ميدان الزهراء بالشارقة شاهد على الوقت

في كل يوم يزداد عدد النصب التذكارية في إمارة الثقافة “الشارقة”، حيث يزداد عدد النصب التذكارية، وكل واحد منها يحمل رسائل يحاول من ‏‏خلالها أن يحكي تاريخها للأجيال، فيصار إلى إنشاء نصب ترتبط أحياناً بأحداث ‏تاريخية معينة، وتعبر أحياناً أخرى من خلالها عن هويتها وتوجهاتها.‏ وقد اهتمت إمارة الشارقة بهذا التوجه اهتماماً ‏ملموساً وواضحاً من خلال احتواء ميادينها على العديد من النصب التذكارية التي تقف شامخة في وسط الميدان، تتزين مرة بالكتاب، ومرة أخرى بالنخلة، ومرة ثالثة بحبات اللؤلؤ، حتى تحولت تلك الميادين إلى أماكن ذات أهمية علمية وتاريخية، وأضحت معالم لا يمكن تجاهلها أو المرور بإزائها دون التقاط الصور لها. كان ميدان الساعة الأصلي الأول من نوعه كنصب تذكاري في الشارقة، وأصبح مركزاً مهماً لكافة أفراد المجتمع، ومعلماً مميزاً يحمل شعار بلدية الشارقة. لكن عندما توجب تغيير برج الساعة القديم، شجع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المصمم النحات والمهندس المعماري الإسباني كارلوس مارينا، للإبقاء على روح وشكل ميدان الساعة القديم. النصب التذكاري الجديد عبارة عن منارة مركزية مثمنة تبرز أقواساً إسلامية، تواجه ساعة ذات أربع زوايا، في أعلى النصب توجد منارة أصغر حجماً تحتوي على قبة تدعمها أقواس برونزية وأعمدة. والنصب المركزي توجد حوله أربع بتلات للزينة. ويتمركز كامل النصب في منتصف نافورة دائرية، وأقواس المنارة مصنوعة من الرخام والجرانيت مع زينة من السيراميك بطلاء يدوي. وتغطي القبة أحجار من القرميد الذهبي الملون. الغرفة التي تحتوي الساعة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ ومغطاة بجرانيت بني بقياس 2× 2 متر، وكل شاشة قطرها 1.5 متر. وتدير الساعة بأكملها آلات ذات تحكم إلكتروني مركزي في قاعدة الساعة، توضع الأربع بتلات حول المنارة الرأسية على قاعدة من الخرسانة، وتزن كل واحدة منها 2500 كلج. أما النافورة، فتتكون من أربع تدفقات تتبع خط البتلات وأربع تدفقات رأسية أخرى على النافورة، تتقاطع معها بعشرين متراً. يضم الميدان إلى جانب ساعته الشهيرة نافورتين على شكل مزهريتي ورد، في تصميم جمالي استخدم في كل منهما 200 قطعة سيراميك مطلية يدوياً، تحمل رسوماً لمناظر طبيعية مستوحاة من الشارقة القديمة والحديثة، قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتصميمها بنفسه.