«كذبة أبريل» مزحة تتحول إلى مأساة أحياناً

مع الأول من شهر أبريل من كل عام الكثير من الشباب والفتيات يمارسن عادة ترويج الأكاذيب والمزحة والمواقف المضحكة التي تكون طريفة أحيانا، وأحيانا أخرى تتحول إلى مأساة. لكن مع نهاية هذا اليوم البعض يرى أنها «كذبة» مناسبة للمرح والأكاذيب والبعض الآخر يراها نوعا من «تبرير الكذب». اختلفت مسميات الكذبة، البعض يطلق على هذا التقليد باللغة العربية اسم «كذبة أبريل» أو «كذبة نيسان»، بينما يسميه الألمان «دعابة أبريل»، ويسمى بالإنجليزية «يوم المغفلين، أما الفرنسيون، فيطلقون عليه اسم «سمكة أبريل»، لكن مهما اختلفت المسميات، تبقي الكذبة كذبة سواء كانت بيضاء أو سوداء. إفلاس الشركة كعادته استعد أبو نواف لهذا اليوم باختلاق كذبة بيضاء لزوجته يقول وهو يبتسم: «كل سنة اختلق كذبة لأحد المقربين، لكن العام الماضي فضلت أن اكذب على زوجتي وفحوى الكذبة كما يقول أبو نواف هو تعرض «شركتي للإفلاس». يتذكر أبو نواف تلك الليلة، ويقول «حدث ما لم يكن في الحسبان فزوجتي المصونة صدقت كل كلمة قلتها لها، ومن باب حبها لي حاولت مساعدتي بشتي الطرق». يتابع أبو نواف «قبل أن يحين غروب الشمس لا أستطع تحمل بكاء زوجتي ونحيبها وتلف أعصابها. أخبرتها أن اليوم هو «كذبة أبريل» وكل ما قلته لها ليس له أي أساس من الصحة». من جانبه، يؤكد راشد عيسى استعداد الكثير من الأفراد لهذا اليوم وخاصة مع توفر الكثير من تقنيات الهواتف المتحركة، لكن يبقى»البلاك بيري» هو الأشد خطورة في هذا اليوم، يقول «الكثير من الشباب يستعد لكتابة الكثير من «المسجات» عن كذبة أبريل البعض منها غير صحيح بتاتا». يتابع راشد «الكثير من ضعاف النفوس والطيبين يصدقون كل ما يكتب عن كذبة أبريل كنوع من بصيص الأمل». مشيراً «في كل عام أستعد أن أكون حريصاً على عدم الاستسلام لهذه العادة السنوية، حيث أكون مهيأ نفسياً لعدم تصديق أي حكاية تصدر عن أحد الأصدقاء الذين يحبكون الكذبة بشكل جيد». الحيطة والحذر بدورها تتضايق خلود العوضي (طالبة جامعية بجامعة زايد) من استغلال الناس لهذه المناسبة تقول بضيق «أن البعض من الناس يستغل هذه المناسبة أسوأ استغلال، ولذلك في هذا اليوم بالذات أتوخى الحيطة والحذر. وتتذكر إحدى صديقاتها التي جاءها خبر مزعج بتعرض والدها لحادث سير وهي على مقاعد الدراسة، ومن هول الخبر تأثرت نفسياً وحاولت الكثير من الصديقات التأكد من هذا الخبر عندما تعرضت الفتاة إلى شبه انهيار عصبي. تواصل خلود «بعد أن تجاوزت ذلك بعد معرفة الحقيقة وإن اليوم هو» كذبة أبريل» فقد أخذت على نفسها عهداً أن لا تنصت لأي خبر في مثل هذا الشهر من كل عام وبالذات أول أبريل». مفصولة من العمل وتلقت ريمان نورس (موظفة) في الأول من أبريل خبر عبر «مسج» إنها مفصولة من العمل. تقول ريمان عن هذا اليوم الذي انقلب رأسا على عقب «لم يخطر ببالي أن يقوم أحد بعمل مقلب حول حياتي من فرح إلى غم، والمصيبة إن هذا «المسج» أثر كثيراً علي حياتي الأسرية والنفسية. وبعد مضي عدة ساعات وردني اتصال من قبل صديقتي المقربة التي عاشت معي هذه التجربة بالاتفاق مع مديري الذي أحب أن يعمل مقلب لي في هذا اليوم إن كل ما كتب في «المسج» هو من باب الدعابة فقط بمناسبة كذبة نيسان». تواصل ريمان بابتسامة « أن بعض الأكاذيب التي يتلقاها الناس في أول أبريل تنقل غما ونكدا، حيث أصبح إتقان الكذب كبيرا لدى البعض ومن الصعب حتى تخيل انه كذب». عادة سنوية كذبة أبريل أصبحت عادة سنوية اعتاد عليها هيثم لكثرة المقالب التي تلقاها من الأصدقاء والمعارف حتى أنه أصبح يكشفها ويستعد لها على الفور. يقول هيثم طالب «الكثير من الشباب يحتفل بهذه المناسبة والبدعة كنوع من تقليد الآخرين، يمارسونها دون أن يشعروا بمخاطرها وتأثيرها النفسي علي متلقي الخبر سواء كان مفرحاً أو سعيداً». وعن أكثر الكذبات التي صدقها هيثم في هذا اليوم يقول: «هو إنني فزت بسيارة لكزس أثناء وضع قسائم الشراء التي تسوقت بها من إحدى المراكز التجارية، والتي تمت بالفعل». ومن هول الفرحة ذهبت إلى تسلم السيارة لاكتشف أنها مجرد «مزحة ثقيلة» من صديقي الذي استطاع أن يحبك الكذبة من خلال تغيير صوته عندما أبلغني بالفوز. يواصل هيثم «في هذه اللحظة شعرت بالإحباط ولم أفوت اليوم على خير على صديقي فقد قمت «بسرقة مفاتيح سيارته» ليذهب إلى البيت راكباً تاكسي وأمام الكثير من الأصدقاء وزملاء العمل». رأي نفسي تلقى هذه المناسبة اهتماماً كبيراً من قبل جميع الأفراد خاصة بين «الفتيات والشباب» الذي يتفننون في إيجاد أفكار غريبة ومقنعة للمزاح. عن ذلك يقول الدكتور النفسي محمد جاسم «البعض يجد في كذبة أبريل مجرد إضفاء جو من السعادة والمرح وفرصة للضحك لمن يتلقى هذه الكذبة على شرط احترام تقبل ومدى جاهزية الشخص لهذا المزاح إن كان فيه خبر مفرح أو محزن». يسترسل الدكتور «عند القيام بهذه المزحة أو الكذبة لا بد من أخذ الحالة النفسية للشخص في عين الاعتبار. مشيراً: كم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع بين الناس، وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الأخوة وبين أهل البيت، وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك، بسبب هذا التقليد المتبع من عهد قديم في معظم الدول الأوروبية».لكن من يقول إن المرأة في كذبة أبريل هي أكثر الناس كذباً فهذا ليس له أساس من الصحة ولم تظهر دراسات أو أبحاث توكد ذلك». يضيف الدكتور:» مهما اختلفت المسميات لابد من أن نتبرأ من الكذب، وألا يكون منهجا لحياتنا فهو محرم في كل الديانات خاصة الإسلام، والكذب فيه افتراء على الله لأن الله خلق واقعة معينة، وأنا بالكذب أقول أنها لم تحدث وأنسب واقعة خيالية إلى الله عز وجل، ومن هنا يبدو الأمر وكأنه افتراء على الله لذا حرم الله الكذب في كل الديانات، أما الكذب في أبريل فهي بدعة منكرة».