الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تراث الأجيال تؤكد التقاليد والعادات تعزيزاً للهوية الوطنية

تراث الأجيال تؤكد التقاليد والعادات تعزيزاً للهوية الوطنية
19 يوليو 2008 23:19
قدم مسرح زايد للطفولة بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول على أرض المعارض بأبوظبي مسرحية بعنوان ''تراث الأجيال'' من إخراج فضل التميمي وتمثيل علي التميمي بدور الجد أبوخلف والراوي وجاسم عبيد بدور العم أبوسعيد وإيمان حسين بدور أم سعيد والطفل عمر عبدالعزيز الجابري والطفلة قمر النعيمي· وقد أسهم مبارك المسماري كمساعد مخرج في هذا العمل الذي شهد حضوراً مكثفاً من الجمهور الذي احتشد على باب المسرح خلال العرضين اللذين تعاقبا معاً في ليلة واحدة· البحث عن الهوية وتأكيدها عبر الموروث كان موضوع المسرحية الرئيسي والذي تجسد باستخدام شاشة سينمائية مصاحبة للمسرحية عرضت فيلماً وثائقياً عن مجتمع الإمارات وتقاليده وأسواقه وبيوته ''العرشان'' التي حاذت البحر ونهلت منه موروثه، كما حاذت الصحراء وطبع خصال أهلها بالبداوة والقيم الأصيلة· التقت ''الاتحاد'' مبارك المسماوي قبل بدء العرض حيث لخص مغزى النص المسرحي بقوله: أعتبر هذا العرض مهماً لأنه يوثق حياة آبائنا وأجدادنا ويأتي ترسيخاً لهويتنا الوطنية من أجل أن لا يضيع أي جزء من تراث شعبنا، إنها محاولة للتذكير بالماضي· ينفتح المسرح ويخرج الممثل علي التميمي بدور الجد الذي يحمل أسرار التقاليد والعادات فيقوم بإجراء حوار مع الجمهور الذي يرد عليه ويتجاوب معه مذكرا بالعادات والاعراف التي جبلوا عليها، داعياً الى عدم نسيانها بينما بدا المسرح متشكلاً من بيت من القصب، على شاطئ البحر وبابين خشبيين قديمين في واجهة البيت وثمة شباكين صغيرين على جبهتي الباب الكبير المزخرف بفنونه الجميلة، أرض المسرح حمراء مليئة بالرمل وكأننا نشهد بيتاً قريباً من البحر، وثمة زير ماء فخاري في الزاوية اليمنى من المسرح· الممثلون يؤدون أدوارهم متقمصين شخصيات مهمة من عمق التاريخ الحديث لأهل الإمارات· أم سعد خياطة التلي، المهنة القديمة، وأبو سعيد النوخذة الذي جاب البحار باحثاً عن اللؤلؤ· وعلي التميمي ''بوخلف'' والراوي بأدائه المبهر الذي يقدم الموعظة والحكمة والنصيحة· جاسم عبيد في حواره مع الطفل يعلمه التاريخ والعادات، وإيمان حسين في حوارها مع الطفلة تنقل لها تاريخ شعب استقى قيمه من الأرض التي نشأ عليها· إنها مواعظ عن تجربة البحر والمدن المحاذية له· ثمة صندوق خشبي ''المندوس'' بزخارف فضية وتشكلات قل نظيرها هذه الأيام، ذلك هو صندوق الجدات اللاتي يحتفظن بأعز ما لديهن فيه، وثمة قارب للصيد بشراعه المثلث الأبيض قد اتخذ ركناً في المسرح تحيط به الفوانيس القديمة لتضيء ليل البحر على الشاطئ· الحصير الخوصي المستطيل مفروش على أرضية المسرح وشباك الصيد منشورة داخل البيت، أما الخيمة المدورة و''المهاف جمع مهفة'' التي صنعت من خوص النخيل فقد علقت، وكأن المشاهد يرى التاريخ عبر مجموعة من الرموز حاول فضل التميمي أن يجسدها بوضوح لتعيد المشاهد وتدخله الى جو التراث بكل مفاصله· وقبل أن يخرج علي التميمي (بوخلف) ليخاطب الجمهور كان ثمة غناء للبحارة حيث يتجاوب الجمهور معها، وهنا يقول (بوخلف) ''أنا عمكم بوخلف من ماضي السلف'' لتبدأ الحكاية، الرسالة التي أراد بوخلف أن يبعثها الى المشاهد غير أنه فجأة يحيل المشاهد الى أن ينظر الى شاشة بيضاء أخذت تعرض فيلماً وثائقياً·يبدأ الفيلم بأسواق الإمارات القديمة ومشاركة المرأة للرجل في البيع واقتناص الرزق وخبز الرقاق الذي كانت تخبزه المرأة آنذاك والبيوت القديمة المحاذية للشاطئ والصيادون الذين يترقبون أيام المقناص والطيور العابرة الصحراء والإبل المهودجة الذاهبة في البعيد· الأمهات يساعدن الآباء في الحياة، فالمرأة أم البيت وراعيته، فيلم بعنوان ''تراث الأجيال'' يطابق عنوان المسرحية، أما رحلة البحر وذهاب الرجال الى أقاصي البحر ولجته العاتية حيث ''مغاصات اللؤلؤ'' وغناء البحارة ''آه يا بحر'' فإن الفيلم الوثائقي يلخصها ويقدمها مصحوبة بعبق التاريخ· ثم تبدأ المسرحية بحكايات أيام الزفاف وحياكة التلي وحوار العم أبو سعد والعمة أم سعد مع الطفل والطفلة عن عادات القهوة والصيد والصناعة يومذاك، لقد برع علي التميمي وجاسم عبيد وإيمان حسين فقدموا عملاً جميلاً·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©