الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعودية والمبادرة العسكرية في اليمن

28 مارس 2015 22:19
كان تحرك التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في حرب اليمن يوم الخميس الماضي جديراً بالملاحظة بسبب عدد الدول المشاركة والسرعة التي التأمت بها الخطة، بينما تم توجيه إشعار قصير إلى الولايات المتحدة، التي سحبت قوات عملياتها الخاصة من اليمن نهاية الأسبوع، بأن القوات الجوية السعودية توشك على شن هجوم. وتخبرنا الولايات المتحدة والمسؤولون العرب بأن أسباب العمل العسكري هي اكتساح المتمردين «الحوثيين» المدعومين إيرانياً، ميناء مدينة عدن اليمنية، التي لجأ إليها الرئيس عبدربه منصور هادي في بداية الشهر الجاري. ويوم الخميس، دخلت السفن الحربية المصرية خليج عدن، وهو ممر مائي استراتيجي بين البحر الأحمر وبحر العرب، بينما دكت المقاتلات السعودية معاقل «الحوثي» في الأراضي اليمنية. وبدأت المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وتركيا ومصر، سوياً، تأسيس التحالف العسكري في بداية مارس الجاري، حسبما أفادت مصادر مطلعة على التحالف العسكري. وعلى الرغم من ذلك، لم تبدأ السعودية إجراء مناقشات مفصلة عالية المستوى مع إدارة أوباما حول كيفية دعم الولايات المتحدة التحالف الجديد حتى يوم الأحد الماضي، الأمر الذي أكده مسؤولون أميركيون. وأكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، «بيرناديت ميهان»، يوم الخميس الماضي أنه «قبل أيام من الهجوم، تواصل معنا شركاؤنا السعوديون والخليجيون بشأن أنواع الخيارات التي كانوا يدرسونها، بما في ذلك العمل العسكري». وأيّد السفير السعودي لدى واشنطن، «عادل الجبير»، توصيف «ميهان»، قائلاً: «ناقشنا الأمر مع الولايات المتحدة من حيث المبدأ على مدى شهور»، لكنه أكد لقناة «سي إن إن»، قائلاً: «كنا نناقش الأمر بمزيد من التفصيل مع اقتراب الوقت ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعمل عسكري حتى اللحظة الأخيرة، بسبب الظروف في اليمن، وعليه، كانت الولايات المتحدة على اطلاع بما نفكر فيه، ونسقنا وتشاورنا مع البيت الأبيض من كثب بشأن ذلك». ولا يتفق الجميع مع ذلك الإطار الزمني، ففي لجنة استماع أمام لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، يوم الخميس الماضي، أكد الجنرال «لويد أوستين»، رئيس القيادة المركزية الأميركية، أنه لم يعلم بأن السعوديين سيشنون هجوماً فعلياً في اليمن حتى قبل العملية بساعة واحدة. ومن الطبيعي أن يتوقع أوستين، الذي يشمل مسرح عملياته اليمن، أن يحصل على إشعار بشأن مثل هذه العملية العسكرية قبلها بأكثر من ساعة. وأفاد مسؤول آخر في القيادة المركزية، رفض ذكر اسمه، بأن «أوستين» كانت لديه «تلميحات» في نهاية الأسبوع بأن شيئاً قد يحدث، ولكن لم يحصل على تأكيد نهائي حتى يوم الأربعاء. والمسؤولون السعوديون الذين أطلعوا المشرعين الأميركيين على الأمر يوم الخميس قالوا إن التخطيط لتشكيل الائتلاف بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع، عقب زيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية. وأثناء تلك اللقاءات، تم إخطار أردوغان بعمل عسكري محتمل في اليمن، ووافق على تقديم تركيا دعماً له. لذا، من غير المثير للدهشة أن أردوغان أعلن يوم الخميس موافقة تركيا، وقال إن دولته ربما تقدم دعماً لوجستياً. وأضاف: «نؤيد التدخل السعودي، وعلى إيران والجماعات الإرهابية أن تنسحب». وجاء مزيد من التفاصيل حول التخطيط للعملية يوم الخميس في تغريدة باللغة العربية على موقع «تويتر» من وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قائلاً: «إن قرار المشاركة في عملية (عاصفة الحزم) لم يُتخذ على عجل، وإنما سبقته مفاوضات سياسية مكثفة، ومحاولات ومبادرات لمواجهة جماعة الحوثي، وجاءت هذه العملية بعد أن طرقت الإمارات العربية المتحدة كل الأبواب». وفي النهاية، تشكل الائتلاف، حسب دبلوماسيين عرب ومسؤولين أميركيين، في نهاية الأسبوع أثناء اجتماع في العاصمة السعودية الرياض، تضمن مسؤولين بارزين من الكويت والسعودية والإمارات وقطر والبحرين. وأوضحت الصحافة السعودية في ذلك الوقت أن المؤتمر يناقش الأزمة في اليمن، لكن لم يبدِ أي دلالة على أن هناك تفكيراً في استخدام القوة العسكرية. وعلى الرغم من أن بعض التفاصيل لا تزال غامضة، لكن شيئاً واحداً يبدو واضحاً، وهو أن المبادرة السعودية تعتبر خطوة كبرى تضم الحلفاء العرب في مواجهة إيران. لكن أوباما يحاول على عجل إبرام اتفاق إطار نووي مع إيران نهاية الأسبوع الجاري في سويسرا. والسعودية وحلفاؤها العرب يساورهم القلق من ذلك الاتفاق، لا سيما في ضوء الدور الإيراني في دعم خصومها في لبنان والعراق وسوريا واليمن. والسؤال الآن هل سيؤدي تأييد أوباما لهجمات الائتلاف العربي في اليمن إلى تقويض احتمال جعل إيران حليفاً جديداً مع انتهاء المفاوضات النووية نهاية الأسبوع الجاري في سويسرا. جوش روجين يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©