الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأجهزة الرقمية تقدم للمزيفين أدوات اختراق خطوط دفاع العملات

الأجهزة الرقمية تقدم للمزيفين أدوات اختراق خطوط دفاع العملات
22 سبتمبر 2009 01:05
تسلط حالات الاحتيال والتزوير التي تتعرض لها أسواق العملات العالمية الضوء على التحديات التي تواجهها هذه الأسواق خاصة التحديات الأمنية التي تزايدت مع تطور تقنيات التزييف والتزوير. وأعلن المصرف المركزي في الدولة خلال سبتمبر الماضي عن إحباط محاولة لتوزيع أوراق نقدية من فئة المليون دولار، باستخدام أوراق مزورة للبنك، وقدم المتورطين للعدالة. وأدى التطور التكنولوجي وخاصة أجهزة التصوير الفوتوغرافي الرقمية «الديجيتال» إلى تطور كبير في قدرة مزوري ومزيفي العملات، نظراً لأن التكنولوجيا زودتهم بأدوات للتزييف أكثر دقة وقدرة على اختراق الخطوط الأمنية للعملات خاصة الدولار الأميركي الأكثر تعرضاً للتزييف في العالم. ولكن التكنولوجيا اهتمت أيضاً بمواجهة آفة التزييف والتزوير فقدمت حلولاً تقنية قادرة على كشف أية أوراق نقدية مزيفة أو مزورة وهي أجهزة رقمية كذلك. وفي الماضي كان تحالف الفنانين مع المجرمين يؤدي الى إنتاج عملة مزيفة أو مزورة، ليقتنصوا من خلالها جزءاً من القيمة المتداولة لهذه البضاعة المحتكرة من قبل الدولة في السوق، فالنقد يعرف على أنه بضاعة ذات حق احتكاري تحمل قيمة تداولية ولا تملك قيمة استعمالية، وتحتاج إلى سلطة الدولة لفرض سعر قيمتها التداولية على كل من يحتفظ أو يتعامل بها. وحل التقدم التقني الكبير الذي ظهرت به صناعة الطابعات مع التلوين الدقيق الذي توفره آلياً اليوم، وأجهزة التصوير الحديثة، محل الفنانين، لكي تصبح عملية التزوير للنقود عملية سهلة، لا تحتاج إلى جهد كبير. التقنية الرقمية وتعتبر أشهر طريقة للتزوير حالياً هي الطريقة الرقمية باستخدام الكمبيوتر في تقليد العملات.. وقد ظهرت الطباعة الديجيتال الرقمية في العالم عام 1993، كأحدث أشكال الطباعة وعلى الفور استغلها مقلدو العملة في جرائمهم .. والأصل فيها هو الكمبيوتر هذا بالإضافة لعمليات التقليد العادية المستخدم فيها الكمبيوتر العادي.. حيث يستخدم المقلد ماسحاً ضوئياً، ويقوم بتصوير العملة الورقية عليه.. ثم يتم إدخال هذه الصورة إلى الكمبيوتر.. وبعدها استخدام برنامج معالجة ألوان للعملة المقلدة ثم طباعتها على أي نوع من أنواع الطابعات.. وتكشف أحدث الاحصائيات في أميركا أن استخدام الكمبيوتر في تقليد العملات والشيكات السياحية والمستندات الهامة والسندات والاسهم أصبح الأسلوب السائد حاليا في معظم دول العالم. الفئات الكبيرة ويقول محمد الانصاري مدير عام شركة الانصاري للصرافة إن الفئات المتداولة للدولار هي الدولار الواحد، اثنان، خمسة، عشرة، عشرون، خمسون ومائة دولار، وما عدا ذلك من الفئات الكبيرة فهي غير متداولة مبينا أنه منذ نحو 40 سنة توقف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن إصدار تلك الفئات. وأشار الانصاري الى أن الفئات الكبيرة من الدولار في حال وجودها فهي للتعاملات بين البنوك وليس الأفراد، مؤكداً أن شركته ترفض التعامل مع أي ورقة نقدية من الدولار الأميركي تزيد قيمتها عن 100 دولار، وأن معظم هذه الحالات تقع ضمن عمليات التزييف والنصب والاحتيال. وأوضح الانصاري أن مجرد ظهور فئة من العملة الأميركية أكبر من مائة دولار يثير الشك فوراً، كما أن الشركة لاتقبل أي فئة أكبر من ورقة الـ 100 دولار. وقال: من الصعب تقييم ومعرفة حجم العملات الورقية المزيفة من الدولار، والمعلومات المتداولة في هذا المجال غير موثوقة بشكل عام، لأن الدولارات المزيفة التي يتم الكشف عنها تخرج من التداول والاخرى التي لم تدخل التداول كيف يمكن معرفة حجمها أو قيمتها. وأكد الانصاري أن الأجهزة والماكينات والتكنولوجيا المستخدمة لدى البنوك وشركات الصرافة أصبحت متطورة جداً ويصعب مرور العملات المزيفة من خلالها. وقدر الانصاري قيمة الدولارات الأميركية التي يتم تداولها يومياً في السوق الاماراتية بنحو 50 مليون، مؤكدا أن هذه الكميات في السوق الاماراتية لايمكن أن يكون فيها أوراق مزيفة بأي شكل من الاشكال، بفعل القوانين والانظمة والرقابة من جهة والتكنولوجيا المستخدمة من جهة أخرى. ولفت الأنصاري إلى أن الدولار باعتباره عملة عالمية ويتداول بكثرة خارج موطنه فهو العملة الاكثر تعرضاً لعمليات التزييف والتزوير، وأشار الى أن هناك حالات يتم الكشف فيها عن العملات المزيفة من خلال تصرف الاشخاص الذين يروجها. وقال : «فمثلا إذا عرض عليك شخص عمولة تصل 20? أو غيرها من العمولات الكبيرة لتبديل عملات أو بيعها في حين العمولة الرسمية عند الصرافين والبنوك لاتتعدى بضع فلسات محدودة فإن هذا يوضع الشخص في دائرة الشك فوراً. وأشار الى أنه في الكثير من الأحيان فإن حاملي الدولارات المزيفة يكونوا أناسا عاديين تم الاحتيال عليهم وهم لايدرون ويقعون ضحية لعملية التزييف. السوق المحلية وأكد الانصاري أن السوق الاماراتية تعتبر من أكثر الاسواق في العالم أماناً واستقراراً، لافتاً إلى أنها سوق غير ملوثة بهذه الآفة وأن إجمالي الحالات التي ضبطت كانت محدودة ونسبتها ضئيلة جداً مقارنة مع حجم السوق والبمالغ المتداولة. إلى ذلك قال زراعت حسين مدير عام شركة الصرافة الوطنية إن ظاهرة التزوير في سوق العملات والصرافة المحلية في الدولة تكاد لاتكون موجودة أو هي من أدنى النسب في العالم مؤكدا أنه كشركة صرافة، منذ سنتين لم يواجه سوى حالتين أو ثلاث حالات تزوير عملات كلها كانت متعلقة بالدولار الاميركي. وأشار الى أن هذه نسبة ضئيلة جدا مقارنة مع باقي دول العالم، لافتا الى أن معظم عمليات التزوير تتعلق أساسا بالدولار وخاصة الورقة النقدية فئة الـ 100 دولار. وقال: شركات الصرافة عامة تقوم بتدريب موظفيها وترسلهم إلى دورات خاصة وتصقل خبرتهم لأن عامل الخبرة والملاحظة من قبل الموظف سواء باللمس أو العين المجرة تعتبر المسألة الأكثر أهمية في ضبط العملات المزيفة ومواجهة انتشار عمليات التزوير في السوق. عناصر السلامة وأوضح زراعت حسين أن هناك مواصفات لكل عملة يعرفها الموظف ويقوم بالتدقيق فيها، كما أن آلات الكشف عن التزوير أصبحت متطورة جداً وهي مبرمجة بطريقة جيدة للكشف عن العملات المزورة. ولفت إلى أن أهم عناصر التأكد من سلامة العملة هو عنصر اللمس بواسطة الأصابع إذ أن الكتابة البارزة الملموسة على العملات الاصلية تعطي الورقة عنصرا مهما للأمان بالاضافة الى نوعية الورق المستخدم. وأوضح حسين أن المصرف المركزي يقوم بتوزيع صور للعملات المزورة في حال تم ضبط بعضها في السوق المحلية على الصيارفة، ويبين العلامات التي تميزها عن الاصلية من أجل تنبيه الصيارفة ولفت انتباههم ويدعوهم الى الاتصال بالشرطة والمصرف المركزي في حال تم ضبط أي قطع جديدة. وقال: في حال التزييف يقوم المزورون بوضع نسخة واحدة أي ورقة واحدة مزيفة مع وحدات نقدية من نفس الفئة كأن يضعون نسخة واحدة بين 30 نسخة صحيحة من نفس الفئة لكي يتم تمريرها. وأوضح مسؤول في شركة للصرافة طلب عدم الكشف عن اسمه أن عمليات التزييف تحتاج الى موظفين خبراء لكي يتمكنوا من الكشف عن التزييف، وقال: اليوم أصبح لدينا تقنية متطورة وماكنات تعمل بأنظمة عالية التطور بالاشعة وغيرها قادرة عم الكشف على العملات المزورة. وأضاف: إنه من الصعب على الانسان العادي الكشف عن النقود المزيفة، خاصة وأنه في ظل التطور التقني والتكنولوجي الذي أصبح متاحا للجميع أصبح بإمكان المزيفين استخدام تكنولوجيا متطورة، وأن عمليات الكشف عن التزييف تحتاج الى أناس على درجة عالية من الخبرة. مواصفات عملة الدولار يتميز الدولار الأميركي بكل أنواعه وفئاته بلون واحد متماثل لوجه الورقة وهو اللون الأسود المائل للرمادي بدرجاته المختلفة ولون واحد متماثل لظهر الورقة هو اللون الأخضر الزيتوني بدرجاته المختلفة. وتتميز فئاته جميعها بحجم واحد هو 156مم طولاً و66مم عرضاً للإطار المطبوع، وهناك ميدالية المنتصف (الصورة) تتم طباعتها بطباعة غائرة تكسبها بروزاً غير ممتزج بالأرضية الدقيقة بالإضافة إلى ظلال متدرجة لمكوناتها وهي في الأنواع الثلاثة من الدولار تكون لأحد الساسة المشهورين والبارزين في التاريخ الأمريكي. 1$ جورج واشنطن (الرئيس الأول وموحد أميركا) 2$ توماس جيفوسون (الرئيس الثالث وواضع وثيقة الاستقلال) 5$ ابراهام لنكولن (الرئيس السادس عشر ـ حارب الجنوب وألغى الرق) 10$ ألكسند هاملتون (من أبطال حرب الاستقلال) 20 $ اندريه جاكسون (الرئيس السابع) 50$ يلي جرانت (الرئيس الثامن عشر) 100$ بنيامين فرانكلين (سياسي وعالم مشهور) ويقع ختم الخزانة بالنصف الأيمن من الورقة المالية على يمين صورة المنتصف وكان يتم طباعته بالرسم اللاتيني حتى عام 1963 ثم بالرسم الإنجليزي ابتداء من 1963 بالورقة المالية فئة الدولار، ثم بكل الفئات الأخرى بعد ذلك، وتتم طباعة هذا الختم باللون الأخضر أو الأحمر أو الأزرق، ويحيط بهذا الختم أنصاف دوائر ذات مسافات متساوية ومدببة حادة، ويحمل محيطه الداخلي ميزاناً ومفتاحاً له أسنان على شكل - لـ L- وبينهما ضلعان مستطيلان على شكل - ^ - وتتوسطهما تكوينات على شكل نجوم والعبارة التالية مع التاريخ. بنك الإصدار: يقع ختم «بنك» الإصدار بالعملة الاحتياطية الفيدارلية فقط بالجهة اليسرى من الورقة المالية على يسار ميدالية المنتصف باللون الأسود، ويحمل في وسطه الحرف الدال على المصرف ويكون أحد الحروف الاثنى عشر الأولى من الحروف الأبجدية اللاتينية واسم الولاية والمصرف بالمحيطين الداخليين كما يرمز للمصرف برقم يطبع بالأركان الأربعة من وجه الورقة المالية وهو الرقم الدال على ترتيب الحرف بالنسبة للحروف الأبجدية. وكان ختم «بنك» الإصدار قبل عام 1950 أكبر حجماً مما هو عليه الآن وغير مسنن كما هو اليوم. الرقم المسلسل: يقع الرقم المسلسل بموضعين أحدهما بالجهة العليا اليمنى من وجه الورقة المالية، والآخر بالجهة اليسرى من أسفل، ويتكون من ثماني مفردات وعلى يسارها الحرف الدال على المصرف من الحروف الاثنى عشر، وحرف على يمينها، ويكون أحد الحروف اللاتينية بأجمعها عدا حرف -الـ O- الشبيه بالصفر، ويتم تغيير هذا الحرف الأخير كلما تمت طباعة مئة مليون ورقة من الفئة المطلوبة بالمصرف الواحد. كما يوجد رقم لوحة الطباعة بأسفل الجهة اليمنى، ورقم لوحة طباعة آخر بأعلى الجهة اليسرى من وجه الورقة، ورقم لوحة طباعة واحد فقط بالجهة اليسرى من ظهر الورقة. حرف المراجعة: ويطبع بمداد أسود اللون حرف للمراجعة على يسار رقم لوحة الطباعة. عام الإصدار: تطبع سنة المجموعة بالجزء الأيمن من وجه الورقة المالية على يمين قاعدة صورة المنتصف. التوقيع: يطبع بالجزء السفلي من الجهة اليمنى لوجه الورقة المالية توقيع وزير الخزانة وتوقيع أمين عام الخزانة على يسار ميدالية المنتصف وتتم طباعة التوقيعات بمداد طباعة أسود اللون ويختلف هذان التوقيعان باختلاف سنة المجموعة. ظهر الورقة المالية: يحمل ظهر الورقة المالية بأنواعها الثلاثة، تصميمات هندسية تتوسطها صورة لأحد المعالم التاريخية أو المشهورة في أميركا، ويطبع اسم هذا المكان أسفل الصورة وتوجد علاقة ثابتة بين الفئة وميدالية المنتصف في وجه الورقة وبين الصورة في ظهر الورقة. ويحمل ظهر الورقة المالية بالنصف العلوي منها عبارة الشعارIN Good we Trust وقد ظهرت للمرة الأولى عام 1957 بالعملة المسماة Silver certificates، ثم عمم بها عام 1963 بكل العملات، ومنذ أن تم صك الدولار لم يتم إلغاء أي إصدار من إصدارات الدولار الأميركي حتى الآن. التزييف والتزوير هناك فارق كبير بين التزييف والتزوير.. فالتزييف هو صنع عملة متشابهة في كل شيء من البداية للنهاية للعملة الصحيحة المتداولة باستخدام الأحبار والأوراق والكمبيوتر والطابعات وكل الأدوات المستخدمة في هذا العمل وهو الأسلوب الاكثر انتشاراً .. أما التزوير فيتم باستخدام ورقة عملة صحيحة ويقوم المزور باجراء تغيير فيها لتحويلها من عملة ذات فئة أقل إلى عملة ذات فئة أعلى.. وأكثر عمليات التزوير تكون للدولار فيتم تحويل الورقة ذات الدولار الواحد إلى 10 دولارات أو 100 دولار، وقد شهد شهر أكتوبر 2003 حدثاً بالغ الأهمية في مواجهة المزيفين والمقلدين حيث أصدرت أميركا أحدث عملة ملونة وتحتوي على مواصفات جديدة مقاومة للتزييف والتزوير. وعامة تضع كل دولة قيودا قانونية على عملية إعادة إصدار صور للأوراق النقدية، وتعد عملية تزوير العملات جريمة، ونظراً لاختلاف القيود الموضوعة على هذه العملية من بلد إلى آخر، تمنع بعض البلدان بشكل صارم إجراء أي عملية لإعادة إصدار صور للأوراق النقدية، حتى إذا كانت بهدف استخدامها لأغراض فنية أو للإعلان. وفي البلدان التي تسمح باستخدام صور الأوراق النقدية بشكل محدود، تم وضع قواعد وقوانين دقيقة ومتطلبات يجب استيفاءها. وفي الولايات المتحدة يسمح قانون كشف التزوير لعام 1992، بإصدار الصور الملونة عن عملة الولايات المتحدة شريطة أن تكون الصورة أصغر من ثلاثة أرباع أو أكبر من مرة ونصف الجزء المصور من ورقة النقد الأصلية، و أن تكون الصورة لوجه واحد فقط، ويجب إتلاف كافة المواد التي استخدمت في عملية إصدار الصورة من أفلام (سالبة) وألواح تصوير وصور موجبة ووسائط التخزين الرقمية وملفات الصور والوسائل الممغنطة وغيرها أو إزالتها أو إلغائها، وذلك فور الانتهاء من استخدامها. والعملة الاميركية «الدولار» هي الوحيدة المتداول ثلثي الكمية المطبوعة منها خارج حدود بلد الإصدار (الولايات المتحدة الأميركية)، إلى جانب عدم تغير شكلها الحقيقي حتى عام 1996، وإقبال مختلف المتعاملين على الاحتفاظ بها وفي الوقت الذي تكون فيه الخسارة الاقتصادية الإجمالية التي يتعرض لها المجتمع نتيجة تزوير العملة محدودة بوجه عام، يقع الضرر الأكبر لتزوير العملة على عاتق الأفراد ومؤسسات الأعمال وذلك لعدم حصولهم على تعويض مقابل الأوراق النقدية المزورة. وقد يؤدي تزوير العملة إلى فقد الثقة في أنظمة الدفع وتسرب الشكوك إلى أفراد المجتمع حول قبول أي أوراق نقدية خلال العمليات النقدية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©