الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شبح الحرب يخيم على حدود دولتي السودان

شبح الحرب يخيم على حدود دولتي السودان
28 مارس 2012
فجأة وعلى عكس اتجاه التطورات السياسية الأخيرة التي كانت تمضي نحو إقرار سلام شامل وتقارب استثنائي بين البلدين، اندلعت الحرب بين دولتي السودان. وأعلنت حكومة الخرطوم تعليق زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا عاصمة جنوب السودان والتي كان من المقرر أن تبدأ مطلع أبريل المقبل ونفضت يدها عن اتفاقيات وقعتها مع جوبا في أديس أبابا وقرنت تلك الخطوات بإعلان حالة التعبئة والاستنفار في البلاد وذلك على خلفية هجوم قالت إن الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان شنه بالتحالف مع قوات حركة “العدل والمساواة” (متمردي دارفور) على منطقة هجليج التي تضم أكبر حقول للنفط في السودان. وفي المقابل اتهمت حكومة جوبا الجيش السوداني بشن هجمات في داخل حدود جنوب السودان مما دفعت قوات الجيش الشعبي إلى رد الهجمات ومطارة جيش الشمال والاستيلاء على منطقة هجليج، بيد أن الجيش السوداني نفى ذلك واعلن انه دحر القوات الجنوبية. ووصف متحدث باسم القوات المسلحة لجنوب السودان في جوبا في تصريحات لـ(بي بي سي) الاشتباكات بأنها أكبر مواجهة منذ انفصال جنوب السودان في يوليو 2011م. وبينما تستمر المعارك وعمليات القصف لليوم الثاني، قال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامي أمس إن جنوب السودان لا يريد “الانجرار” الى حرب جديدة “جنونية” مع الخرطوم. وأضاف أن “جوبا قادرة على الدفاع عن أراضيها وسلامتها”. وقال بنجامين في مؤتمر صحفي أمس “كما قال رئيسنا (سيلفا كير) لا يمكننا الانجرار إلى حرب جنونية، لكننا قادرون على حماية أراضينا ووحدتنا”. وصرح رئيس أركان جيش جنوب السودان فيليب اقوير في المؤتمر الصحفي نفسه “لم يتوقف القصف، جرت معارك برية هذا اليوم (أمس الثلاثاء) ونتوقع أن يهاجمونا (الجيش السوداني) في مواقع أخرى”. وتابع “من البديهي أنه لا يمكن حدوث معارك منذ بعد الظهر وحتى الصباح من دون خسائر”، مشيراً إلى انتظار التفاصيل حول حصيلة القتلى والجرحى. وانفجرت الأوضاع العسكرية بعد يومين فقط من مفاوضات جرت في الخرطوم بين الجانبين وصفت بأنها سجلت اختراقا استثنائيا. وأعلن الجيش السوداني أنه تمكن من صد هجوم شنه الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان بالتحالف مع قوات حركة “العدل والمساواة” علي منطقة هجليج وألحقهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأشار في بيان له إلى أن غالبية القتلى من ضباط وجنود الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان مما أدى إلى انسحابهم مهزومين في اتجاه الجنوب. وكشف البيان الذي ألحق ببيان سابق اصدره الجيش مساء امس الأول عن تفاصيل الهجوم وأشار إلى أن قوة محدود من الجيش الشعبي استعلمت قائد الموقع الدفاعي في محطة التشوين الحدودية حول مزاعم عن نوايا سودانية في التوغل داخل أراضيه، وأشار إلى أن القوة انسحبت بعد ذلك ثم عادت مرة أخرى في الساعة الثانية ظهرا بكتيبتين من الجيش الشعبي وهاجمت المحطة لكنها منيت بهزيمة من الجيش السوداني. وعلى الفور أصدر الرئيس السوداني عمر البشير قرارا بتكوين لجنة للتعبئة والاستنفار برئاسة نائبه الأول علي عثمان ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين نائبا له وحدد اختصاصات اللجنة في وضع الترتيبات اللازمة لنفرة الردع الكبرى وتهيئة المعسكرات لإعداد المجاهدين بجانب أي مهام أخري لازمة لتحقيق أغراضها. وألزم القرار وزارة المالية بتمويل نشاطات اللجنة. وأمس اتهم جنوب السودان السلاح الجوي السوداني بقصف حقول نفط رئيسية في ولاية الوحدة قرب الحدود مع السودان، ولم يعلق الجيش السوداني على اتهامات الجنوب. وقال وزير الإعلام في ولاية الوحدة، جيديون جاتبان لـ”رويترز”: “عندما اتصلتم هذا الصباح سمعت طائرة أنتونوف تحلّق فوق بلدة بانتيو لأنها كانت أسقطت لتوها قذائف على حقول نفط رئيسية في ولاية الوحدة”. ولم يتسن الاتصال على الفور بالجيش السوداني، إلا أن شركة النيل الكبرى لعمليات البترول في الولاية أكدت القصف. وقال تشوم جواج نائب رئيس الشركة “الطائرات الحربية تحلق في كل مكان سقطت قنبلة بالقرب من المعسكر الرئيسي في ولاية الوحدة لكن حتى الآن ليس لدينا معلومات عن الأماكن الأخرى”. وأضاف “قصفوا حقل النفط لكننا حتى الآن ننتظر التقرير من الحقل ليبلغنا ما إذا كان تضرر”. وكان رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير اتهم الجيش السوداني بشن هجوم علي مدينة جاوا الحدودية. وقال كير لدى افتتاح اجتماع للحزب الحاكم في العاصمة الجنوبية عصر أمس الأول “هذا الصباح جاءت القوات الجوية (السودانية) وقصفت مناطق في ولاية الوحدة” مشيرا إلى أن هجوما للقوات المسلحة السودانية وميليشيات قد أعقب هذا القصف العنيف. وأكد كير أن قوات جنوب السودان ردت على الهجوم واجتازت الحدود للدخول إلى الأراضي السودانية وسيطرت على حقل نفط هجليج الذي يطالب به الطرفان. ودحضت الخرطوم دعاوى كير في هذا الشأن، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية عبد الله علي مسار في بيان إن تصريح رئيس دولة جنوب السودان بأن قواته قد احتلت منطقة هجليج في عملية عسكرية ينم عن حقد دفين على السودان وشعبه. وأشار إلى أن الاتفاقيات التي وقعت في أديس أبابا والوفد الذي حضر إلى الخرطوم من دولة جنوب السودان “كان خداعا وتضليلا”، مؤكدا جاهزية القوات السودانية للذود عن البلاد. من جانبه وصف نائب الرئيس السوداني الحاج ادم يوسف الاعتداء بأنه نكوص عن الاتفاقيات بين الجانبين ومؤشر عن عدم الأمانة والمسؤولية من حكومة دولة جنوب السودان. من جانبه، قال الحاج آدم نائب الرئيس السوداني في حديث بثه التلفزيون السوداني الليلة قبل الماضية: “لا حديث عن زيارة أو اتفاقيات أو تفاوض مع جوبا إلى حين انجلاء الوضع الأمني في منطقة هجليج”. وطالب نائب الرئيس السوداني سلطات جنوب السودان بان تقوم بتنمية بلادها بدلا من الدخول في صراعات مسلحة، مؤكدا أن الاعتداء على هجليج يوضح عدم وجود إرادة سياسية لدى الجنوب للتعايش السلمي مع السودان. وأكد الحاج في برنامج «أكثر من زاوية» بالتلفزيون القومي أن لا اتجاه للتفاوض إطلاقًا إلا بعد «كنس» الجيش الشعبي من الحدود السودانية.
المصدر: الخرطوم ، جوبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©