الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحريري يبدأ مشاورات تشكيل الحكومةاللبنانية

الحريري يبدأ مشاورات تشكيل الحكومةاللبنانية
25 سبتمبر 2009 00:39
انهى الرئيس سعد الحريري اليوم الاول من استشاراته النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة اللبنانية في اجواء وصفت بالايجابية، رغم عدم بروز اية مؤشرات توحي بأن العقد التي حالت دون ولادة الحكومة آبان مرحلة التكليف الاولى آيلة الى الحل «السحري» في المرحلة الثانية. فالحريري التقى امس الكتل البرلمانية الكبرى وهي: «التنمية والتحرير»، «الاصلاح والتغيير»، «اللقاء الديمقراطي»، «الوفاء للمقاومة»، وعرض مع كل منها على مدى ساعة كاملة مطالبها وشروطها، وتوصل الى قناعة راسخة بضرورة قيام حكومة وحدة وطنية تضم كل الاطراف، لاسيما وان هذه الكتل تمثل الاغلبية النيابية المعارضة التي اجمعت على التمسك بصيغة 15-10-5، وكررت مطالبها التي سبق وطرحتها خلال مرحلة التكليف الاولى. وتعتبر الاستشارات التي يتابعها الحريري اليوم الجمعة بلقاء مع كتلته «المستقبل» بعد كتلتي «القوات اللبنانية» و«الكتائب» ويستكملها ايام السبت والاثنين والثلاثاء، روتينية لانها تشمل فريق الموالاة بأكمله وبعض الكتل المعارضة الصغيرة، لتكتمل الصورة لديه قبل الشروع في التأليف، ووفق مصادر الاكثرية فإن شيئاً لم يطرأ على مطالبها وشروطها السابقة حتى الآن وابرزها عدم توزير الراسبين في الانتخابات النيابية. وقالت مصادر المعارضة رداً على سؤال لـ«الاتحاد» إن الرهان الآن على استجابة الحريري لمطالب فريق 8 مارس وهي معروفة، وهناك توافق مسبق بين اقطاب هذه القوى على الدخول مجتمعة الى الحكومة او البقاء خارجها، لانها ترفض ان تتمثل بوزراء غير فاعلين في الحكومة الجديدة، ما يعني ان الرئيس المكلف عاد الى المربع الاول في مهمته وعليه الاختيار ما بين المشاركة الحقيقية للمعارضة في الحكومة او تشكيل حكومة من لون واحد. وكان الرئيس الحريري قد باشر استشاراته بلقاء رئيس البرلمان نبيه بري الذي غادر محافظاً على «صومه عن الكلام» ثم نائبه النائب فريد مكاري الذي قال: «بغض النظر عن تفاصيل شكل الحكومة، والمطالب والشروط، ما تمنيته على دولة الرئيس هو ان يأخذ في الاعتبار ان البلد لا يجوز ان يبقى من دون حكومة». واكد بأن «الرئيس الحريري لم يقصّر بشيء، ولن يألو جهداً وانفتاحاً لتشكيل حكومة يشارك فيها الجميع ولكن يا للاسف ثمة من لا يريد لهذا البلد ان ينطلق، ولا لمؤسساته ان تعمل بانتظام، ففي كل مرة يكون البلد امام استحقاق دستوري يتكرر السيناريو نفسه». ورداً على سؤال حول لقاءات جدة قال: «نأسف ان يكون للخارج تأثير على موضوع تشكيل الحكومة في لبنان، ولكن القرار اللبناني يجب ان يكون مستقلاً في الشأن الحكومي». وقال النائب انور الخليل باسم كتلة «التنمية والتحرير» الذي غاب عنها الرئيس بري: «اكدنا للرئيس المكلف على ما طرحته الكتلة في الاستشارات السابقة وطالبنا بقيام حكومة وحدة وطنية على قاعدة 15-10-5، وتطبيق اتفاق الطائف تطبيقاً كاملاً، تمهيداً للقيام بخطة متكاملة لالغاء الطائفية السياسية، والانماء المتوازن في جميع المناطق، وتنفيذ مشروع الليطاني ودفع التعويضات المستحقة للاهالي على اثر عدوان اسرائيل عام 2006 وما سبق ذلك من تعويضات مستحقة. واكد النائب روبير غانم الذي قابل الحريري منفرداً بعد ذلك ان المطلوب ليس ان نصل الى احداث امنية حتى نتفق او نصل الى حل، بل الترفع عن الخصوصيات والمصالح الضيقة، والالتزام بدعم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة على ان تكون على مستوى طموح اللبنانيين. واعلن رئيس كتلة «الاصلاح والتغيير» النائب العماد ميشال عون بعد الاجتماع مع الرئيس المكلف: ان للبحث تتمة. ووصف النائب وليد جنبلاط باسم كتلته «اللقاء الديمقراطي» زيارة الرئيس الاسد الى جدة بالحدث السياسي الكبير الذي سينعكس ايجاباً على لبنان، وشن هجوماً غير مسبوق على الرئيس الاميركي باراك اوباما وقال: «ان حاكم اميركا اليوم هو رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو وليس اوباما». وحول الحكومة اكتفى بالقول: «إن الرئيس المكلف حريص على المصلحة الوطنية». وقال عضو اللقاء النائب فؤاد السعد قبل مشاركته في لقاء الرئيس المكلف ضمن وفد اللقاء في حديث لاحد المواقع «الالكترونية»: «ان الانقسام ما زال على حاله ولا اعتقد ان هذا الموضوع سيحل بالسهولة المنشودة، واقترح على الحريري ان يأتي بأقطاب طاولة الحوار ويجعلهم وزراء في حكومته الجديدة».وتحدث النائب محمد رعد باسم كتلة «الوفاء للمقاومة» فأشار الى ان الاجواء كانت ايجابية. واوضحت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ»الاتحاد» بأن مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم قرب جدة، واللقاءات التي تمت على هامش المناسبة، شكلت خطوة مهمة على طريق تأليف الحكومة اللبنانية. ورأت المصادر ان التقارب السعودي – السوري الذي تحقق في هذه المناسبة، يحتاج الى ترجمة عملية لا تكتمل الاّ بقمة ثنائية بين العاهل السعودي والرئيس السوري. ونفت ان يكون لدى دمشق اية نوايا للضغط على فريق المعارضة لتقديم تنازلات، وقالت: «ان اتصالات بعيدة عن الاضواء الاعلامية تجري حالياً بين الرياض ودمشق وبيروت، للمساعدة على حل العقد التي تعرقل ولادة حكومة لبنانية تضم جميع الاطراف وتعزز الوحدة الوطنية»
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©