الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تايوان العاصمة المقبلة لصناعة الروبوتات في العالم

تايوان العاصمة المقبلة لصناعة الروبوتات في العالم
20 سبتمبر 2009 00:20
في إطار خطة طموح تشجعها الحكومة، تسعى تايوان لاحتلال المركز الأول على المستوى العالمي في ابتكار وإطلاق أنواع مختلفة من الروبوتات ذات الاستخدام اليومي. وتقضي الخطة بأن تتجاوز القيمة السوقية لمجمل الإنتاج السنوي الراهن من الروبوتات في الجزيرة الذي يبلغ 1.53 مليار دولار، وذلك خلال العام المقبل 2010. وهذا ما أعلنه إريك تشو رئيس الرابطة التايوانية لصناعة الروبوتات في مؤتمر صحفي نظم على هامش فعاليات معرض تايوان العالمي للروبوتات لعام 2009 الذي أقيم خلال شهر أغسطس الماضي. وفي السنوات القليلة الماضية، عمدت الشركات التايوانية الخاصة التي تتلقى دعماً كبيراً من الحكومة، إلى إقامة العديد من التحالفات، ووقعت عدداً من الاتفاقيات في مجال البحث والتطوير مع العديد من المعاهد والمؤسسات العلمية والتكنولوجية الحكومية والخاصة لابتداع روبوتات متخصصة بأداء الخدمات العامة المساعدة للأفراد والعائلات مثل الروبوتات المتخصصة بشؤون التنظيف المنزلي، والتثقيف والتعليم، والرعاية الطبية، وحتى التطبيقات الصناعية. وتبدو مظاهر الحماسة التي يبديها التايوانيون لتنفيذ هذه المخططات الطموحة من خلال إحصائيات محلية دقيقة أشارت إلى أن الناتج الإجمالي لصناعة الروبوتات في الجزيرة تضاعف عما كان عليه قبل ثلاث سنوات فحسب ليبلغ 1.22 مليار دولار في عام 2008 ارتفاعاً من 611.62 مليون دولار في عام 2005. ولعل المؤشر الأقوى على هذا التحوّل السريع والمثير للدهشة، هو أن عدد الشركات المتخصصة بصناعة الروبوتات شهد ارتفاعاً سريعاً خلال السنوات القليلة الماضية حتى بلغ الآن 300 شركة. وهذا يعني ببساطة أن تايوان عازمة على انتزاع لقب المركز العالمي الأول في صناعة الروبوتات الذي تحتفظ به اليابان منذ بضع سنوات. وللوقوف على الحجم الحقيقي لتطور أي صناعة من الصناعات، تكون المعارض الدولية هي المكان المناسب لاستعراض الإمكانات والنتائج على أرض الواقع. ففي الدورة الأخيرة من معرض تايوان العالمي للروبوتات، بلغ عدد الشركات التايوانية العارضة 450، تنوّعت اختصاصاتها بين صناعة الروبوتات ذاتها، وبين تلك المتخصصة في الصناعات الدقيقة المكملة؛ واحتلت هذه الشركات 1120 جناحاً مستقلاً. وبدأت أسماء بعض كبريات الشركات المحلية تلمع وتتلألأ في سماء هذه الصناعة الدقيقة، ومنها مثلاً «ميري أوتوميشن كوربوريشن»، و«هيوين تكنولوجيز كوربوريشن»، وماتسوتيك إنتربريز كومباني»، و»أوروتيك كوربوريشن».. وغيرها. وكان لهذا التطور السريع الذي سجّلته تايوان في هذا الميدان الصناعي الاستراتيجي أن يدفع سي هوانج نائب وزير الصناعة التايواني لعقد مؤتمر صحفي أشار فيه إلى أن تايوان أصبحت ملاذاً آمناً لأضخم المؤسسات والصناديق العالمية المتخصصة بالاستثمار في صناعة الروبوتات. ومن أشهر هذه المؤسسات الشركة الألمانية «كوكا روبوتيك أوتوميشن كومباني» المتخصصة بالاستثمار في ميادين الأتمتة والذكاء الاصطناعي والتي وضعت كل ثقلها في إقامة التحالفات مع الشركات التايوانية المحلية العاملة في هذا الاختصاص. ولا يكاد الممثلون البارزون للفيدرالية الدولية لصناعة الروبوتات ينقطعون عن زيارة تايوان للوقوف على التطورات المتواصلة والمثيرة للإعجاب التي تشهدها هذه الصناعة. وكانت مدينة تايبيه عاصمة تايوان قد نظمت معرضها الدولي السنوي للروبوتات الذي تشرف على تنظيمه الرابطة التايوانية للروبوتات RAT بالاشتراك مع إدارة التكنولوجيا الصناعية ومكتب الإدارة التكنولوجية خلال شهر أغسطس الماضي. وجمع هذا الحدث المهم خبراء وباحثين ولاعبين أساسيين في هذه الصناعة ذات النمو السريع، تبادلوا خلاله الخبرات والأفكار، وتحاوروا حول التوجهات والخطط التي ينبغي تبنّيها من أجل دمج الروبوتات ضمن البيئة المعيشية والاجتماعية والصناعية عبر العالم. وكانت من أبرز معروضات تلك الدورة، أذرع الدعم الروبوتية لمساعدة المعاقين التي عرضتها شركة يابانية تحت اسم «بذلة هال» HAL suit وهي متخصصة بمساعدة المعاقين على الحركة بطريقة سهلة ومريحة تختلف عن استخدام العربات والكراسي الكهربائية. وتوقع مراقبون أن تشهد هذه الأذرع الصناعية إقبالاً كبيراًً على المستوى العالمي باعتبارها تعدّ أول حلّ عملي لمشاكل الإعاقة الطرفية. ومن أجل تغطية تكاليف البحوث التي أفضت إلى النجاح في بنائها، وريثما يتم إطلاقها للبيع على المستوى التجاري عبر العالم، تقوم الشركة اليابانية التي تصنعها بتأجيرها لغير المعاقين بسعر 2200 دولار للمجموعة الكاملة لمدة شهر كامل. ويبلغ وزن المجموعة 10 كيلوجرامات. وتوحي مثل هذه التطورات بأن هذا التنافس على صناعة الروبوتات بين الجارتين الآسيويتين سوف يؤدي إلى ظهور المزيد من أجيال الروبوتات الأكثر ذكاء والمبرمجة بالدقة الكافية للقيام بأي عمل يطلب منها من دون استثناء. وعرضت إحدى الشركات الروبوت العجيب «روبوت ميسينجير الفوري» Instant Messenger Robot الذي يمكن توصيله ببرنامج مايكروسوفت ميسينجير التطبيقي بحيث يمكن لصاحبه أن يرسل الرسائل النصّية عبر الموبايل SMS بطريقة التحدث إليه شفاهياً. وينطوي هذه الاختراع على الكثير من عناصر الغرابة التي تكمن في جمال شكل الروبوت وقدرته السريعة على فهم الكلام المنطوق وتحويله إلى أحرف مطبوعة يقوم بإرسالها فوراً إلى الرقم المطلوب أو بمجرّد نطق اسم المرسل إليه إذا كان مبرمجاً في قائمة المراسلين في ذاكرة الروبوت. وتعدّ شركة تويوتا اليابانية واحدة من الشركات المنافسة القوية على المستوى العالمي في صناعة الروبوتات. وهي التي قدمت الزلاجة الذكية «وينجليت» Winglet وهي عبارة عن روبوت مساعد لتنقل الموظفين داخل الإدارات العامة والمعارض. وكذلك شركة «آي روبوت» iRobot الأميركية التي قدمت في معرض تايوان أول ممرضة روبوتية تهدف إلى مساعدة المقعدين والمعاقين وتخفيض تكاليف الرعاية الصحية. ولعل الأرقام الإحصائية هي المقياس المهم الآخر الذي يمكنه أن يعبّر عن سرعة تطور صناعة الروبوتات في تايوان. فلقد قدرت الوزارة التايوانية للشؤون الاقتصادية معدل النمو السنوي لصناعة الروبوتات بـ10 بالمئة، وبما يعني أن صناعة الروبوتات أصبحت الأسرع نمواً من بين عدد لا يحصى من الصناعات التكنولوجية الدقيقة التي تشتهر بها هذه الجزيرة الصغيرة. عن موقع taiwantodaynews.com ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©