جلسة تاريخية للبرلمان السوداني برئاسة امرأة

عقد البرلمان السوداني المنتخب أمس جلسة إجرائية ضمن دورة انعقاده الأولى وترأست الجلسة الدكتورة سعاد الفاتح أكبر الأعضاء سنا، كأول امرأة في تاريخ السودان ترأس جلسة برلمانية. وجدد البرلمان الذي انعقد بموجب مرسوم أصدره رئيس الجمهورية عمر البشير ثقته في رئيسه السابق ومرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم أحمد إبراهيم الطاهر واختياره بالأغلبية رئيسا للبرلمان للمرة الثانية، كما أدى أعضاء البرلمان المنتخبون القسم لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ البلاد. وقال الطاهر إن البرلمان المنتخب سيعمل من أجل وحدة البلاد واستقرارها وتنفيذ ما تبقي من بنود اتفاقية السلام الشامل. وتعهد ببسط الشورى والحوار والعدل لتمكين البرلمان من أداء المهمة المنوط به في المرحلة الحساسة في تاريخ السودان. وأضاف أن البرلمان سيسهم في تعزيز العلاقات الخارجية للسودان وعبر التواصل مع نظرائه في الدول الصديقة والشقيقة. وأشار الطاهر إلى أن الجلسات المقبلة ستشهد عرض لائحة أعمال البرلمان الجديدة لمناقشتها وإجازتها واستكمال انتخاب نواب الرئيس ورؤساء اللجان المتخصصة. ومن جانبها، اعتبرت الدكتور سعاد الفاتح ترؤسها للجلسة الإجرائية دليلا على الاحترام والمكانة المرموقة التي تحظي بها المرأة في السودان، كما يؤكد الدور الكبير الذي لعبته المرأة في مجال السياسة وصناعة القرار في البلاد. وقالت إن البرلمان الجديد، والذي يضم شخصيات اختارها الشعب ونسبة عالية لتمثيل المرأة، “مطالب بأداء فاعل لحسم القضايا والأزمات التي تجابه البلاد ويحتاج حسمها لإعمال الفكر والحوار البناء”. وتمهد الجلستان الإجرائيتان للبرلمان والمجلس الولايات لخطوة أداء القسم لرئيس الجمهورية الخميس المقبل. وقالت الأمانة العامة الإدارية للبرلمان إنه تم توجيه دعوات لأحزاب المعارضة لحضور مراسم تنصيب الرئيس عمر البشير، لكن قيادات بالمعارضة من بينها سليمان حامد القيادي بالحزب الشيوعي، أشار إلى أن هناك إجماعا وسط المعارضة بمقاطعة مراسيم تنصيب البشير بسبب تشكيكها في نتائج الانتخابات. وقال الأمين العام للبرلمان إبراهيم أحمد إبراهيم إن البرلمان وجه دعوات إلى كافة القوى السياسية ومرشحي الرئاسة لحضور مراسم أداء القسم لرئيس الجمهورية أمام الهيئة التشريعية الخميس المقبل. وكشف إبراهيم عن وجود 18مقعدا شاغرا بالبرلمان الجديد، مشيرا إلى استحواذ نواب حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) على غالبية المقاعد، وبلغ عددهم 312 نائبا، وتليه “الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) بـ 99 نائبا، ثم “الاتحادي الديمقراطي - جناح جلال يوسف الدقير” بأربعة نواب، ثم حزب “الأمة الفدرالي” بثلاثة نواب، ثم حزب “الأمة الإصلاح والتنمية” بنائبين. وحصل كل من “الإخوان المسلمين” و”الاتحادي الديمقراطي - الأصل” و”الأمة القومي” و”المؤتمر الشعبي على مقعد واحد لكل منهم . إلى ذلك، أرجأ “المؤتمر الوطني” اختيار رئيس كتلته بالبرلمان بعد اعتذار غازي صلاح الدين العتباني، رئيس الكتلة السابق. وقال العتباني: أجلنا النظر في ترشح رئيس كتلة “الوطني” بعد اعتذاري إلى حين استقرار البرلمان وتعارف النواب مع بعضهم. وأشار إلى انعقاد جلسة أخرى للهيئة لتقديم ثلاثة مرشحين للكتلة يتم رفع أسمائهم إلى رئيس لجنة الاختيار الرئيس عمر البشير. ويذكر أن البرلمان يضم 450 نائبا منهم 270 انتخبوا بالاقتراع في أبريل الماضي و180بنظام النسبية. وكان شريكا اتفاق السلام الشامل “المؤتمر الوطني” و”الحركة الشعبية لتحرير السودان” قد اتفقا على إضافة 40 مقعدا للجنوب، بالإضافة إلى المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب، حيث خصصت 4 مقاعد لولاية جنوب كردفان ومقعدان لمنطقة أبيي. وفي سياق ذي صلة أدى أعضاء مجلس الولايات القسم وتم اختيار الفريق آدم حامد موسي رئيسا للمجلس بالإجماع.