الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الميليشيات الصومالية... والمواجهة الجوية الأميركية

الميليشيات الصومالية... والمواجهة الجوية الأميركية
20 سبتمبر 2009 00:32
من شأن مقتل أحد أعضاء «القاعدة» الكبار بالصومال قبل أيام، أن يساعد على قطع علاقة «القاعدة» بالمقاتلين الذين يلجأون إلى الصومال، ولكنه يمكن أيضا أن يثير مزيداً من العنف والاضطراب في بلد غارق أصلا في مستوى متدن من الحرب الأهلية، لأنه سيدفع المقاتلين الإسلاميين إلى محاولة الانتقام مما يتصورونها أهدافاً أميركية، مثل الحكومة الصومالية المدعومة من قبل الغرب. وكان «كوماندوز» أميركي قد قتل المواطنَ الكيني صالح علي صالح نبهان في غارة جوية استهدفت سيارته أثناء مرورها من منطقة براوي جنوب الصومال. وكان نبهان على لائحة المطلوبين الأميركية منذ 1996، حيث كان متهما بالمساعدة على تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي وتنزانيا، ويُعتقد أنه العقل المدبر لهجوم بشاحنة مفخخة استهدفت فندقاً يمتلكه إسرائيلي في مومباسا عام 2002. وعقب الحادث توعدت مليشيات إسلامية في الصومال متحالفة مع «القاعدة» بالانتقام لمقتل نبهان، وقال أحد زعماء مليشيا «الشباب» الصومالية الإسلامية لوكالة الأنباء الفرنسية: «إن المسلمين سيردون على هذا الهجوم غير المبرر ... إن الولايات المتحدة هي عدوة للمسلمين ولن نتوقع الرحمة منهم، مثلما عليهم ألا يتوقعوا الرحمة منا». وإذا كانت الضربة الجوية ليست الأولى من نوعها التي تقوم بها الولايات المتحدة في الصومال، إلا أنها أول ضربة كبيرة ضد هدف إرهابي في عهد الرئيس أوباما؛ وعلى الرغم من وعود انتخابية بتجريب مقاربة مختلفة للحرب مع الإرهابيين، إلا أن الضربة حملت كل سمات أسلوب سلفه جورج دبليو. بوش. غير أن بعض المحللين الأمنيين يقولون إن نبهان كان هدفاً كبيراً في تنظيم «القاعدة» لدرجة أن تصفيته يمكن أن تسبب اضطراباً خطيراً لهيكلة القيادة في الصومال؛ هذا في حين يرى خبراء في منطقة القرن الأفريقي أن هذا النجاح نفسه يمكن أن يزيد من تعقيد الهدف المتمثل في إنشاء دولة ديمقراطية في الصومال». وفي هذا الإطار، تقول «بولا روك»، الخبيرة في منطقة القرن الأفريقي بمعهد الدراسات الأمنية في تشوان (بريتوريا) بجنوب أفريقيا: (هناك كلام مفاده أنك إذا قمت بتصفية واحد من زعماء «القاعدة» الثلاثة الكبار، فإنك تقطع السلسلة اللوجستية على الأرض؛ وبهذا المعنى، يمكن النظر إلى الأمر باعتباره نجاحاً). ويأتي الهجوم على نبهان في وقت تزايدت فيه التقارير التي تفيد بأن الصومال بات اليوم ربما في طريقه إلى التحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين، رغم الجهود التي تبذلها البلدان الغربية. إذ يبدو أن الحركات الإسلامية الداخلية تبسط سيطرتها على معظم مناطق الصومال الجنوبية، وعلى معظم العاصمة مقديشو نفسها، حيث تطبق تأويلا قاسياً وغريباً للشريعة الإسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. غير أنه بينما تستعر حرب السيطرة السياسية بين الصوماليين، فإن الحرب الثانية – بين مئات المقاتلين الإسلاميين الأجانب ربما، وعناصر الكوماندوز الغربية من الجو - هي التي قد تكون لها تأثيرات مزعزعة للاستقرار في الصومال، مما يمدد فترة عقدين من الحرب التي قتلت آلاف الصوماليين وأجبرت الملايين على النزوح من مناطقهم. والواقع أنه قبل ثلاثة أعوام فقط، كانت فكرة تحول الصومال إلى وجهة للإرهابيين بهدف التدريب ستكون مثيرة للضحك، وذلك ببساطة لأن البلاد كانت جد مضطربة ومفتقرة للاستقرار. فقد كانت الصومال أرضاً غير محكومة وتنعدم فيها البيئة المستقرة الضرورية حيث يستطيع المقاتلون التدرب وتعلم فن إعداد الشاحنة المفخخة. غير أنه بعد الغزو الإثيوبي في ديسمبر 2006 -الذي كان يروم تنحية حكومة إسلامية في مقديشو- استطاعت بعض القوى الإسلامية الانسحاب، ثم التجمع من جديد وتجنيد الآلاف من المقاتلين الجدد، في الداخل والخارج، من أجل طرد احتلال أجنبي ومسيحي لبلادهم. واليوم، وبعد أن بات ثلث البلاد تقريباً خاضعاً لسيطرتهم، هناك ما يكفي من الاستقرار حتى ينشئ تنظيم إرهابي «القاعدة»، ويدرب المجندين، ويتلقى شحنات السلاح من دون خوف من أن تعترض طريقهم القوات الحكومية أو تدخل دولي. والواقع أن الهجوم على نبهان ليس سوى أحدث عملية أميركية ضد أحد أعضاء «القاعدة» الكبار. ففي مايو 2008، قتلت طائرات أميركية من دون طيار «عدن هاشي آيرو» ، رئيس حركة «الشباب» الإسلامية الصومالية التي تربطها علاقات بـ «القاعدة». وكانت علاقات آيرو مع «القاعدة» قد ساعدت «الشباب» على تحديث تقنياتهم، وتبني أساليب جديدة مثل الهجمات الانتحارية. بيد أنه إذا كان رد فعل أعضاء «الشباب « على هجوم الكوماندوز الأميركي قويا وغاضبا، فإن منظمات أخرى تحارب «الشباب» تنظر إلى الهجوم باعتباره هدية من الله، حيث قال الشيخ عبدالله شيخ أبو يوسف، المتحدث باسم منظمة «أهل السنة والجماعة» الإسلامية المعتدلة لوكالة رويترز للأنباء،»إننا سعداء جدا بالغارة التي قتلت مقاتلي «الشباب» الأجانب»، مضيفا «قبل آلاف السنين، أرسل الله طيورا ضد من أرادوا تهديم الكعبة. واليوم، أرسل مقنبلات ضد مليشيا «الشباب»؛ ونأمل أن تدمّر طائرات أخرى بقية أفراد هذه المليشيا التي استغلت الإسلام وذبّحت الصوماليين». سكوت بالدوف جوهانسبرج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©