الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خيانة وطن

خيانة وطن
9 يوليو 2016 22:25
عندما تمر علينا هذه الجملة، الشعور وحده يرفضها، نقف عند بداية الطريق ونضع خطاً أحمر أمامها، لا شك أن في خيانة الأوطان وجعاً ينخر الحياة، يدمر أوتارها بشدة ويزيدُ لوعة الصمت وتمادي الدمار النفسي، وما أقسى أن تكون خيانة الأوطان من قِبل أبنائها، وهم للأسف عاشوا وترعرعوا فيها بكل أريحية وسهولة، في حين ندرك أن ثمة أعيناً تتربص للوطن في خفية ومن وراء ستار خبيث لتتصيد ما تود افتراسه، وفي لحظات ضعفهم وتناقض أفعالهم تبدأ حياة الغدر. وما شاهدناه في مسلسل خيانة وطن، كان يدور حول وطن بأكمله وحياة لحثالة مواطنين للأسف، تمادوا في حسهم العدواني تجاه وطن أحاطهم برعايته، ووفر لهم ما كان يوماً ينقصهم رغم اكتمال مواردهم ومعيشتهم وراحة أبدانهم فوق أرضه، ونحن نتابع بداية تتر المسلسل تجرفنا المشاعر بولاء صادق وتقشعر بحب وخوف شديدين على الوطن، وهذا لا غرابة فيه لأن المواطن الصالح يدرك جيداً أنه مهما علت الأصوات وتعاظمت ألسنة الأحقاد، سيبقى الوطن رمزاً من رموز الحب الأول بعد الله سبحانه وتعالى، فما بالنا لو سمعنا أو شاهدنا بعض أبنائه يحفرون خندقاً سرياً لدفنه، مؤلمة حقاً هي الخيانة، ففي كل مشهد نكتشف أعيناً كانت تختفي خلف جدار منزل ما وتسعى لعقد اجتماعات دنيئة وحقيرة وتحفيزية لهدم عقول الشباب، وزرع قنبلة الانتقام من الوطن بشكل يحمل الحقد والغل. ولكن.. تبقى كلمة الحق عالية تعلو مع رايات النصر، هناك أمن يحمي ويسعى للحفاظ على حدوده وتخريب خطط كل من يتطاول أو يمس وطننا بضر، والحمد الله أن منّ الله علينا بالفكر الصائب والحكمة التي انطلقت من حكيم العرب الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) فمن نبع فكره وحكمته تعلمنا حب الوطن. المسلسل حمل رسالة عظيمة، مفهومها يتدرج بديهياً إلى من تسول نفسه خيانة الأوطان ولا نعني الإمارات فقط، ففي كل وطن خير ونعمة وشر عظيم، ولا بد من الحفاظ عليه، لذا هي مشاهد توعوية لأجيال اليوم والأجيال القادمة، والوطن من الأسس المهمة في حياة كل إنسان يعيش فوق أرضه، الدفاع عنه من الأولويات، وعدم المساس بشرعيته وقوانينه واجب، ومهما علت رايات الحقد والفساد فلا بد أن ينتصر الحق على مرأى الجميع. الإنسان بلا وطن كشجرة جفت في الصحراء، والخائن لن يستمر في طغيانه فوق أرض الإمارات ما دام البيت متوحداً، والرسالة المهمة التي أتمنى أن تصل إلى مؤسسات الإعلام بأن ثمة كُتباً وروايات كثيرة تحاكي مجتمعاتنا العربية والخليجية لأدباء وروائيين شباب، فلماذا لا تنطلق شعلة البحث عن أعمال قادمة توازي مسلسل خيانة وطن؟ موزة عوض
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©