السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحذير طبي: لا تنفخوا شموع أعياد ميلادكم!

تحذير طبي: لا تنفخوا شموع أعياد ميلادكم!
26 سبتمبر 2009 01:23
كثيرا ما يتكرر أمامنا مشهد لمجموعة من الأطفال الصغار مع أهاليهم يحتفلون بعيد مولد أحدهم، ويرددون على ضوء الشموع «سنة حلوة يا جميل». وبعد الانتهاء من هذه الأغنية ينفخ الصغار والكبار على«التورته» أو كما يسمى «قالب الجاتو» وهم لا يدركون أنهم خلال نفخهم لإطفاء الشموع إنما ينثرون بذلك الفيروسات والميكروبات والجراثيم على قالب الجاتو طيب المذاق بالميكروبات والجراثيم. في أيامنا هذه، الكل يعاني بقلق وخوف من الأمراض المنتشرة خاصة في فصل الصيف ولكن مرض «انفلونزا الخنازير» زاد الذعر والخوف في الناس، ونتيجة لهذا المرض حذرت بعض الدول من تبادل القبلات بين الأفراد خشية انتقال العدوى الفيروسية فالقبلة تسبب المرض أو تنقله، فكيف الحال بالنفخ على «التورت» وتقديمها للضيوف ليتناولوا منها جميعهم. عادة قديمة يقول الدكتور سمير سامي- أخصائي التغذية العلاجية: «إن نفخ الرذاذ وزفره يؤدي إلى انتقال كثير من الأمراض المعدية مثل: (الانفلونزا وشلل الأطفال والنكاف والحصبة الألمانية والرشح والتهاب الحلق والجدري والسل)، وغيرها من الأمراض خاصة الفيروسية، لذلك وجه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أتباعه إلى عدم النفخ والتنفس في آنية الأكل والشرب، كما أمرهم بتغطية الوجه أثناء العطاس والتثاؤب». ويشير د.سامي إلى أن «النفخ في الطعام والشراب أو إخراج النفس فيه عادة يومية، يفعلها الإنسان دائما عندما يأكل أو يشرب شيئا ساخنا بغرض تبريده. لكنها عادة خاطئة ومؤذية جدا»، وقد تؤدي والعياذ بالله للإصابة بالعديد من الأمراض». قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: «وهذا النهي للتأدب لإرادة المبالغة في النظافة، إذ قد يخرج مع النَّفَس بصاق أو مخاط أو بخار رديء فيكسبه رائحة كريهة فيتقذر بها هو أو غيره من شربه» انتهى. وقال العلامة المناوي رحمه الله «والنفخ في الطعام الحار يدل على العجلة الدالة على الشره وعدم الصبر، وقلة المروءة». كائنات حساسة أما من الجانب العلمي بحسب د.سامي ففي الإنسان «تعيش بكتيريا كثيرة في جسم الإنسان لكن بعضها بفضل الله ورحمته نافعة للجسم وغير ضارة، بحيث إنها تقوم بعمليات تنشيط التفاعلات الحيوية، وأيضا تنشيط التفاعلات اللازمة للهضم. وتوجد بعض من هذه البكتيريا في الفم، وهناك نوع من البكتيريا يسمى (Helicobacter pylori) ومكان وجودها في المعدة، وعند خروجها من الفم تكون ضارة بدرجة كفيلة أن تصيبه بمرض خطير في بعض الأحيان حيث تقوم تلك البكتيريا حين تخرج من الفم بواسطة النفخ بالتحوصل على الطعام الساخن». ويضيف د.سامي موضحا: «تعتبر البكتيريا كائنات حساسة للحرارة فتقوم بحماية نفسها بالتحوصل، ثم يتناول الإنسان ذلك الطعام حيث تتواجد البكتيريا فيه بشكل كبير جدا، وتكون في أتم الاستعداد للدخول إلى داخل الجسم.. ولنا أن نتخيل كم مرة يقوم الإنسان بالنفخ في الطعام وكم هي كمية البكتيريا المتواجدة فيه؟ ثم يقوم بتناول ذلك الطعام مع تلك البكتيريا المتحوصلة، لتبدأ رحلة المرض من الفم ومن ثم المريء إلى أن تصل إلى المعدة». خطورة النفخ يحذر د.سامي من خطورة نفخ الشموع في قوالب الجاتو، مشيرا إلى أمر أشد خطورة. يقول: «إذا تجمع عدة أشخاص حول تورتة «قالب جاتو» خاص بعيد الميلاد ليقوموا بنفخ الشموع كمجموعة واحدة، وذلك خلال هذه الأيام الصعبة -تحديدا- مع وانتشار الأمراض المعدية و»انفلونزا الخنازير»، فأي نتيجة سنكون أمامها بعد أن يتناولوا التورتة بعد النفخ؟! من هنا ينصح الدكتور سامي القراء قائلا: «لا للنفخ وتقارب الأنفس» وذلك لمنع انتشار العدوى والأمراض، والدليل على ذلك ما أوصت به منظمة الصحة العالمية التي طالبت «بارتداء كمامات على الفم» لمنع انتقال العدوى عبر النفس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©