الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوكرانيا.. الأمن غير مستتب!

27 مارس 2015 22:28
في منتدى بروكسل لصندوق «مارشال» الألماني يوم الأحد الماضي، صرح الجنرال فيليب بريدلوف من القوات الجوية الأميركية، بأن روسيا ما زالت ترسل أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، ما يوضح أن الرئيس فلاديمير بوتين، ليست لديه نوايا للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في الشهر الماضي. وأكد «بريدلوف»، القائد البارز في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أن موسكو ما زالت تعزز دعمها العسكري والاقتصادي للانفصاليين في شرق أوكرانيا، وأضاف أن هذا الاستنتاج مستمد من أدلة جمعتها الاستخبارات. وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في «مينسك» في روسيا البيضاء، فإن روسيا ملزمة سحب كل قواتها وعتادها من أوكرانيا، وتسليم السيطرة على الحدود إلى حكومة كييف بنهاية العام. ومن المفترض أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستراقب الالتزام الروسي. وقد أعرب «بريدلوف» عن اعتقاده بأن التحركات الروسية تجعل بحث الغرب لخيارات تسليح أوكرانيا أمراً أكثر إلحاحاً. وعلى رغم أنه لم يؤيد صراحة إرسال مساعدات حربية، إلا أنه يدافع عن هذا الخيار داخل إدارة الرئيس أوباما بحسب عدد من التقارير. وقد أكد القائد العسكري البارز أن «ما نشهده هو أن هناك أدوات دبلوماسية ومعلوماتية وعسكرية واقتصادية تستخدم ضد أوكرانيا، علينا في الغرب أن نبحث أيضاً استخدام كل أدواتنا كرد. هل هذا يؤدي إلى زعزعة الاستقرار؟ الإجابة بنعم. وأيضاً عدم التحرك قد يكون مزعزعاً للاستقرار كذلك». وفي يوم الجمعة الماضي، في المنتدى أيضاً، صرحت فكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، بأن أوباما لم يتخذ قراراً بشأن تسليح كييف. ولا تخفي «نولاند» تأييدها لهذا الإجراء، ولكنها تواجه ممانعة من كبار موظفي البيت الأبيض الذين لا يريدون الخروج عن صفوف الشركاء الأوروبيين، أو إعطاء روسيا مبرراً لتصعيد المواجهة. وفي هذا السياق، قالت نولاند: «شهدنا شهراً بعد آخر المزيد من العتاد العسكري الثقيل القاتل يتدفق إلى أوكرانيا من الروس، حلفاء الانفصاليين.. أنواع العتاد الذي تواجهه القوات الأوكرانية أكثر تقدماً بكثير مما لديها. أعتقد أنه يتعين في المقام الأول على روسيا أن تتوقف عن إرسال الأسلحة عبر الحدود حتى تكون لدينا وسائل سياسة حقيقية». أما فيديريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فقد امتنعت عن الإفصاح عما إذا كانت تعتقد أن روسيا تلتزم باتفاقية «مينسك». وصرحت بأن الزعماء الأوروبيين لن يصدروا حكماً حتى يوليو عندما يحين موعد فرض عقوبات أوروبية جديدة، وأنها تعمل على تخفيف العقوبات على روسيا. وأضافت: «قررنا قبل أكثر من عام.. أن الطريقة الوحيدة للضغط على روسيا هي الوسائل الاقتصادية.. أتمنى أن نتمكن من رفع العقوبات قريباً، ولكن هذا يعتمد على الأوضاع على الأرض في أوكرانيا». ومن جانبه نفى كونستانتين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان الروسي، وجود أي قوات روسية في أوكرانيا. وقال: «لا نرسل قوات إلى هذه الدولة المجاورة. السيد بريدلوف يعتقد أننا نفعل هذا. ولكننا لا نفعل». ويخوض «بريدلوف» و«نولاند» معركة شاقة. فقد أكد أوباما أن تسليح كييف سينظر إليه باعتباره تصعيداً، ويؤدي إلى زعزعة الأوضاع على أرض الواقع. ولكن الأدلة التي قدمها «الناتو» تظهر تغير واقع الحال كل يوم. ولذا فعدم تسليح كييف يجعل الحفاظ على التوازن بين الجانبين مستحيلاً، ما يفاقم خطر نشوب المزيد من العنف. وقد انتقد زبجنيو بريجينسكي، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس جيمي كارتر، طريقة الغرب في التعامل مع الأزمة، قائلاً: «لقد أبدينا استعداداً للتسوية... لست متأكداً من أننا، في هذه المرحلة، قد نجحنا في إقناع الروس بأننا مستعدون لعرقلة هذا النوع من الخطوات التي يتخذونها». وإذا لم يرغب أوباما في تقديم الأسلحة لجيش أوكرانيا، فسيتعين عليه أن يجد وسيلة أخرى للضغط على بوتين. ويعد أعضاء من الكونجرس ومسؤولون من وزارة الخارجية والبيت الأبيض لفرض عقوبات جديدة. ولكن بينما ينتظر البيت الأبيض موافقة أوروبا على أي من الخيارين، قد تعم حالة شلل مما يخدم موقف الروس في النهاية. جوش روجين * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©