملة قوية خلال شهر مايو المنصرم ضد خطط كانت ترمي إلى وقف الدوريات العسكرية الحدودية. يجدر بالذكر أن السلطات المجرية نشرت من جانبها حوالي 800 جندي في الخط الحدودي الفاصل بينها والنمسا، منعاً لتسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى أراضيها، ولتعزيز الشعور بالطمأنينة الأمنية بين المواطنين، على حد قول «مارتن جيدل» الناطق الرسمي باسم الجيش المجري في المحافظة الحدودية المذكورة سابقاً. وأكد «جيدل» أن القوة العسكرية التي نشرت في الخط الحدودي سوف تواصل مهامها التي كلفت بها حتى نهاية العام الحالي على أقل تقدير. لكنه أكد في الوقت نفسه انخفاض معدلات الجريمة في محافظته إلى حد يكاد لا يذكر تقريباً. هذا وقد طلبنا من السيدين «هانز نيزل» و»مانفريد كولي» التعليق على ما اتخذاه من إجراءات وسياسات معادية لدخول المجريين دون قيود عبر الحدود النمساوية، إلا إنهما لم يستجيبا لذلك الطلب. غير أننا لاحظنا إزالة الكثير من اللافتات والإشارات المرورية الدالة على منع دخول المجريين من طرق المرور السريع المؤدية إلى داخل الحدود النمساوية خلال الشهور القليلة الماضية، ربما استجابة من السلطات النمساوية لتهديدات المجريين بتوصيل شكواهم للاتحاد الأوروبي. كما أشرف «جانوس بالكوفيتش» -عمدة مدينة فورتيراكوس المجرية مؤخراً على إنشاء طريق مرور سريع جديد صمم خصيصاً لتجاوز الحواجز التي أنشأتها السلطات النمساوية. ومن رأي «إيرهارد بزيك» نائب المستشار النمساوي السابق، أن بعض الأحزاب السياسية النمساوية تستغل مكافحة ارتفاع معدلات الجريمة المهاجرة في النمسا، ذريعة لإخفاء النوايا الحقيقية لحملاتها السياسية المعادية للهجرة من الأساس. ويستطرد المتحدث إلى القول: «غير أن أعداداً متزايدة من النمساويين تؤيد معاهدة شنجن التي أنشأت فضاءً أوروبياً جديداً خالياً من الحواجز والحدود الفاصلة بين الدول الأعضاء فيها. كما يمكن القول عموماً إن أوروبا الوسطى قد زالت الحدود الفاصلة بين دولها عملياً عقب سقوط حائط برلين». هذا ونرى تزايد عودة ظهور الروابط القوية التي كانت تربط بين دول إمبراطورية «هابسبرج» السابقة، في أعقاب نهاية الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي. بيد أن هوية أوروبا الوسطى لا تزال بعيدة عن الظهور بقوتها الطاغية أيام مجد تلك الإمبراطورية. كولن وودوارد- النمسا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©