الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

صيام رمضان.. فريضة بدأت بالتدريج

25 مايو 2017 23:46
أحمد محمد (القاهرة) جاءت فريضة الصوم بتدرج، فأراد الله أن يُخرج أمة محمد صلى الله عليه وسلم من دائرة أنهم لا يصومون إلى أن يصوموا صياما يخيرهم فيه، ثم جاء الأمر بصيام لا خيار فيه، فالصوم قد فرض أولا باختيار، وبعد أن اعتاده المسلمون وألفوه، جاء قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، «سورة البقرة: الآية 185». وفي هذه الآية لم يذكر الحق الفدية أو غيرها، فصار الصوم فريضة محددة المدة، وهي شهر رمضان، وبذلك انتهت الفدية بالنسبة لمن يطيق الصوم، فجاء تشريع الصوم تدريجياً ككثير من التشريعات، وقول الحق: (... وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ...)، خطوة في الطريق لتأكيد فرضية الصيام. ويقول العلماء إن الصيام منهج لتربية الإنسان، وكان موجوداً من قبل، وعندما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الصوم على المسلمين اختيارياً في البداية، ثم فريضة من بعد ذلك، ومدة الصيام هي شهر رمضان. قال القرطبي، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن جملة واحدة على جبريل في ليلة القدر، وهو هدى للناس، ورشاداً إلى سبيل الحق، وبينات من الهدى، واضحات دالة على حدود الله وفرائضه وحلاله وحرامه، والفرقان الفصل بين الحق والباطل، ومن الحلال والحرام، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضاً أو على سفر فأفطر فعليه صيام عدة الأيام التي أفطرها من أيام أخر. وقال ابن عثيمين، أوجب الله الصوم ونسخ الإطعام، لكن لما كان أول فرض الصيام قد يشق على الناس أن يصوموا رُغّبُوا في الصوم، وخُيِّروا بينه وبين الإطعام، ثم لما استقر الفرض في نفوسهم، وقرت به أعينهم، أوجب الله عليهم الصيام، ولهذا لا يجوز للإنسان أن يطعم مع قدرته على الصوم، ثم إذا كان عاجزا عن الصوم، فإما أن يكون عجزه مستمراً، فهذا يطعم عن كل يوم مسكيناً، وإما أن يكون عجزه طارئاً يرجو زواله كالمريض مرضاً معتاداً، فهذا ينتظر حتى يشفى، ثم يصوم. وقال الدكتور زغلول النجار في «أسرار القرآن»، إن شهر رمضان هو أشرف شهور السنة على الإطلاق، ولذلك جاء ذكره باسمه مفصلاً في كتاب الله، والشهر الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم، بينما جمعت الأشهر الحرم - على فضلها - تحت هذا المسمى، واختيار رمضان لإنزال جميع ما نعلم من رسالات السماء فيه تأكيد على أنه أشرف شهور السنة. وقد أوجب الله على المسلم أداء هذه الفريضة، ويحرُم عليه أن يفطر، وإن أفطر لغير عذر شرعي كان من الخاسرين في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقضه - أي لم يجزه - صوم الدهر كله وإن صامه». وهذه الآية الكريمة من أعظم آي القرآن الكريم خيرا وبركة، لأنها أوجبت صوم رمضان، وأشادت بفضل القرآن العظيم ونوّهت إلى ما فيه من الهدى والفرقان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©