الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتاوى .. يجيب عليها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

فتاوى .. يجيب عليها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة
28 مارس 2013 20:46
? ما هي كمية الأكل الجائز في اليوم وكيفية تنظيم الأكل حتى لا نقع في الإسراف؟ ?? ليس هنالك شرعاً حد معين للأكل يومياً، فإن ذلك يتعلّق بحال الشخص وبحاجته للطعام، والأكل جائز عموماً ما لم يصل إلى حد الإضرار بالبدن أو الإسراف، قال الله تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، «الأعراف: 31». وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة»، وقال ابن عباس «كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك اثنتان: سرف، أو مخيلة». ولا حرج في الأكل من الطيبات حسب ما يتيسر، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، «البقرة: 172». والإسراف الذي يجب الحذر منه هو الصرف الزائد على المطلوب، قال العلامة ابن عابدين في تكملة حاشية رد المحتار: «... الإسراف صرف الشيء فيما ينبغي زائداً على ما ينبغي». المال الحرام ? أخرج من العمل خلال ساعات الدوام، وأحياناً أتمارض، ثم أقبض راتبي كاملاً، فماذا أفعل لأبعد المال الحرام عن نفسي وأبنائي؟ ?? الوفاء بساعات العمل المقررة في العقد بينك والدائرة أمر رباني؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ)، «المائدة: 1». وهذا يوجب الوفاء بكامل متطلبات العقد، وبالتالي، فإن الخروج من العمل من دون إذن أو التمارض للحصول على استراحة أو التقصير في أداء الواجب وتضييع الوقت خلال الوقت المخصص للعمل، توقع الإنسان في المخالفات الشرعية وتفتح عليه باب الشبهات وأكل مال الحرام، وتذكر دائماً السؤال الثالث الوارد في الحديث الشريف الذي أخرجه الترمذي في سننه عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «لاَ تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ». وللتخلص من هذا المال الذي أخذته من غير حقٍّ شرعي: فيجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى، ثم ردُّ هذا المال إلى جهة العمل لأن التوبة المالية لا تقبل إلا بردِّ المال إلى صاحبه إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن ذلك فتصدق بقيمة ما قصرت فيه. العمرة ? أعتزم الذهاب إلى العمرة، مبتدئاً بالمدينة أولاً للزيارة لمدة يوم، عائداً إلى جدة ومنها إلى مكة للعمرة، هل في ذلك شيء؟ ?? إتيان المدينة المنورة لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصلاة في مسجده فيها الأجر العظيم، ولكن ليس لذلك تحديد وقت، ويجب ألا يقيم الإنسان هناك مدة معينة، بل هذا يرجع لظرف الإنسان، ولكن لا يجوز لك دخول جدة إلا وأنت محرم، والمطلوب منك أن تحرم من ميقات أهل المدينة وهو المسمى بأبيار علي. واعلم أخي أن الصلاة في المسجد النبوي الشريف، ثم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قربة عظيمة ينبغي أن لا تفوت الحاج والمعتمر وغيرهما، وإنه لمشهد إيماني مهيب ومرتبة عظيمة أن يقف المسلم مسلِّما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على يقين أنه يسمعه ويرد عليه السلام، ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام». قال القاضي عياض المالكي في الشفا «وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها، وفضيلة مرغب فيها». والنبي صلى الله عليه وسلم دفن في بيته، فبيته قبره، وما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة للحديث الذي في الموطأ: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة». وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضل مسجده، ففي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام». فإذا دخل المسلم مسجده صلى الله عليه وآله وسلم، صلى ركعتي تحية المسجد، ثم توجه لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثم زيارة أهل البقيع، وكذا شهداء أحد إن تيسر ذلك. هل للجنين في بطن أمه حج؟ ? إذا حجت المرأة والجنين في بطنها، فيقال إن الطفل قد حج من باب حال أمه فقط، لكن ليس له حقيقة شرعية معتبرة بخصوص حج أمه فهو ليس محلاً لشيء مما يكون في حج الصبي. ?? وأما بعد ولادته، فيعلم والداه على النية عنه حتى ينال ثواب الحج، كما جاء في صحيح مسلم: «عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء، فقال من القوم؟ قالوا المسلمون، فقالوا من أنت قال رسول الله، فرفعت إليه امرأة صبياً، فقالت ألهذا حج قال نعم ولك أجر: «قال الإمام النووي رحمه الله» فيه حجة للشافعي ومالك وأحمد وجماهير العلماء أن حج الصبي منعقد صحيح يثاب عليه وإن كان لا يجزيه عن حجة الإسلام، بل يقع تطوعاً». إذن الزوج ? أعطاني والدي الإذن في الحج، أما زوجي فبيني وبينه مشكلة، وحاولت أخذ الإذن غير أنه لم يرد، فهل حجي مقبولاً؟ ?? ما دمت قد بذلت جهدك في محاولة أخذ إذن الزوج ولم يرد عليك، وأنت في بيت الوالد حفظه الله، بسبب الظروف التي ذكرتها، فإن إذن الوالد يكفيك، ونسال الله أن يتقبل منك هذا الحج. ففي شرح ابن بطال رحمه الله للحديث الذي رواه البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ، إِلا بِإِذْنِهِ»، (قال المهلب: هذا الصوم المنهي عنه المرأة إلا بإذن زوجها هو صوم التطوع عند العلماء، كما ترجم به البخاري؛ لإجماعهم على أن الزوج ليس له أن يمنعها من أداء الفرائض اللازمة لها، وقوله، عليه السلام: «لا تصوم... إلا بإذنه»، هو محمول على الندب لا على الإلزام، وإنما هو من حسن المعاشرة وخوف المخالفة التي هي سبب البغضة، ولها أن تفعل من غير الفرائض ما لا يضره ولا يمنعه من واجباته بغير إذنه، وليس له أن يبطل عليها شيئاً من طاعة الله عز وجل، إذا دخلت فيه بغير إذنه) أهـ. ومن المعروف أن الزوج لا يجوز له أن يمنع زوجته من أداء فريضة الصوم، فلا ينبغي للزوج أن يمنع زوجته من الحج إذا توافرت لها كل الشروط المطلوبة، والأمر آكد في حالتك، فالعلاقة الزوجية معطوبة، وقد حاولت الاتصال به فلم يرد عليك، وقد وجدت الظروف المناسبة لتأدية فريضة الحج، فلا حرج عليك في الحج بإذن من والدك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©