محمد حامد (دبي)
في قديم الزمان خرجت الأساطير من وحي الخيال، وكان البطل دائماً ذلك الفارس على الجواد الأبيض هو حلم كل الأجيال، ومع مرور الوقت تطور الحلم وأصبح الفارس من دون جواد ولا سيف ولا الرداء الأبيض، ولكنه أضحى ذلك الذي يتخطى الصعاب ومن يجسد الخيال حقيقة ومن يمتلك القدرة على صناعة الأمجاد، حتى وإن كانت ذات صلة بتلك الأساطير القديمة.
في كرة القدم لا تختلف الأحلام كثيراً عن الأساطير كونها بعيدة المنال في الكثير من الأحوال، خاصة في القارة العجوز أوروبا حلم كل لاعب وكل شخص عرف الساحرة المستديرة وذاق حلاوة شهرتها، وأن تكون لاعباً في أكبر أنديتها هو الحلم الكبير للجميع من أدنى الأرض إلى أقصاها، وفي بلادنا العربية كان هناك العديد من السفراء في الغرب خاصة بلاد الإنجليز، منهم من نجح ومنهم من اكتفى بالزيارة والجلوس على دكة البدلاء، حتى جاء الفاتح محمد صلاح الدين الذي فتح كل الأبواب وصنع الأمجاد، وجسد رويات الأساطير إلى حقيقة تسير على الأرض، بعد أن بات الفارس الأول في إنجلترا بحصده جائزة أفضل لاعب في البريميرليج، في موسمه الأول في البطولة، متفوقاً على الكثير من النجوم الذين يتواجدون في الملاعب الإنجليزية منذ سنوات طويلة، ليكون ملهم الأجيال وفاتح الطريق لمزيد من البطولات لتعيد أمجاد العرب في الغرب.
صلاح ابن نجريج أصبح ملك البريميرليج، حلم لم يكن في مخيلة عشاقه، لكن الملك الجديد جسده حقيقة بالعمل والمهارة وتطوير الذات والإمكانيات، وجعل الجميع يحلم بما هو أكثر من ذلك، عطفاً على ما يقدمه من مستويات رائعة أبهرت كل متابعي الكرة هنا وهناك في بلادنا وبلادهم، في عيوننا وعيونهم باعترافهم قبل تعاطفنا.
وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي عن اسم أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في حفل كبير بالعاصمة الإنجليزية لندن في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، وما أن نطقت باسم محمد صلاح حتى انطلقت الأفراح في مصر والبلاد العربية احتفالاً بالابن البار، ذلك اللاعب الذي سيطر حبه على الجميع من أفعاله قبل أدائه، من صورة رائعة أعطاها للعالم أجبرت الجميع على احترامه وحبه ،وجعلت جماهير ليفربول تتغنى باسمه في كل ميدان وملعب ومضمار في المدرجات وخارجها، فهو الملك المتوج على عرش قلوب عشاق الريدز، وهو الفارس الجديد الذي سوف يحقق كل أمانيهم محلياً وحتى قارياً بعد غياب سنوات طويلة.
وتفوق صلاح، هداف الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 31 هدفاً، في السباق على كيفن دي بروين لاعب وسط مانشستر سيتي بطل الدوري وهاري كين مهاجم توتنهام هوتسبير، اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث على الترتيب في تصويت اللاعبين.
وأصبح صلاح (25 عاماً) ثاني لاعب عربي ينال الجائزة بعد الجزائري رياض محرز الذي فاز بها 2016، بعدما قاد ليستر سيتي لإحراز لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه.
وسجل هداف البريميرليج، الذي انضم إلى ليفربول قادماً من روما الصيف الماضي، 41 هدفاً في كل المسابقات هذا الموسم وقاد ناديه إلى قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث سيواجه فريقه الإيطالي السابق في لقاء الذهاب اليوم.
وتوج «مو» موسماً رائعاً حصد فيه أيضاً جائزة أفضل لاعب أفريقي في يناير الماضي، بعدما قاد منتخب مصر إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2017، ثم ساهم في عودة بلاده لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 1990.
وقال آلان شيرر قائد منتخب إنجلترا السابق، والناقد في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، عن صلاح: «كل كرة يلمسها تبدو أنها تسكن الشباك وهو في أحد هذه المواسم التي عندما تنزل فيها الملعب لا تأمل في التسجيل، لكن تعلم أنك ستسجل بالتأكيد».
ويبتعد صلاح بهدف واحد عن تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم واحد مكون من 38 مباراة، الذي يتقاسمه حالياً مع شيرر وكريستيانو رونالدو ولويس سواريز.
على جانب آخر ذهبت جائزة أفضل لاعب شاب إلى الألماني ليروي ساني جناح سيتي، الذي ظهر بمستوى أكثر من رائع مع البلو مون هذا الموسم، وقاده برفقة زملائه إلى منصة التتويج باللقب الخامس للبريميرليج قبل النهاية بخمس جولات كاملة.
أرقام
«فخر العرب».. بطل من ذهب
1992: سنة الميلاد
2006: المقاولون العرب.. ناشئاً
2010: المقاولون العرب.. الفريق الأول
2012: بازل - 2.5 مليون يورو
2013: بطل الدوري السويسري
2013: أفضل لاعب في سويسرا
2014: بطل الدوري السويسري
2014: تشيلسي - 16.5 مليون يورو
2015: بطل الدوري الإنجليزي
2015: بطل كأس الرابطة الإنجليزية
2015: إعارة - فيورنتينا
2015: إعارة - روما
2016: انتقال - روما - 15 مليون يورو
2017: ليفربول - 42 مليون يورو
2017: التأهل مع مصر لكأس العالم
2017: أفضل لاعب أفريقي
2018: هداف البريميرليج بـ 31 هدفاً
2018: نصف نهائي دوري الأبطال
2018: 41 هدفاً في جميع البطولات
2018: أفضل لاعب في انجلترا
2010 - 2018: ارتفاع قيمته السوقية من 25 ألفاً إلى 80 مليون يورو
عدد اليوم
