النوبان يجمع بين الغناء والرقص

يتفق الباحثون في مجال التراث والفنون الشعبية، على أن فنوننا الشعبية تندرج تحت فئتين، تتعلق الأولى بالفنون العربية الأصيلة التي نشأت على أرض الخليج العربي كنتاج للوجدان الجمعي التعبيري لأبناء المنطقة، تتصل بالبيئات الصحراوية والجبلية والساحلية والحضرية· وتتعلق الثانية بالفنون الوافدة التي عكست تأثير العلاقات والاتصالات التجارية البحرية التي ربطت الدولة بالمجتمعات الأخرى· عن هذه الفنون الوافدة، يقول الباحث قاسم الظفيري ''ذابت الفنون الوافدة سواء الفارسية أو الإفريقية في المجتمع الخليجي وأصبحت تشكل جزءاً من فنونه وتراثه الشعبي التقليدي، بعد أن لاقت استحسان المجتمع لها· و أصبحت جزءاً من عادات وتقاليد الاحتفالات لدى سكان المنطقة· ورويدا رويدا باتت جزءاً من تراث أهل البلاد أيضاً، كفن ''النوبان'' الذي يعود إلى أصول إفريقية هاجرت من ''النوبة'' واستوطنت الخليج وسواحله· وهو فن يجمع بين الغناء والرقص، وتشترك في أدائه مجموعة من العازفين من بينهم ثلاثة يقومون بالقرع على الطبول المغطاة بالجلد من جانب واحد، بينما تدفن في العشب أو الرمال من الجانب الآخر (يستخدم عازف الطبل عصا صغيرة مصنوعة من جريد النخل للدق عليها) ويشترك معهم شخصان لا غنى عنهما في ''النوبان''، الأول عازف ''الطنبورة'' والثاني ''رابط المنيور'' المعني بضبط الإيقاع، ولكن بطريقة غير مألوفة''!· يضيف الظفيري موضحاً ''يلف رابط المنيور حول وسطه شبكة محملة بالأصداف البحرية وحوافر الغنم وتسمى ''المنيور'' يهتز مع اهتزاز صاحبه فيصدر أصواتاً نغمية· وقد يرتكز صاحب المنيور بيديه الاثنتين على عصا خيزران يثبتها على الأرض لتعينه على أداء الحركات المختلفة ليظهر الصوت جلياً، بينما يصاحب الرقص، غناء جماعي بصوت عال ومتسارع''· وقد لفت هذا الفن الشعبي المغنية اللبنانية ميريام فارس، فاستعانت به في أغنيتها ذات الطابع الخليجي ''يسألني مكانه وين''، حيث تخلل إيقاع النوبان فواصل من أغنيتها· وقامت خلال تصوير الكليب الخاص بالأغنية بربط ''المنيور'' وأدت الرقصة وفق التقنية التي يعتمدها راقص المنيور